دعا نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، إلى تشكيل تحالف دولي من أجل التصدي لخطة السلام الأميركية المعروفة باسم «صفقة القرن» بما يشمل إنقاذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بدولة فلسطينية.
ودعا العالول خلال استقباله مفوض العلاقات الدولية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي يوهان هاسل، في رام الله، إلى لجم الإدارة الأميركية وتغولها في فلسطين والمنطقة، لتجنيب الشعوب مآلات سياساتها.
وأكد العالول، مجدداً، «رفض القيادة الفلسطينية أي تنازل عن الحقوق الشرعية لشعبنا، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين في العودة، وإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، وإنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة ضمن مرجعية دولية متعددة، تحتكم إلى القانون والقرارات الدولية».
واتهم العالول مواقف الإدارة الأميركية وسياساتها بـ«وصفة لتأجيج الكراهية والتطرف». وقال إنها تقف حائلاً أمام الاستقرار والتطور لدول وشعوب المنطقة.
والمعارضة الفلسطينية الشديدة لخطة السلام الأميركية ليست جديدة، لكن الفلسطينيين يعلّقون اليوم آمالاً أوسع على تحرك فرنسي مضاد.
وينوي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زيارة العاصمة الفرنسية باريس، للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة نهاية الشهر الجاري.
وقال سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، إن عباس سيبحث مع ماكرون ما تمر به القضية الفلسطينية من صعوبات وتحديات في ظل الإجراءات الأميركية والإسرائيلية.
وأضاف الهرفي أن عباس سيُطلع نظيره الفرنسي على اقتطاع إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية باعتبارها خرقاً لاتفاقية باريس الموقّعة بين الجانبين برعاية فرنسية عام 1994، بالإضافة إلى التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وخطره على تدمير حل الدولتين.
يأتي الإعلان عن زيارة عباس لباريس بعد أيام من تصريحات لماكرون نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، قال فيها إن الجانب الفرنسي لم يعد يعلّق آمالاً على خطة السلام الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن» ويعمل على مقترحات أخرى. وأوضح ماكرون في تصريحاته أنه «لم يعد ينتظر صفقة القرن التي يعمل عليها الرئيس ترمب وفريق مستشاريه، وأنه مستمر في العمل على مقترحات مختلفة بشأن ذلك».
وعلق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، بأن تصريحات ماكرون «تؤكد إدراك العالم لمساعي الصفقة الأميركية لشطب القضية الفلسطينية».
وأضاف عريقات: «إن التوجه الفرنسي يتوافق مع ما طرحه الرئيس عباس، أمام مجلس الأمن الدولي في فبراير (شباط) الماضي، بأن يكون هناك إطار دولي جديد لرعاية السلام وبأن الإدارة الأميركية الحالية لم تعد قادرة على رعايتها كطرف وحيد». وتابع: «إن الرئيس ماكرون يقول بصريح العبارة إنه لا حل إلا بقيام الدولتين على حدود الرابع من يونيو (حزيران)». وأضاف: «إن ذلك نابع من الفهم الدقيق لديه كما الغالبية من صناع القرار في العالم، الذين يدركون أن هذه الصفقة تهدف إلى شطب الهوية الفلسطينية».
وحول تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن «الفلسطينيين يريدون صفقة واسترداد الأموال والمساعدات»، قال عريقات: «إن ترمب يعمل على تعميق الصراعات في الوطن العربي لتحقيق أهدافه واستخدامها كأوراق اعتماد، وهو بذاته متعجب من جبروت شعبنا وقيادته رغم ما تتعرض له من ضغوط غير مسبوقة». وأضاف: «إدارة ترمب تعتقد أنها تستطيع الضغط على العرب للتخلي عن القدس والدولة الفلسطينية واللاجئين، وهذا وهم لن يتحقق».
ولفت عريقات إلى أن الدبلوماسية الأميركية تمارس ضغوطاً غير مسبوقة على العالم، للاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وقد أصبح ذلك على جدول أعمالها في إطار علاقاتها، وقد نجحت في إقناع دولة واحدة تسمى ناورو تبلغ مساحتها 27 كيلومتراً مربعاً، ولا توجد لها سفارة في إسرائيل.
ويأمل الفلسطينيون أن تدعو باريس إلى مؤتمر سلام دولي. وقال السفير الفلسطيني إن الجانب الفرنسي يُجري مشاورات مع دول عديدة بشأن إمكانية طرح أفكار لمبادرة فرنسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تقوم على حماية حل الدولتين في إطار القانون الدولي والشرعية الدولية.
كانت فرنسا استضافت نهاية عام 2017 مؤتمراً دولياً عُقد في غياب الفلسطينيين والإسرائيليين، بمبادرة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند الذي دعا «طرفي النزاع إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب تحكم مسبقاً على نتائج المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي». وتأمل السلطة أن تعيد باريس الكرّة مرة ثانية، وتعوّل كثيراً على ثقل فرنسا وتأثيرها في الاتحاد الأوروبي.
ويتطلع الفلسطينيون إلى آلية دولية متعددة تنتج عن المؤتمر لرعاية مفاوضات بمرجعية وسقف زمني. وهذا جوهر خطة عباس.
قد يهمك ايضا
الأمم المتحدة تُشيد بالتطور السريع والمذهل الذي شهدته دبي في البنية التحتية
بعد مقتل 3 رجال شرطة تابعين لـ"حماس" في عمليتين انتحاريتين
أرسل تعليقك