اتفاق بين بري والحريري على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عون يتعامل بانفتاح ومرونة ويؤكّد أنه سيتولى إقناع أرسلان

اتفاق بين بري والحريري على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - اتفاق بين بري والحريري على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”

رئيسي المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة سعد الحريري
بيروت ـ فادي سماحة

أبدت مصادر نيابية ووزارية ارتياحها للأجواء التي سادت اللقاء بين رئيسي المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة سعد الحريري، وكشفت أنهما قطعا شوطًا على طريق الانتهاء من وضع أفكار مشتركة يمكن أن تؤسس في حال أبدى الجميع مرونة في تعاملهم معها للانتقال بالبلد من مرحلة التأزم السياسي، التي ما زالت تعطّل انعقاد جلسات مجلس الوزراء، إلى مرحلة الانفراج ومعاودة تفعيل العمل الحكومي من خلال التوصّل إلى مخرج لاستيعاب تداعيات حادثة الجبل.

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس الحالامارات اليومريري عكس ارتياحه للقائه مع الرئيس بري في الاجتماع الذي جمعه برؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وقالت إنهما اتفقا على موقف موحّد حيال تعاطيهما مع المخارج المطروحة لإيجاد تسوية للحادثة، لكنها لاحظت عدم ارتياح بري والحريري للموقف الذي صدر عن رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، وأعلن فيه رفضه كل المبادرات التي طرحت لوضع حد للتأزم السياسي، تمهيدًا لوقف تعطيل جلسات مجلس الوزراء.

في هذا السياق، سألت المصادر عن مصلحة أرسلان في الإصرار على إقفال الأبواب في وجه المبادرات، بدلًا من أن يبادر إلى التجاوب مع الجهود الرامية لإعادة الاستقرار السياسي إلى الجبل، ولو من موقع اختلافه مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط؟

وذكرت المصادر أن الرئيسين بري والحريري ينأيان في الوقت الحاضر عن التداول في الأفكار التي يعملان على إنضاجها، قبل أن تصبح جاهزة للتسويق، لعلها تكون المبادرة الأخيرة التي يُفترض أن تلقى تأييدًا، ليس من طرفي النزاع؛ أي جنبلاط وأرسلان، وإنما من جميع المكوّنات السياسية المشاركة في الحكومة، بما يضمن عودة الروح إلى مجلس الوزراء.

وأكدت أن أقرب المقربين من رئيسي البرلمان والحكومة يبدون حرصًا شديدًا على حجب أي تفاصيل تتعلق بالأفكار المشتركة التي يبدو أنهما على توافق حيالها، وعزت السبب إلى أنهما لا يريدان التسبب في حرق المراحل قبل أوانها. إلا أن المصادر ذكرت أن التواصل بين بري والحريري من جهة وبين رئيس الجمهورية ميشال عون لم ينقطع، كما أن عون يبدي مرونة وانفتاحًا على هذه الأفكار. وكشفت أن هذه الأفكار يمكن أن تشكّل مشروع "اللحظة الأخيرة" الذي قد يلقى تأييدًا يتجاوز طرفي النزاع إلى الأطراف الأخرى، ويقود حتمًا إلى وقف تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وقالت إن المشاورات مع جنبلاط قائمة من خلال الوزير وائل أبو فاعور الذي يلتقي باستمرار رئيسي البرلمان والحكومة.

وأوضحت أن الرئيس عون أو من ينتدبه من فريقه السياسي سيتولى، فور انتهاء بري والحريري من وضع هذه الأفكار التي تشكل قاعدة لتسوية حادثة الجبل، التحرك في اتجاه أرسلان لإقناعه بالسير في هذه التسوية، وأن لا جدوى من عناده الذي بات يُحرج حلفاءه محليًا وخارج الحدود بأن هناك من يقف عائقًا دون إنهاء النزاع باعتبار أنه المعبر للاقتصاص من جنبلاط على مواقفه من النظام السوري.

ورأت المصادر نفسها أن الكرة الآن في مرمى رئيس الجمهورية، ومن خلاله رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، وقالت إنه لم يعد من مصلحة للعهد في استمرار تعطيل مجلس الوزراء، لأن تعطيله لا يستهدف الحريري فحسب، وإنما الرئاسة الأولى.

ونقلت المصادر عن رئيس حكومة سابق أن إنجاح التسوية من شأنه أن يُسهم في تبديد الاعتقاد السائد لدى غالبية الأطراف بأن باسيل يتصرف على أنه “الرئيس الظل”، وأن لا شيء يمشي في البلد من دون موافقته. كما نقلت عنه قوله إن تجربة الرؤساء من نجيب ميقاتي مرورًا بتمام سلام، وانتهاءً بالحريري مع باسيل، لم تكن مشجّعة وشابها الكثير من الشوائب، وأيضًا المعاناة بسبب إصراره على عرقلة وتعطيل أي شيء يُطرح ما لم يكن هو الممر الإلزامي لتمرير هذا المشروع أو ذاك.

وسألت المصادر: ألم يحن لرئيس الجمهورية أن يقول كلمته في المبادرات المطروحة لتسوية حادثة الجبل، خصوصًا أن بعضها لم يُطرح إلا بعد أن أعطى الضوء الأخضر لتسويقها؟ وقالت إن الحريري هو من تعاطى بإيجابية مع التسوية التي كانت وراء انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، ورأت أنها معطّلة لأن الآخرين سرعان ما بدأوا يخططون للانقلاب عليها بعد أن لمسوا أن رئيس الحكومة ليس في وارد الانصياع لشروطهم.

واعتبرت أن “الرئيس القوي” هو من يملك القدرة على جمع اللبنانيين والتوفيق بين هذا الطرف أو ذاك، لأنه من موقعه يبقى فوق النزاعات والمهاترات، وقالت إن من يراهن على محاصرة جنبلاط تمهيدًا لاستفراده سيكتشف أن رهانه ليس في محله، وأن تحالفه مع الرئيسين بري والحريري سيقطع الطريق على تحجيمه أو التقليل من دوره في المعادلة السياسية.

بكلام آخر، لا مجال - كما تقول المصادر - للرهان على تخلي بري - الحريري عن جنبلاط الذي يواجه حاليًا أكثر من حلف سياسي لإضعافه، لأن أي محاولة لشطبه من المعادلة، حتى ولو حظيت بدعم إقليمي، لن ترى النور. وعليه، فإن مجرد تفاهم بري - الحريري على ابتداع أفكار مشتركة لتسوية حادثة الجبل يجب أن يحظى بدعم رئيس الجمهورية لأن مبادرتهما يمكن أن تكون الفرصة الأخيرة لإخراج الحكومة من نفق التعطيل من ناحية، ولإنقاذ “العهد القوي” من ناحية ثانية، لأن الخيارات البديلة ستفتح الباب أمام الانزلاق تدريجيًا بالبلد على طريق إقحامه في أزمة حكم ونظام سياسي في آن معًا، وتبقى أكبر بكثير من محاصرة الحكومة وتعطيلها وشل قدرتها على الإنتاج.

قد يهمك أيضًا:  

صندوق النقد الدولي يتوقع تباطؤ الاقتصاد العالمي في 2019 و2020

صندوق النقد الدولي يُحذِّر مِن القوة السوقية لشركات التكنولوجيا العالمية

   

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق بين بري والحريري على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة” اتفاق بين بري والحريري على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates