دمشق- نورا خوام
ذَكَرَت مصادر أمنية تركية، الأربعاء، أن أنقرة تُعيد تقييم خطتها لإقامة 12 موقعا للمراقبة شمال شرقي سورية، وذلك بعد اتفاق مع موسكو يدعو إلى انسحاب مقاتلين أكراد من المنطقة الحدودية.
وأوضحت المصادر أنه ليست هناك حاجة إلى عملية عسكرية جديدة عقب انسحاب مقاتلي وحدت حماية الشعب الكردية السورية من منطقة سيطرت عليها قوات تقودها تركيا في هجوم بدأ يوم التاسع من الشهر الجاري.
وقف العمليات العسكرية
أشارت وزارة الدفاع التركية إلى أنها لن تستأنف هجومها شمال شرقي سورية، بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة وروسيا.
وذكرت الوزارة صباح الأربعاء أن الولايات المتحدة أعلنت أن المقاتلين الأكراد السوريين أكملوا انسحابهم من المناطق التي دخلتها تركيا هذا الشهر تزامنا مع انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر 5 أيام ويسمح للقوات الكردية بالانسحاب.
جاء ذلك بعد إعلان قادة روسيا وتركيا عن اتفاق منفصل لقواتهما للقيام بدوريات مشتركة على الحدود الشمالية الشرقية بعد الانسحاب الكردي.
وبموجب هذا الاتفاق، ستحتفظ تركيا بالسيطرة على المناطق التي استولت عليها خلال عمليتها العسكرية، بينما يتيح للقوات الروسية والسورية السيطرة على بقية الحدود.
وقالت الوزارة "ليست ثمة حاجة في هذه المرحلة لإجراء عملية جديدة خارج منطقة العمليات الحالية".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن وقف إطلاق النار شمال شرقي سورية بوساطة الولايات المتحدة هو أساس التوصل لحل سياسي للصراع.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي قبل يوم من اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي لمناقشة الأزمة السورية في مقر الحلف "رأينا أنه من الممكن المضي قدما نحو حل سياسي. الشرط الأول هو...وقف القتال".
وأضاف "بعدها نحتاج للمضي قدما والبناء على ذلك والتوصل لحل سياسي واقعي عن طريق التفاوض في سورية"، وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج الاتفاق بين روسيا وتركيا.
أكد الكرملين، الأربعاء، إن الولايات المتحدة غدرت بأكراد سورية وتخلت عنهم، وناشدت موسكو واشنطن بالانسحاب من منطقة الحدود بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة، وإلا سيصبحون فريسة للجيش التركي.
جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لوكالات أنباء روسية. وذكر أن الولايات المتحدة تشجع الأكراد على ما يبدو على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي.
ومساء الإثنين الماضي، وصلت الدفعة الرابعة من القوات الأميركية المنسحبة من غرب وشمال سوريا إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته تركيا مع المسلحين الأكراد هناك.
وذكر مراسل "سكاي نيوز عربية"، أن القوات وصلت إلى قاعدة القوات الأميركية داخل مطار أربيل الدولي، لافتا إلى أن عددها يقدر بأكثر من 500 عسكري، كما ضمت القافلة التي وصلت، 70 عربة مصفحة، و18 دبابة ومدرعة، بحسب مصادر شبه رسمية سربت تلك المعلومات لقنوات كردية، مقربة من بعض الأحزاب الحاكمة في الإقليم.
كانت طلائع القوات الأميركية دخلت إقليم كردستان العراق، من معبر فيشخابور الحدودي ضمن محافظة دهوك، في الساعة العاشرة من صباح الاثنين، وواصلت مسيرتها على دفعات باتجاه أربيل.
قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى سورية إن فرص إنهاء الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد باتت أفضل بالمقارنة بالأسبوع الماضي، لكنه أوضح أن وقف إطلاق النار بشكل دائم سيعتمد على التزام الطرفين بشروط الهدنة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة قبل أيام.
وأوضح المبعوث الخاص جيمس جيفري، في جلسة بمجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء: "نحن في وضع أفضل الآن عما كنا عليه قبل أسبوع.. حين ننظر إلى وقف إطلاق النار، أعتقد أننا قمنا بعمل جيد وأوقفنا هذا الصراع".
وقال إن الجيش التركي وافق على وقف القتال بشكل دائم إذا انسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة الأسبوع الماضي. وانتهت مهلة وقف إطلاق النار الثلاثاء.
وأضاف أن العقوبات الأميركية على أنقرة ستخفف فقط إذا أوقفت تركيا الهجوم. كما أثار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ احتمال تورط تركيا عضو حلف الأطلسي في "تطهير عرقي" بحق الأكراد.
وأعلنت تركيا أن "لا حاجة" لاستئناف هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا بعد انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن الولايات المتّحدة أبلغتها بأن انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية قد "أنجز".
واتفقت روسيا وتركيا على ضمان انسحاب القوات الكردية من مناطق سورية محاذية لتركيا إضافة إلى البدء بتسيير دوريات مشتركة فيها.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تأييدها دعوة وزيرة الدفاع إلى نشر قوات دولية لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا.
وشنت تركيا مع فصائل سورية موالية لها منذ التاسع من أكتوبر الحالي هجوما ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، بدأ بعد يومين من سحب واشنطن قواتها من مناطق حدودية.
وتمكنت الوحدات المهاجمة من التقدم سريعا والسيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومترا يمتد من تل أبيض (الرقة) وصولا إلى رأس العين التي انسحب منها آخر المقاتلين الأكراد الأحد.
قد يهمك أيضًا :
قضية اختطاف الناشط ميثم الحلو تثير جدلًا واسعًا في العراق بعد أسبوعين من اختفاءه
أرسل تعليقك