أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أنها باتت تسيطر على خط الحدود المشتركة مع الجزائر وتشاد والنيجر، في إطار العملية العسكرية التي تستهدف تطهير المنطقة الجنوبية للبلاد من "عصابات الإرهاب والجريمة"، فيما جدد المجلس الأعلى للدولة في طرابلس رفضه أي تعديلات محتملة على اتفاق السلام، المبرم في منتجع "الصخيرات" في المغرب نهاية عام 2015.
وسط ذلك، أشاد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، أمس الجمعة، بدور دولة الإمارات بعد رعايتها للاتفاق الذي جرى بين قائد الجيش، ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الذي يقضي بإنهاء المرحلة الانتقالية، والاتجاه إلى إجراء انتخابات عامة، لافتا إلى أن "مسار الاستقرار هناك يمر من خلال تعزيز التوافق بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة، والوعي بالتقارب المناسب أيضا بين روما وباريس".
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن كونتي، قوله إنه "لن يحدث أي تقدم في ملف الأزمة الليبية إذا لم يكن هناك اتفاق بين الجانبين"، موضحا أن "الإماراتيين يقدمون مساعدة كبيرة في هذا الاتجاه"، وأنه نجح بعد زيارتين إلى أبوظبي، وحوارين مباشرين مع الشيخ محمد بن زايد، في بناء علاقة تقوم على الثقة، التي تمخضت عن استراتيجية مشتركة.
بدوره، قال أمس وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني، الذي التقى فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة السراج في روما أول من أمس، إنه "ينبغي ألا تكون هناك أي تدخلات أجنبية أو أي إرغام بشأن تحديد آجال الانتخابات المقبلة في ليبيا".
إقرا أيضًا:إيطاليا في مواجهة أزمة مصرفية بعد معركتها مع الاتحاد الأوروبي
ونقلت وكالة "أكي" عن الداخلية الإيطالية قولها، إن الاجتماع الودي والمطول بين سالفيني وأغا، ناقش مبادرات الحكومة الإيطالية من أجل مراقبة أكثر فاعلية للسواحل الليبية، لافتة إلى أن سالفيني أعرب، حسبما أفادت مصادر في الوزارة، عن ارتياحه الكبير للعلاقات القائمة مع ليبيا.
وأكد المجلس الأعلى للدولة، بالعاصمة الليبية طرابلس، الذي يترأسه خالد المشري، الذي أعلن استقالته من جماعة "الإخوان المسلمين"، إنه متمسك باتفاق الصخيرات، باعتباره الإطار الوحيد والحاكم للعملية السياسية، ويرفض قبول أي تعديلات إلا وفق الآلية التي ينص عليها الاتفاق.
وبعدما عبر المجلس في بيان له، مساء أول من أمس، عن قلقه إزاء ما وصفه بالتطورات السريعة في البلاد، على المستوى السياسي والعسكري، في إشارة إلى تفاهمات حفتر والسراج الأخيرة، وسيطرة الجيش الوطني على الجنوب الليبي، قال إنه حريص على إنهاء المرحلة الانتقالية، ودخول مرحلة دائمة بأسرع ما يمكن، وذلك بإجراء انتخابات مؤسسة على قاعدة دستورية، شرط توفير الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات، التي تضمن سلامتها وصحتها.
ودعا المجلس الأعلى للدولة مجددا مجلس النواب، الموجود في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، باعتباره شريكه الوحيد في اتفاق الصخيرات، إلى استكمال الخطوات المتبقية المتوافق عليها، قصد إنهاء الانقسام السياسي وتوحيد المؤسسات. وحث جميع الأطراف على تجاوز الخلافات، حفاظا على ما وصفه بملكية الليبيين للعملية السياسية، وإدارتها بشكل سلمي، يحقق إنهاء المرحلة الانتقالية، وبناء دولة مدنية دستورية ديمقراطية.
عسكريا، سيطر الجيش الوطني على خط الحدود المشتركة مع الجزائر وتشاد والنيجر، إذ أعلنت كتيبة طارق بن زياد المقاتلة، التابعة للجيش أمس، أن قواتها توغلت داخل منطقة أم الأرانب، وبسطت سيطرتها بعد فرار عناصر المعارضة التشادية خارج المنطقة.
وتحدثت الكتيبة في بيان سابق، مساء أول من أمس، عن انتشار وحدات الجيش على الحدود المشتركة مع الجزائر، بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها على جبال الجنوب الغربي.
وأكدت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش أيضا، أمس، دخول قوات الجيش إلى منطقة أم الأرانب، وسط ترحيب الأهالي، مشيرة إلى أن هذه القوات شرعت على الفور في تأمين المنطقة. واعتبرت أن هذه العملية تأتي ضمن الانتصارات المؤزرة لجيشنا المظفر بفضل الله، والتفاف الشعب حول جيشه حامي قوته وكرامته، قبل أن توجه الشكر إلى أهالي وأعيان الجنوب.
ووزع مكتب إعلام الجيش لقطات مصورة، تظهر مقاتلات حربية مروحية تابعة للجيش، وهي ترافق قواته البرية في طلعات استطلاعية، تمهيدا لدخول الجيش لمنطقة أم الأرانب وسط ترحيب الأهالي.
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، قد نقل عن غرفة عمليات الكرامة دخول قوات الجيش إلى مدينة غات ومنطقة العوينات جنوب غربي البلاد، قرب الحدود مع الجزائر، وقال في بيان مقتضب إن "القوات المسلحة دخلت إلى جوهرة الجنوب، مدينة غات التاريخية"، لافتا إلى أن أهالي المدينة استقبلوا أبناءهم أبطال القوات المسلحة بكل حفاوة وترحاب.
بيان رباعي مشترك يشيد بالحوار الليبي في الإمارات
رحّب بيان أميركي فرنسي بريطاني وإيطالي مشترك حول ليبيا باجتماع ممثل الأمم المتحدة غسان سلامة مع كل من رئيس الوزراء الليبي فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وأشاد البيان بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تسهيل جهود الحوار المتواصلة بين الأطراف الليبية. وأكد البيان، دعم الدول الأربع للجهود المتواصلة التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، لخفض التوترات في ليبيا ومساعدة الشعب الليبي على رسم طريق نحو انتخابات نزيهة وآمنة.
ورحبت القوى الدولية المعنية بالنزاع الليبي، باجتماع ممثل لأمم المتحدة مع رئيس الوزراء فائز السراج وقائد الجيش الوطني حفتر في 27 فبراير/شباط الماضي. وأشاد البيان المشترك بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتسهيل هذه المناقشة. وأضاف "نرحب بإعلان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا من خلال إجراء انتخابات عامة، وسبل الحفاظ على الاستقرار في البلد وتوحيد مؤسساته".
وذكر البيان "ندرك أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا، ندعو جميع الليبيين للعمل بشكل بنّاء مع المبعوث الأممي واغتنام هذه الفرصة لتحقيق حكومة مستقرة وموحدة يمكنها توفير الأمن والازدهار لجميع الليبيين". ورحب الرباعي بموافقة حكومة الوفاق الوطني والأطراف الليبية على استئناف إنتاج النفط من حقل الشرارة. وقال "يجب على جميع الأطراف تنفيذ هذا الاتفاق على وجه السرعة من أجل السماح للشركة النفط الوطنية (NOC) باستئناف عملها الحيوي لصالح جميع الليبيين". وشدد على أن تظل الموارد الليبية تحت السيطرة الحصرية لشركة النفط الوطنية والرقابة الوحيدة لحكومة اتفاق وطني، على النحو المبين في قرارات مجلس الأمن الدولي.
قد يهمك أيضًا:
مواجهات بين قوات خليفة حفتر وفائز السراج جنوبي ليبيا تسفر عن مقتل 8 جنود
البعثة الأممية في ليبيا تُجدد دعم مؤسسة النفط في مواجهة تدخلات الميليشيات
أرسل تعليقك