أهالي جنوب سورية يؤكدون اختفاءمظاهر الاحتفال بـالأضحي بسبب الركود الاقتصادي
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تنوعت الاستعدادات لاستقبال العيد تبعًا للقدرة المادية

أهالي جنوب سورية يؤكدون اختفاءمظاهر الاحتفال بـ"الأضحي" بسبب الركود الاقتصادي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أهالي جنوب سورية يؤكدون اختفاءمظاهر الاحتفال بـ"الأضحي" بسبب الركود الاقتصادي

أهالي جنوب سورية
دمشق- صوت الامارات

يستعد أهالي في جنوب سوريا إلى استقبال عيد الأضحى المبارك. وبين المواطن العادي والمُزارع والتاجر، تتنوع الاستعدادات لاستقبال العيد تبعاً للقدرة المادية والحال الاقتصادي، فمنهم من يبحث عن أضحية مناسبة، ومنهم مَن يحضّر الحلوى، وشراء ملابس العيد، ومنهم من اقتصرت فرحته على قدوم العيد دون أي تحضيرات.
أحمد في الثلاثين من عمره عاد إلى منزله في ريف درعا الغربي، وبيده بعض الحاجيات بعد يوم شاق من التسوق، استعداداً لاستقبال عيد الأضحى، وقال: «نحاول تحضير بعض المواد الغذائية من الحلوة لاستقبال عيد الأضحى، وتحضير خبز العيد أيضاً، هي طقوس اعتادت العائلات على تحضيرها قبيل قدوم العيد، لكن كثيراً من الطقوس غابت عن العائلات، ولم يستطع كثيرون توفير مستلزمات العيد، فمعظم العائلات تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة، نتيجة ارتفاع الأسعار وقلة الدخل وندرة فرص العمل، وأصبح شاغل الأهالي حساب قيمة الإنفاق الكبير في هذه المرحلة؛ التي يلتقي بها قدوم عيد الأضحى مع الاستعداد للعام الدراسي الجديد، إضافة للتحضير للمؤون الشتوية، ومع الغلاء الكبير في أسعار جميع المواد، خصوصاً الغذائية التي ارتفعت أسعارها قبيل قدوم هذه المرحلة، دون رقابة أو محاسبة، سيكون أرباب الأسر في وضع لا يُحسدون عليه، فالأزمات والضغوط الاقتصادية تلاحقهم في كل مكان، وباتوا مطالَبين بأمور مادية لا طاقة لهم بها وستعاني العائلات نقصاً في تحضير هذه المستلزمات».
ويرى أبو رضوان أحد السكان المحليين في درعا، وهو في عمر الستين، أنه «رغم الخصوصية الدينية لهذه المناسبة؛ تغيب مظاهر الاحتفالات بالأضحية عند الأهالي، واقتصر قيام شعيرة الأضحية على العائلات ميسورة الحال، بينما منع الفقر آخرين من تقديم أضاحٍ احتفاء بهذا اليوم المبارك، وكثير من العائلات متوسطة الدخل لم تعد لديهم القدرة على شراء الأضحية، بسبب الغلاء في أسعارها، الذي وصل متوسطها إلى 50 ألف ليرة سوريا (ما يعادل 100 دولار)، إضافة إلى المتطلبات المتراكمة في هذه المرحلة، فحرمتهم الأحوال القاسية من شعائر كثيرة، كانوا معتادين عليها في أعيادهم سابقاً»، وأشار إلى أنه رغم أن كثيراً من العائلات حُرمت من التحضيرات وطقوس مادية للعيد، فإنهم يحافظون على عادات العيد الاجتماعية، كزيارة الأقارب والأرحام، وزيارة ذوي الموتى لمؤانستهم بقدوم العيد وهم فاقدون لأحد أفرادهم، إضافة إلى إقامة الصلح الاجتماعي بين المتخاصمين في المنطقة، وتحضير القهوة العربية والشاي والحلويات استعداداً لاستقبال الضيوف والأقارب والمهنئين بقدوم العيد، ومنح الأطفال مبلغاً ماليا بسيطاً تعرف باسم (العيدية)، لإدخال الفرحة إلى قلوبهم».
وبنظر أم جهاد التي تخللت التجاعيد جبينها بعد أن تجاوز عمرها الخمسين فإن « كل عيد يأتي على السوريين تتكون في عقولنا مساحة من الحزن نتذكر بها ما فقدنا خلال سنوات الحرب، من انقطاع الصلة بين الأقارب أو الأصدقاء نتيجة النزوح من مكان إلى آخر، أو اللجوء إلى دول الجوار أو مغادرتهم إلى أوروبا، وأشارت بحسرة إلى تقاليد عيد الأضحى في الأيام القديمة قبل الحرب، كاستقبال حجاج بيت الله الحرام وتزيين الشوارع والبيوت احتفالاً بهم، وتحضير كثير من الحلويات للعيد، استعداداً لاستقبال الضيوف والأقارب، وشراء ملابس خاصة لكل أفراد العائلة، خصوصاً للأطفال، والذهاب في رحلة سياحية إلى أماكن للعب للأطفال والاستجمام، أما الآن باتت فرحة العيد ناقصة عند كثير من العائلات، ومعدومة عند عائلات أخرى، وكان ضيق الحال عند الأغلبية، وغلاء الأسعار، العنصر الأبرز في غياب طقوس العيد».
لم تقتصر المعاناة وغياب البهجة في العيد على الأهالي وحسب، بل تعدتها إلى التجار. وبحسب «أبو عمر» صاحب أحد المحال التجارية في ريف درعا يخيم الركود على أسواق محافظة درعا قبيل عيد الأضحى، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وتزامن عيد الأضحى مع العام الدراسي والتحضيرات لفصل الشتاء، ما أدى إلى خنق ما تبقى من حركة في السوق، حيث إن أسعار الأضاحي والملابس وغيرها ارتفعت كثيراً قبيل عيد الأضحى، مقارنة بالعام الماضي، وإقبال الناس على شراء الملابس هذا العام ضعيف جداً، لأن معظم العائلات أعطت الأولوية لشراء الزي المدرسي ومستلزمات الدراسة والمؤن الشتوي، واقتصرت حركة التسوق على العائلات ذات الدخل العالي، فكل شيء غالٍ على العائلات محدودة الدخل، وتراجعت القوة الشرائية في الأسواق، حيث كانت مثل هذه الأيام سابقاً تشهد حركة إقبال وشراء كبيرة، وكانت الأسواق تغص بالناس والبضاعة «لكن الغلاء الذي شمل جميع المجالات الحياتية أنهك العائلات، وبات هَمّ مسؤول الأسرة تلبية المستطاع من مستلزمات عائلته واحتياجاتها بعيداً عن التفكير في بهجة العيد».

قد يهمك ايضا

الإمارات تواصل جهودها للحد من انتشار وباء "الكوليرا" في اليمن

اجتماع بعبدا الخماسي يطوي أزمة الحادث المُسلَّح الذي وقع في قرية قبرشمون

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي جنوب سورية يؤكدون اختفاءمظاهر الاحتفال بـالأضحي بسبب الركود الاقتصادي أهالي جنوب سورية يؤكدون اختفاءمظاهر الاحتفال بـالأضحي بسبب الركود الاقتصادي



GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates