الترتيبات الأمنية تهدد بنسف سلام السودان
آخر تحديث 20:01:56 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الترتيبات الأمنية" تهدد بنسف سلام السودان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الترتيبات الأمنية" تهدد بنسف سلام السودان

الخرطوم - صوت الإمارات

قالت 5 من الحركات الدارفورية الموقعة على اتفاق السلام مع الحكومة السودانية في جوبا في أكتوبر الماضي إن عدم تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية يهدد بنسف العملية السلمية ويعيد البلاد إلى مربع الحرب من جديد وفي الجانب الآخر، أشار مراقبون إلى وجود ثغرات كبيرة في اتفاق الترتيبات الأمنية وحملوا الحركات المسلحة مسؤولية عدم تنفيذ بنود الاتفاق متهمينها بمحاولة "تضخيم قواتها" من خلال التحشيد والتجنيد وبيع الرتب وإرباك المشهد الأمني من خلال إدخال وحدات مسلحة تابعة لها في مناطق مدنية حساسة في قلب العاصمة الخرطوم.

وحدد بند الترتيبات الأمنية المضمن في اتفاق السلام 39 شهرا لعملية الدمج والتسريح المتعلقة بمقاتلي الحركات المسلحة مع تشكيل قوات مشتركة من الجيش السوداني والشرطة والدعم السريع لحفظ الأمن في ولاية دارفور والمنطقتين تمثل فيها قوات الحركات المسلحة بنسب تصل إلى 30 في المئة، لكنه لم يتضمن تفاصيل واضحة عن أماكن التجميع ولم يحصر أعداد القوات التابعة لكل حركة قبل عملية التوقيع.

كسب الوقت
حمل بيان صادر عن حركات "تحرير السودان" و"العدل والمساواة" و "التحالف السوداني" و"تجمع قوى تحرير السودان" وحركة "تحرير السودان المجلس الانتقالي"، المكون العسكري في الحكومة الانتقالية مسؤولية عدم إنفاذ بنود الترتيبات الأمنية رغم مرور 7 أشهر على توقيع اتفاق السلام.وقال البيان إن الحكومة ممثلة في المكون العسكري لم تخط خطوة واحدة لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، متخذة سياسة كسب الوقت منهجا، وصناعة حركات أخرى ديدناً بغرض تعقيد المشهد العسكري وتخريب السلام، وممارسة ذات ممارسات النظام السابق في هذا الملف الخطير بهدف إعادة البلاد إلى مربع الحرب لتستمر المعاناة والموت والدمار.وأضاف "من خلال هذه الممارسات تأكد لنا أن الحكومة ممثلة في المكون العسكري غير جادة وغير راغبة في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية".واتهم البيان الحكومة بالتماطل في عدم تشكيل الآليات، و"المراوغة" في تشكيل القوة المشتركة لحفظ الأمن والدعم اللوجستي، وعدم اتخاذ خطوات جادة لإصلاح الأجهزة الأمنية في كل المستويات لتعكس تنوع الشعب السوداني.وأشار البيان إلى أن تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية يحتاج إلى قرارات من رئيس مجلس السيادة وذلك بإشراك قادة الحركات المسلحة في إدارة الاجهزة الأمنية في البلاد على المستوى السياسي والتنفيذي في أعلى المستويات وذلك بتعيين وزراء دولة في وزارتي الدفاع والداخلية وتمثيل "عادل" في هيئة قيادة الأركان المشتركة وقيادة هيئة الشرطة وقيادة الأمن والمخابرات و"الدعم والسريع".

نقص الاستعداد
يعزي مبارك بخيت مسؤول ملف الترتيبات الأمنية في مسار دارفور سبب تأخر تنفيذ بند الترتيبات الأمنية إلى عدم استعداد الطرف العسكري في الحكومة السودانية إداريا وماليا لمشاركة الأطراف الموقعة على اتفاق السلام في الوزارات والهيئات ذات الطابع الأمني مثل وزاتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة.ويقول بخيت لموقع سكاي نيوز عربية "رغم أن اتفاق السلام نص على توفير الدعم اللوجستي للحركات المسلحة بعد 72 ساعة من توقيع الاتفاق إلا أنه ليست هناك أي ميزانية للترتيبات الأمنية حتى الآن".ونفى بخيت أي مسؤولية للحركات المسلحة في تأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية، وأوضح "لدينا قوات جاهزة ومتواجدة في مناطق الارتكاز المتفق عليها وهناك لجان خاصة بتنفيذ الاتفاق موجودة في الخرطوم"وأشار بخيت إلى أن تأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية سيؤثر على مجمل الاتفاق حيث أن تعدد الجيوش أصبح جزءا من الأزمة الحالية التي يعيشها السودان. وشدد على ضرورة العمل الجاد من أجل تنفيذ بند الترتيبات الأمنية حسب الجدول الزمني المحدد في الاتفاق وتكوين جيش وطني موحد بعقيدة عسكرية واحده وقوات شرطة تعكس التنوع السوداني وقادرة على إنفاذ القانون.

اتفاق مشلول
اعتبر المحامي والناشط الساير إسماعيل آدم تأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية مخالفة واضحة أدت إلى إصابة اتفاق السلام بـ"الشلل". وأوضح “الحركات الموقعة جاءت للخرطوم تنفيذا للاتفاقية الموقعة إلا أنها تفاجأت بكثير من الخلل السياسي والقانوني مما تجعلها تفقد الأمل في الاتفاق".ويحمل آدم مسؤولية تأخير حسم ملف الترتيبات الأمنية للحكومة السودانية والوساطة الدولية والحركات الموقعة نفسها، ويقول لموقع سكاي نيوز عربية "رغم أن الحكومة لم تصرح بشكل علني إلا انها تلوم الحركات لعدم توحدها".ويلقي آدم باللوم على الحركات الموقعة على قبولها لوجود حركات موازية، ويوضح "أخطأت الحركات منذ البداية حينما وافقت بالحركات المصنعة وهي أصلا حركات تابعة للحكومة السابقة قصد بوجودها تخريب عملية السلام".وطالب آدم الحركات بعدم الخروج من الخرطوم مالم تنفذ الحكومة الانتقالية الاتفاق، ويقول إن مطالبة الحكومة بخروج القوات التابعة للحركات المتواجدة في الخرطوم حاليا يشكل "بداية شرارة لحرب أهلية جديدة داخل العاصمة".

ثغرات خطيرة
لكن مراقبين يقولون إن هنالك ثغرات خطيرة في بند الترتيبات الأمنية، أهمها عدم وجود آلية محكمة لحصر قوات الحركات الموقعة مما فتح الباب أمام محاولات فرض واقع جديد عبر التجنيد وبيع الرتب.واعترفت حتى الجهات الموقعة على الاتفاق بتلك الثغرات، حيث أثار الهادي إدريس عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية التي تضم عددا من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا مزيدا من المخاوف حول مستقبل الترتيبات الأمنية. وقال صراحة وفقا لما نقلته عنه وسائل إعلام رسمية أن بعض الحركات المسلحة تعمل على بيع الرتب العسكرية بقية تضخيم عديد قواتها وبالتالي رفع ثقلها في المشاركة في عمليات الدمج داخل القوات المسلحة. ووفقا للخبير العسكري جمال يحي بورص فإن ظاهرة إقدام بعض الحركات المسلحة على بيع الرتب العسكرية بمثابة إفراز حقيقي للتكالب على السلطة والثروة عبر توسيع المشاركة في القوات المسلحة السودانية وهو ما سيؤدي إلى المزيد من الخلل في بنية الجيش السوداني.ويشير بورص إلى أن القوات المسلحة السودانية ظلت ولسنوات طويلة تشكل نموذجا للتماسك والمهنية، لكن فترة النظام المباد فتحت الباب أمام اختراقات أضعفت كثيرا من تماسك المؤسسة العسكرية وعقيدتها.ومن الثغرات التي ظهرت في اتفاق الترتيبات الأمنية أيضا وصول أعداد كبيرة من قوات الحركات المسلحة إلى الخرطوم وتمركزها في أماكن استراتيجية مختلفة قبل البدء في إجراءات الدمج والتسريح مما أثار مخاوف أمنية كبيرة في العاصمة. وأدى عدم تحديد نقاط التجميع في بند الترتيبات الأمنية إلى دخول بعض تلك القوات إلى العاصمة واقتحام أماكن مدنية حساسة مثل مقر اللجنة الأولمبية السودانية قبل الخروج منها إلى مكان ليس ببعيد وذلك بعد حملة إعلامية كبيرة انتظمت مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت وبعد تهديد اللجنة الأولمبية الدولية بتجميد النشاط الرياضي في السودان.

خلل كبير
يحذر الخبير الأمني سامي نوري من الخلل الكبير الذي صاحب التوقيع على اتفاق جوبا بين الحكومة وبعض الحركات الدارفورية. وأوضح أن "الاتفاق لم يبن على رؤى سياسية حقيقية وتم مع أطراف كانت تقود حربا قبلية عبثية تحت لافتات سياسية".ويقول نوري لموقع سكاي نيوز عربية إن جهات عديدة لا تريد هيكلة الأجهزة الأمنية، وعلى رأس الدولة العميقة "المسيطرة على كل مفاصل الدولة".  ويبدي نوري قلقه من حالة السيولة الأمنية الحالية التي تسود البلاد. ويقول إن ما يحدث من تفلتات أمنية هو أمر مخطط له من قبل "جهة نافذة تجاوزت صلاحياتها المنصوصة في الوثيقة الدستورية وتستقوي بالحركات المسلحة بعد أن فشلت في إيجاد حاضنة سياسية تمكنها من السيطرة على الحكم وبعد أن أدركت أن وجودها في المشهد السياسي لن يطول إذا ما تحققت أهداف الثورة".

وقـــــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــضًأ :

حمدوك وعبد الواحد يبحثان السلام في السودان واتفاق على ضرورة تحقيقه بشكل عادل

"الترتيبات الأمنية" تهدد بنسف سلام السودان

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترتيبات الأمنية تهدد بنسف سلام السودان الترتيبات الأمنية تهدد بنسف سلام السودان



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates