ظاهرة الثأر من الجيش والقوات اللبنانية تتصدر المشهد العام في البقاع
آخر تحديث 21:06:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تضع الخطط الأمنية مجددًا تحت المجهر

ظاهرة الثأر من الجيش والقوات اللبنانية تتصدر المشهد العام في البقاع

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ظاهرة الثأر من الجيش والقوات اللبنانية تتصدر المشهد العام في البقاع

القوات اللبنانية
بيروت_صوت الامارات

تتصدر ظاهرة الأخذ بالثأر من الجيش والقوى الأمنية المشهد العام في محافظة بعلبك الهرمل (البقاع) في الفترة الأخيرة، ما يضع الخطط الأمنية تحت مجهر النجاح أو التراجع، وبالتالي ترك المنطقة لمصيرها من العبث والفوضى بأمن المنطقة. ويضع هذا الواقع، في المنطقة التي تسيطر عليها المشاعر العشائرية والعائلية وظاهرة الفلتان الأمني، الأجهزة الأمنية أمام خيارات صعبة، أحلاها مر، وهي إما أن تستمر في الضرب بيد من حديد، وإما أن تدفع كلفة باهظة نتيجة تنفيذ الأوامر وتطبيق القوانين بدماء وأراوح أبنائها من المؤسسة العسكرية.

خطط أمنية عدة وضعت للتنفيذ في بعلبك، بعضها حقق نجاحاً محدوداً، ومعظمها فشل. الخطة الأولى كانت في الأسبوع الأول من فبراير (شباط) 1997 حين أعلن عن بعلبك الهرمل منطقة عسكرية، وانتشر الجيش اللبناني في أرجائها وساحاتها، ليعود بعدها، ويليها عدد من الخطط، كان آخرها في عام 2018. وفي مسار التنفيذ نجحت القوى الأمنية في توقيف والإطاحة ببعض الرؤوس الكبيرة من عصابات السلب والخطف والاتجار بالمخدرات، لكن من دون أن تتمكن من أن تضع حداً نهائياً للخارجين عن القانون والعابثين بأمن المنطقة.

ولم تمنع عادات الأخذ بالثأر، المستجدة على الساحة البقاعية المعروفة بالطابع العشائري، القوى الأمنية من القيام بواجبها من إلقاء القبض على كبار المطلوبين. وقد شهدت الأيام الماضية إلقاء القبض على اثنين من كبار المطلوبين من عصابة تجارة المخدرات وسرقة السيارات والخطف في الشراونة وبريتال.

وأعلن عن إلقاء الجيش اللبناني القبض أول من أمس على أحد كبار مروجي المخدرات من عشيرة زعيتر في الشراونة، وتخلل عملية التوقيف اشتباك مع القوى الأمنية وإطلاق نار بحيث لم يصب أحد من القوى الأمنية بأذى. بدورها تمكنت شعبة المعلومات من توقيف أحد كبار تجار الخطف وسرقة السيارات المدعو «د. طليس» والملقب بـ«ميزو»، من وسط بلدة بريتال، في عملية خاطفة تخللتها اشتباكات مع القوى الأمنية. وبعد ساعات قليلة من هاتين العمليتين كان أيضاً عسكريون هدفاً لكمين في منطقة الشواغير حيث تم استدراجهم من الشمال إلى البقاع، وقالت قيادة الجيش، في بيان: «أثناء توجه عسكريين اثنين إلى منطقة الهرمل بهدف زيارة أحد الأشخاص تعرضت السيارة التي كانا يستقلانها إلى كمين مسلح تخلله إطلاق نار في منطقة الشواغير - الهرمل، ما أدى إلى استشهاد العريف أيمن مهدي المحمد الذي شيّع أمس».

وهذه العملية وضعت في خانة «الثأرية بامتياز»، وهو ما أبلغه أيضاً منفذو الكمين لزميل العريف المحمد، وأكدت عليه عائلة القاتل في بيان أمس، علماً بأنها أتت بعد 8 سنوات من عملية نفذها الجيش إثر قيامه بفض اشتباكات بين آل الحاج حسن وآل عواد في الهرمل حيث أدت حينها إلى مقتل حسين عواد.

وفي بيانها، قالت العائلة، «نأسف لمقتل المحمد الذي أقدم على قتل الرقيب أول المتقاعد حسين عواد عمداً. وبعد التحقق والتأكد من القاتل أقدم نجل الشهيد الرقيب علي حسين عواد على الثأر لأبيه بعد 8 أعوام»، وأضافت، «نحن عشيرة آل عواد نتقدم من المؤسسة العسكرية بأحر التعازي، ونعتبر أبناءها هم أبناؤنا، ونتمنى من القضاء المختص أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار وإعطاء كل ذي حق حقه». وقبل ذلك كان قد سجلت عمليات ثأر مماثلة بحق الجيش، منها الجندي حمزة المصري من بلدة حورتعلا، شرق بعلبك، الذي سقوط في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 بينما كان عائداً من خدمته في بوداي، على خلفية مداهمة وتوقيفات أدت إلى مقتل مطلوبين من عشيرة آل جعفر في دار الواسعة.

وفي عام 2018، قتل أيضاً المجند رؤوف يزبك، في نحلة، على خلفية مداهمة وتوقيفات للجيش في حي الشراونة، بعلبك؛ حيث كانت المداهمة قد أدت إلى سقوط مطلوبين من الحي. ولم تقتصر العمليات الثأرية على البقاع، إنما امتدت إلى ساحة الأمويين في دمشق، حيث تم استهداف أحد الجنود من بلدة السفري البقاعية من آل القاق في عملية ثأرية من قبل عشيرة آل دندش، على خلفية مقتل أحد أبنائها على حاجز عند الطريق الذي يربط الهرمل بالشمال عند أطراف الهرمل. يذكر أن عملية حي الشراونة كانت أيضاً قد وقعت بعد نحو أسبوعين من عملية، نتج عنها مقتل 3 عسكريين من أبناء البقاع خلال مطاردة إحدى السيارات المسروقة في الهرمل. والعسكريون هم نايف إسماعيل من بريتال، وحسن عز الدين من عرسال، وأحمد حيدر أحمد من المنصورة في الهرمل.

وخلال زيارته عائلات الشهداء للتعزية، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون على دور الجيش للضرب بيد من حديد، مشدداً على أن «دماءهم لن تذهب هدراً»، واعداً بأن «الجيش سيلاحق هؤلاء المجرمين والخارجين على القانون ويسلمهم إلى القضاء المختص». وعبّر عن تقديره «لوقفة أهلنا الشجاعة وعدم احتكامهم إلى منطق الثأر». وفي هذا الإطار، أكد النائب عن المنطقة ألبير منصور رفض عمليات الأخذ بالثأر من القوى الأمنية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات الثأر من القوى الأمنية مرفوضة تماماً، فالعناصر الأمنية تتلقى الأوامر، وهي تنفذ بناء على هذه الأوامر، وفقاً لمبادئ تطبيق القانون، وليست من الشيم أخذ ثأرك من عنصر أمني يعمل على تطبيق القوانين، لأن قراره ليس بيده، فالقرار يصدر من المؤسسة العسكرية، والمؤسسة بالتالي خاضعة للقانون». ووصف ما يحصل بـ«المعيب بحق من يقوم بذلك أو يسير في هذا الطريق، وهو يشوّه سمعة المنطقة وسمعة أبناء بعلبك الهرمل، متمنياً على الجميع الترفع إلى المستوى الأخلاقي الذي يقبل به الدين أو القانون».

قد يهمك ايضا 

"حزب الله" يعرقل خريطة الطريق للخروج من الأزمة الإقتصادية اللبنانية

استمرار الخلاف "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" باتهامات الفساد

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الثأر من الجيش والقوات اللبنانية تتصدر المشهد العام في البقاع ظاهرة الثأر من الجيش والقوات اللبنانية تتصدر المشهد العام في البقاع



GMT 02:47 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 03:29 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

تعرفي على وصفات طبيعية لشعر صحي لامع

GMT 16:28 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"المواصلات العامة" تكرّم موظفين من شرطة عجمان

GMT 00:46 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس العراقي يلتقي وزير الخارجية الألماني

GMT 13:30 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد و بن زايد يهنئون ملك بلجيكا بيوم الملك

GMT 06:06 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

جميع سيارات "BMW M" ستكون كهربائية بحلول عام 2030

GMT 22:23 2014 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

جامعة سلمان بن عبدالعزيز تطبق نظام المجالس الإلكترونية

GMT 14:46 2015 الإثنين ,27 تموز / يوليو

موقع إخباري عربي عملاق ينطلق قريبًا من أبوظبي

GMT 01:52 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

تصاميم عبايات غاية في الأنوثة

GMT 15:00 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

العاصي رواية لميادة أبو يونس رحلة من الشك الى اليقين

GMT 16:48 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

أقراط العام الجاري تخطف الأنظار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates