بعد فوزه برئاسة وزراء بريطانيا، يُرجحّ أن يهتم زعماء العالم بدراسة وجهات نظر بوريس جونسون في القضايا العالمية وزعماء الدول، بعدما أصبح رئيسًا لوزراء بريطانيا.
ومع أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست" هو التحدي الأكبر الذي يواجهه، من المتوقع أن تكون هناك تحديات مهمة أخرى تنطوي عليها أجندته السياسية، حيث يعكف زعماء العالم على دراسة آراء جونسون التي عبّر عنها والمواقف التي اتخذها قبل توليه السلطة في محاولة للتكهن بالمسار الذي سيتخذه أثناء رئاسة الحكومة البريطانية.
ولحسن الحظ، ومما يسهل مهمة زعماء العالم في دراسة جونسون، أن للرجل سجلا سياسيا كبيرا، إذ تولى حقيبة الخارجية لعامين، علاوة على مقالات رأي كتبها في عدد من الصحف والمجلات لسنوات، علاوة على كنز من اللقاءات الصحفية متوافرة لمن يريد مادة دسمة حول جونسون.
وفيما يلي استعراض لأهم آراء رئيس الوزراء البريطاني الجديد في بعض الدول وزعمائها.
السعودية: "ملتوية وتسيء استغلال الدين"
اتهم جونسون، أثناء توليه حقيبة الخارجية البريطانية، السعودية (ومعها إيران) بأنهما تقودان حربا بالوكالة، مرجحا أن هاتين الدولتين تفتقران إلى القيادة القوية بما فيه الكفاية. وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد: "هناك سياسيون يتبعون أساليب ملتوية ويسيئون استغلال الدين، وطوائف أخرى من نفس الدين لتحقيق أهدافهم السياسية".
إيران: "الدبلوماسية هي الحل الوحيد"
بعيدا عن البريكست، تعتبر التوترات في العلاقات مع إيران هي المشكلة الدبلوماسية الأكثر إلحاحا في الأجندة السياسية لبوريس جونسون.
فالاتفاق النووي بين قوى الغرب وإيران للحد من الأنشطة النووية الإيرانية بدأ يتداعى في الفترة الأخيرة بعد إعادة واشنطن فرض العقوبات على إيران التي تستمر في تخصيب اليورانيوم بينما ترسل بريطانيا المزيد من السفن الحربية إلى منطقة الخليج وسط مخاوف من احتجاز إيران لناقلات نفط أجنبية.
ولا يدعم رئيس الوزراء الجديد مواجهة عنيفة مع إيران، وهو الخيار الذي لا يستبعده الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال جونسون: "لمن يقول إن الدخول في حرب ضد إيران يمثل خيارا معقولا لنا في الغرب، أنا لا أصدق ذلك على الإطلاق. فالدبلوماسية لا بد أن تكون أفضل طريقة لإحراز تقدم"، وذلك أثناء مناظرة سياسة في إطار انتخابات رئاسة حزب المحافظين الحاكم.
وأضاف جونسون: "إذا سُئلت عما إذا كنت سأدعم إجراء عسكريا ضد إيران حال كوني رئيسا للوزراء، فسوف تكون الإجابة بلا"، لكنه أشار إلى استعداده لإعادة فرض العقوبات على إيران إذا استمرت في تخصيب اليورانيوم بمعدل يخالف الاتفاق النووي.
جونسون هو وزير الخارجية البريطاني الوحيد الذي زار روسيا في غضون الخمسة أعوام الماضية
تركيا: "قافية مبدعة"
نحن الآن في موقف يتضمن كتابة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون قصيدة هجاء في زعيم دولة أخرى هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفازت قصيدة قصيرة لبوريس جونسون كتبها في 2016 - تتضمن إشارة بذيئة إلى عنزة وكلمة أخرى مستحدثة على نفس قافية كلمة "أنقرة" - بجائزة قدرها ألف جنيه إسترليني. لكنه التقى الرئيس التركي بعدها بشهور دون أن يتطرقا إلى هذه القصيدة. كما أشار جونسون ذات مرة إلى أي مدى يحب "غسالة ملابسه التركية التي تعمل جيدا".
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن مخاوفه حيال تطلعات تركيا ذات الثمانين مليون نسمة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
كما وقع جونسون في 2016، قبل التصويت على استفتاء البريكست، على خطاب مشترك مع اثنين من مؤيدي الخروج من الاتحاد، يطالب من لا يريد تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي أن يصوت لصالح البريكست. لكنه لم يتماد إلى ما هو أبعد من ذلك.
ولدى جونسون صلة قرابة بالأتراك، إذ كان جده الأكبر علي كامل وزيرا للداخلية في تركيا، والذي قُتل على يد عصابات تركية.
وقال سكان القرية التي ينحدر منها أجداد بوريس جونسون في منطقة الأناضول في تركيا إنهم سوف "يذبحون بعض الأغنام على شرف جونسون"، احتفالا بإعلانه رئيسا لوزراء بريطانيا.
"مزايا ترامب الكثيرة"
من المرجح أن العلاقة المميزة بين بوريس جونسون والرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف تزداد تميزا بعد تولي الأول رئاسة مجلس الوزراء في بريطانيا. فإذا لم يكن هو وترامب صديقين مقربين، فمن الواضح أن كليهما معجب بالآخر، لكن هذه العلاقة لم تكن طيبة طوال الوقت، ففي 2015 عندما كان ترامب في حملته الانتخابية أشار إلى أن لندن بها بعض المناطق المحظورة. وكان رد جونسون، الذي شغل منصب عمدة العاصمة البريطانية في ذلك الوقت، على ترامب بأن هناك "جهل وغباء يجعله (ترامب) غير مناسب لمنصب الرئيس الأميركي".
كما سخر جونسون من منصب الرئاسة الأميركية، قائلا إنه يمكنه الترشح لرئاسة الولايات المتحدة لأنه مولود في نيويورك.
لكن اللغة التي يستخدمها في الحديث عن الرئيس ترامب أصبحت أكثر دفئا منذ دخل الأخير المكتب البيضاوي. وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد الشهر الماضي إن بريطانيا يمكنها أن تتعلم الكثير من الرئيس الأميركي.
وقال جونسون: "إنه (ترامب) يخفف القواعد، ويخفض الضرائب، بطريقة تركز على دفع النمو لأعلى. وأعني هنا أن أقول إننا في حزب المحافظين فشلنا فشلا ذريعا في الحديث عن أجندة تحرير اقتصاديا السوق".
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن جونسون سوف يقوم "بعمل رائع" كرئيس لوزراء بريطانيا. وتعظم هذه التصريحات الحافلة بالود بين الزعيمين الأميركي والبريطاني الآمال في عقد اتفاقية تجارية بين الجانبين بعد الانتهاء من إجراءات البريكست والانفصال النهائي عن الاتحاد الأوروبي.
روسيا: المليارديرات والمقربين
قال بوريس جونسون الشهر الماضي إن جزءا كبيرا من السلطة في روسيا انتقل إلى "المليارديرات والمقربين"، واصفا تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تضمنت أن الليبرالية ماتت، بأنها "مثيرة للاشمئزاز".
لكن هل من الممكن أن نرى جونسون وهو يسعى إلى تعزيز العلاقات مع روسيا بعد أن أصبح رئيسا للوزراء؟ قد تكمن الإجابة في القول المأثور "ضربتان على الرأس تؤلمان"، ومن يدري، ربما سعى رئيس الوزراء الجديد إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين. فبوريس جونسون هو أول وزير خارجية بريطاني يزور روسيا في خمسة أعوام، لكنه صرح بعد استقالته من منصبه بأنه كان لا يعلم على الإطلاق ما يمكنه إنجازه من تلك الزيارة.
وقال رئيس الوزراء الجديد: "عندما أصبحت وزيرا للخارجية، اعتقدت أنه لا يوجد سبب موضوعي يجعلنا عدائيين تجاه روسيا."
وأضاف: "نعم كانت هناك أسباب كثيرة تجعلنا نتوجس خيفة، وأسباب كثيرة للقلق. لكني اعتقدت وقتها أنه من الممكن - وهو خطأ تقليدي في التفكير - أنه يمكننا البدء من جديد على مستوى علاقتنا بروسيا".
الصين: "أحترم هونغ كونغ"
كانت تصريحات جونسون بشأن المظاهرات الأخيرة في هونغ كونغ تعبر عن تصريحات الحكومة البريطانية تجاه هذه القضية. وأكد رئيس الوزراء الجديد على دعمه للمتظاهرين ضد التشريع المقترح الذي يسمح بترحيل أشخاص من هونغ كونغ إلى الأراضي الصينية.
لكنه شدد أيضا على أن الصين لابد أن تحترم نهج "دولة واحدة ونظامي حكم" الذي ينبغي أن يُتبع مع هونغ كونغ التي حصلت على قدر من الاستقلال عن الصين بعد أن تحررت من الاستعمار البريطاني.
الهند: "رؤية متفائلة"
أثناء مؤتمر انتخابي لبوريس جونسون في بيدفوردشاير الأسبوع الماضي، أشار رئيس الوزراء الجديد إلى أن تعزيز العلاقات التجارية مع الهند سوف يكون من أولوياته. وقال جونسون: "شهد التبادل التجاري مع الصين زيادة بواقع 45 في المئة في العشر سنوات الأخيرة، لكن الأرقام التجارية مع الهند لا تزال ثابتة. ونريد أن نفعل المزيد من أجل زيادتها. فالهند سوق طبيعي ضخم بالنسبة لبريطانيا".http://www.bbc.com/arabic/world-49098691?fbclid=IwAR2npCBNKljMXLO0tXy5kAgxYVOhkZswXmOn6YUNMXvOy6DEBfow7U4RU-g
وقــــــــــد يهمك أيـــــضًأ :
كونتيسة وسكس تعيش لحظات من الخوف وتنجو من حادث تحطم طائرة
إيران تعلن أن بريطانيا أرسلت وسيطا للإفراج عن ناقلة النفط المحتجزة
أرسل تعليقك