الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
دانت وزارة الخارجية السودانية دعوة متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال لسكان مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى إخلائها، ويأتي إعلان الحركة بعد أيام من قصفها للمدينة بالمدفعية مما أدى لسقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى، وتزامن القصف مع زيارة قام بها الرئيس السوداني إلى جمهورية جنوب السودان، ووصفت الخارجية في بيان لها تصريحات الناطق باسم الحركة (أرنو لودي) التي دعا فيها سكان
المدينة إلى إخلائها ومغادرتها تمهيداً لعمليات عسكرية جديدة بأنها "نهج إجرامي من شأنه أن يقوّض جهود السلام والاستقرار كلها في المنطقة ويطيل من أمد المعاناة الإنسانية هناك".
واعتبرت الخارجية السودانية أن "ما تقوم به الحركة الشعبية قطاع الشمال في جنوب كردفان نوعاً من ترهيب المواطنين"، وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية "اتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للتهديد الذي تمثله هذه المجموعات المسلحة للسلم والأمن".
وقال وزيرالإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب كردفان رجب الباشا لـ"العرب اليوم" عبر الهاتف، إن الحركة الشعبية قطاع الشمال لا تستطيع أن تهدد الأمن في الولاية، وأضاف أن الطلب غريب لأن المواطن ليس بهدف عسكري لحركة عسكرية، مؤكدا أن الطلب غير أخلاقي، وليس من حق الحركة أن تطلب من المواطن مغادرة مدينته، والحكومة عند التزامها بتوفير الأمن للمواطن ووقف أي عمليات تهدد أمنه واستقراره.
وفي سؤال للعرب اليوم إن كانت الحركة الشعبية قطاع الشمال تستطيع أن تهدد فعلياً جنوب كردفان، أجاب الباشا "جنوب كردفان، ليست مدينة كادقلي وحدها، جنوب كردفان رقعة جغرافية كبيرة وممتدة، والحكومة تستطيع تأمين مدن الولاية كلها، هذه مسؤولية، وهذه التهديدات لا معنى لها"، وأعرب عن أمله ألا تستمر الحركة في استهداف المواطنيين، وقال "عليها أن تبحث عن حلول أفضل".
وفي تعليق له يقول الخبير العسكري ورئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السوداني السابق الفريق جلال تاور كافي لـ"العرب اليوم" إن طلب الحركة الشعبية هذا ليس بالأمر الجديد، فقد سبق للحركة أن حاولت احتلال مدينة كادقلي العام قبل الماضي، وحاولت أيضا من خلال عمليات القصف أن تخلق حالة من الهلع والخوف في أوساط المواطنين، ولفت تاور إلى أن المواطنين رغم هذا الواقع لم يغادروا المدينة، وتساءل إلى أين يذهب هؤلاء؟، وأوضح تاور أن طلب الحركة الشعبية من المواطنين مغادرة كادقلي يأتي ضمن الحرب النفسية في أوقات الأزمات، وأشار إلى أن رئيس وفد الحكومة السوداني في المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال البروفسير إبراهيم غندور أعلن استعداد الحكومة للتفاوض وأنها في انتظار تحديد الموعد بواسطة الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.
وكان غندور قال في تصريحات له إن بلاده أبلغت الوساطة الأفريقية استعداد الخرطوم للتفاوض والشروع في الحوار، وقال إن عملية التفاوض ستسبقها لقاءات مع الرئيس عمر البشير ونائبيه، مشدداً على أن الحوار سيكون تحت مظلة الاتحاد الأفريقي وأنه لن يكون مقبولاً تدخلات من جهات دولية أخرى، ويضيف الفريق جلال تاور أن ما يجري ليس مانعاً من السير في المفاوضات، كما أنه لا يمنع القوات المسلحة القيام وفقا للقانون والدستور بما يراه ضرورياً للدفاع عن أمن واستقرار الأمن في المنطقة.
وطالبت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية باتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للتهديد الذى تمثله الحركة الشعبية قطاع الشمال للسلم والأمن ، وتنفيذ ما نصت عليه القرارات الدولية الصادرة في هذا الصدد.
وكشف رئيس لجنة التشريع في البرلمان الفاضل حاج سليمان عن إجراءات بدأتها وزارة العدل والمخابرات السودانية للتحقيق بشأن عمليات القصف التي تعرضت لها مدينة كادقلي السبت، مؤكداً استمرار العمل حتى يصل إلى مرحلة الأدلة النهائية والبيانات لتقديم المتورطين إلى العدالة، وتقود الحركة الشعبية قطاع الشمال صراعاً مسلحاً منذ العام قبل الماضي مسرحه ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
أرسل تعليقك