الحكومة اللبنانية تُخطط لتطوير طرابلس بعد عزوف مواطنيها عن الانتخابات
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لم تتعدّ نسبة المشاركة 12% وسياسيون يؤكدون أنها رسالة عِتاب شعبي

الحكومة اللبنانية تُخطط لتطوير طرابلس بعد عزوف مواطنيها عن الانتخابات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الحكومة اللبنانية تُخطط لتطوير طرابلس بعد عزوف مواطنيها عن الانتخابات

رئيس الحكومة سعد الحريري
بيروت ـ فادي سماحه

شهدت صناديق الاقتراع للانتخابات الفرعية في مدينة طرابلس، عزوف من الناخبين الذين أقبلوا بمشاركة ضعيفة لم تتعدَّ نسبتها 12 في المائة، وهو ما زاد حالة القلق وسط الأحزاب السياسية واستنهضت القوى الحكومية هممها لاسترضاء المدينة التي تعاني الحرمان من معظم الخدمات والتهميش. وتعاني طرابلس منذ سنوات من أزمات ومشاكل رغم كل الوعود التي أغدقت عليها في الاستحقاقات الانتخابية منذ عام 1992 حتى الآن.

وفازت مرشّحة «تيّار المستقبل» ديما جمالي، بالانتخابات وعادت إلى مقعدها النيابي الذي خسرته بقرار من المجلس الدستوري، وبفارق شاسع عن أقرب منافسيها، إلا إن نسبة التصويت لم تكن مقنعة للتيّار الذي يقوده رئيس الحكومة سعد الحريري، رغم الحشد لهذه المعركة قبل شهر، وتتويجها بزيارة الحريري شخصياً إلى طرابلس، ولقائه بالقيادات السياسية والفاعليات الدينية والاجتماعية والجماهير الشعبية، ومطالبته لهم بالإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع.

وأعلنت وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن فوز المرشحة ديما جمالي بالانتخابات الفرعية في طرابلس، بـ19387 صوتاً، وأوضحت أن «نسبة الاقتراع بلغت 12.55 في المائة». وأشارت إلى أن «عدد الناخبين بلغ 241534 ناخباً، وعدد المقترعين 33963، والأوراق الملغاة 2648، والأوراق البيضاء 1951، والأوراق المتبقية 28364».

إقرا ايضًا:

الحريري يكشف عن اتخاذه إجراءات تُنقذ البلاد من الأزمة الاقتصادية

وتقاطعت قراءات معظم القوى والشخصيات السياسية لأبعاد رسالة الشارع الطرابلسي من خلال انتخابات الأحد الماضي، حيث اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي في تصريح لمصادر إعلامية، أن «الناس عبّرت عن عتب كبير على الطبقة السياسية من خلال هذه الانتخابات». ورأى أن «ثمة أسباباً كثيرة تقف وراء ضعف المشاركة في الانتخابات، منها شعور الناس بأن القوى السياسية لا تتذكّر طرابلس إلا في المواسم الانتخابية، حيث تغدق عليها الوعود التي لا ينفّذ منها شيء، وعدم وجود كوادر تتواصل مع الناس وتسمع مطالبهم بشكل دائم». 

ودعا ريفي إلى «قراءة رسالة الشارع بتأنٍ وأخذها على محمل الجدّ، لأن من يتجاهلها الآن، فلن يجد مكاناً له بالمدينة في المرحلة المقبلة».
وعمّا إذا كان مناصروه غير راضين عن المصالحة التي حدثت بينه وبين الرئيس سعد الحريري، وقد عبروا عنها بمقاطعة الانتخابات، أوضح ريفي أن مؤيديه «مرتاحون جداً، كما كلّ البيئة الطرابلسية، للمصالحة مع الرئيس الحريري، وهم صوّتوا لصالح النائب ديما جمالي». وقال: «جمهورنا وجمهور (تيّار المستقبل) مسرورون جداً من المصالحة، التي أسست لمرحلة من التعاون الذي يخدم المدينة ومشروعنا الوطني في كلّ لبنان».

وشكّلت نتائج الانتخابات الفرعية حافزاً للقوى النافذة في طرابلس على الشروع في ورشة نهوض بالمدينة، وأشار عضو المكتب السياسي في «تيّار المستقبل» راشد فايد إلى أن التيّار «يأخذ الواقع في طرابلس على محمل الجدّ، وسيبدأ بدراسة المعالجة الجدية والجذرية للواقع الذي تعانيه المدينة». ولفت إلى أن «تراجع نسبة التصويت له أسباب مختلفة، جزء منها مرتبط بضعف المعركة وغياب المنافسة القوية، والجزء الآخر له علاقة بنقمة الناس»، عادّاً في الوقت نفسه أن «حصول النائب ديما جمالي على نحو 20 ألف صوت أمر جيّد، في غياب المنافسة وتلاشي العنصر المالي في العملية الانتخابية».

ويرفض «تيّار المستقبل» تحميل «الحريرية السياسية» مسؤولية الفقر والبطالة التي يعانيها أبناء المدينة. وشدد راشد فايد على أن «حالة الغضب جاءت متأخرة 40 عاماً؛ إذ إن طرابلس كانت مرتبطة بزعامة اسمها آل كرامي، وفيها رؤساء حكومة ووزراء وسياسيون عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم»، مشيراً إلى أنه «في السنوات التي كان فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيساً للحكومة، لم يتمكن من زيارة طرابلس بسبب ضغوط الوصاية السورية، ومنذ عام 2005 وحتى عام 2016، مرّ الرئيس سعد الحريري بأزمات سياسية وأمنية لم يتمكن خلالها من تحقيق ما كان يطمح إليه»، مؤكداً أن «الأيام المقبلة ستشهد مبادرات جدية بالتعاون مع كلّ القوى السياسية لمعالجة المناطق الأكثر حرماناً، وهي طرابلس وعكار في شمال لبنان، ومنقطة بعلبك - الهرمل في البقاع».

ونشرت وزارة الداخلية اللبنانية، على موقعها الرسمي، النتائج النهائية لانتخابات طرابلس، التي أظهرت فوز ديما جمالي بـ19387 صوتاً، وبفارق كبير عن منافسيها، حيث نال يحيى مولود 3295 صوتاً، والنائب السابق مصباح الأحدب 2590 صوتاً، وعمر السيّد 2240، وطلال كبّارة 290، ومحمود الصمدي 54 صوتاً، وخالد عمشة 6 أصوات.

إلى ذلك، أكدت مصادر رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أن «التقارب الذي سبق الانتخابات الفرعية بين الرئيسين الحريري وميقاتي، ترجم بدعم مرشحة (المستقبل)». ورأت أن «الانكفاء عن صناديق الاقتراع، بعضه يعبّر عن امتعاض جمهور الطرفين الذي يهوى المعارك الانتخابية وليس التقارب»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مشاركة ناخبي «(تيّار العزم) كانت لافتة». وذكرت بأن «ظروف الانتخابات الفرعية تختلف عن معركة الانتخابات العامة، لأن فرص التنافس غير موجودة الآن». 

وتوقفت مصادر ميقاتي عند «تردد الجمهور المحايد وغير المحازب، والذي يعبّر عن غضب عارم من الواقع السياسي، بدليل مرور الاستحقاق تلو الآخر، من دون أن يلمسوا شيئاً على صعيد محاولة رفع الحرمان عن طرابلس». وقالت: «الواقع الاجتماعي يحتاج إلى معالجة، والتقارب بين الحريري وميقاتي وباقي القيادات السياسية، سيستثمر بتعاون كلّ هذه القوى لتنفيذ المشاريع التي تحتاجها المدينة»، عادّة أن «وجود نحو ألفي ورقة بيضاء في صناديق الانتخاب يعبّر عن نقمة كبيرة لدى الشارع، ومؤشر على أن الناس لم تعد معنية بالعملية الديمقراطية وبتداول السلطة، وبدأت تفقد الأمل في فكرة الدولة».

قد يهمك ايضًا:

الحريري استقبل سفير لبنان في القاهرة ومسؤولين في صندوق النقد الدولي

المرعبي يؤكد أن انعقاد القمة في بيروت تأكيد على دور لبنان المحوري

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة اللبنانية تُخطط لتطوير طرابلس بعد عزوف مواطنيها عن الانتخابات الحكومة اللبنانية تُخطط لتطوير طرابلس بعد عزوف مواطنيها عن الانتخابات



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد

GMT 16:45 2019 الأحد ,24 آذار/ مارس

كيت موس تلفت الأنظار بسُترة وحقيبة لامعة

GMT 05:28 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"أقراط الشفاه" أحدث صيحة في عالم الإكسسوار في 2019

GMT 22:22 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار "البليرز" المُناسب لشكل الجسم

GMT 16:03 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول فنجان من القهوة يوميًا يطيل العمر 9 دقائق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates