الأقصر ـ محمد العديسي
أغلق العشرات من المهجرين من قرية قرنة مرعى في بر الأقصر الغربي منطقة "وادي الملكات"، ومقابر ومعابد دير المدينة في المنطقة الجنوبية في مدينة القرنة، ومنعوا السياح من الزيارة، إحتجاجًا على عدم صرف تعويضاتهم، وللمطالبة بإقالة رئيس المدينة.وحاول العشرات من رجال شرطة السياحة والآثار والمسئولين التنفذيين إقناع المحتجين بفتح المناطق الأثرية دون جدوى، بعدما وضع المحتجون حواجز من
الحجارة والقطع الخراسانية في الطرق الرئيسية المؤدية للمناطق الأثرية، ومنعوا الحافلات السياحية من الدخول، في حين غيَّر مندوبي الشركات السياحية برامج الزيارة، لحين إقناع المتظاهرين لفتح الطرق المؤدية للمناطق الأثرية.
وأكد المحتجون أنهم سيواصلون غلق المناطق الأثرية، حتى تنفيذ مطالبهم، المتمثلة في إقالة رئيس المدينة، وحل مشكلة تعويضهم، وطالبوا محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد، بالتدخل لحل مشكلتهم، وتسكينهم في الأراضي البديلة، وكشف التلاعب والفساد في توزيع الأراضي وتقديم الفاسدين للمحاكمة.
وقال محمد الجهلان ورفعت الضو, وهما من سكان القرية، أنهم هجروا من بيوتهم، ولم يحصلوا على تعويضات مناسبة، في حين أن اللجنة المكلفة بتوزيع التعويضات أعطت تعويضات للمقربين، ولغير المستحقين، واصفين رئيس المدينة اللواء أحمد معوض بأنه "متخاذل تمامًا، ويؤخر إجراءات تسليم التعويضات، لأسباب غير معلومة"، مشيرين إلى أنهم "لن يفتحوا الطرق قبل إقالة رئيس المدينة، وحل مشكلتهم بصورة جذرية"، في حين أكد سيد عبد الله, وهو أحد المهجرين أيضًا, أن "المسؤولين قاموا بتسليم التعويضات والأراضي لأصحاب النفوذ والحظوة، وتركوا الفقراء في الشارع، فى ظلم بَيّن وغير مقبول".
من جانبه، أعرب محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد عن استيائه من سوء معاملة السياح، وقطع الطرق أمام الأفواج السياحية، مشددًا على "ضرورة عدم استغلال الوضع الراهن، الذي تمر به البلاد، لإشاعة الفوضى، والمتاجرة في قوت المواطنين، من أجل مطالب فئوية، لا تمت لمصالح البلاد العليا بصلة", مطالبًا الجميع بالعمل لصالح مصر، وليس ضدها.
واستنكر أصحاب شركات السياحة في الأقصر إغلاق المناطق الأثرية غرب الأقصر، مؤكدين أنها كارثة، وسيكون لها آثار سلبية كبيرة على قطاع السياحة المصري، الذي يعاني أزمات متواصلة، وحذر رئيس غرفة شركات السياحة في الصعيد ثروت عجمي من "مخاطر التصرفات غير المسؤولة، وغلق المناطق الأثرية، والاحتجاجات الفئوية، وغلق الطرق السياحية في وجه السائحين، وتأثيرها على سمعة مصر في الأسواق السياحية العالمية".
أرسل تعليقك