قطب نيابي يُحذِّر مِن اشتعال فتيل أزمة جديدة بين المسيحيين والدروز
آخر تحديث 17:08:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

حديث عون عن محاولة اغتيال باسيل يهدد المصالحة في الجبل

قطب نيابي يُحذِّر مِن اشتعال فتيل أزمة جديدة بين المسيحيين والدروز

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قطب نيابي يُحذِّر مِن اشتعال فتيل أزمة جديدة بين المسيحيين والدروز

الرئيس ميشال عون خلال استقباله وفداً من المغتربين اللبنانيين أمس
بيروت - صوت الامارات

فُوجئ الوسط السياسي بدخول رئيس الجمهورية ميشال عون طرفا في حادثة الجبل بتأكيده أنه كانت هناك محاولة لاغتيال رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وهذا ما يشكّل، كما يقول قطب نيابي بارز، إرباكا مزدوجا للقضاء والأجهزة الأمنية في حال أن رؤيتهما للوقائع المتعلقة بهذه الحادثة جاءت على نقيض ما صدر عن عون، وبالتالي لا تتبنّى قوله بوجود محاولة لاستهداف باسيل.
ولفت القطب النيابي إلى أن اتهام عون يستبق ما سيصدر عن القضاء اللبناني ويتناقض مع مضامين التحقيق الذي تولته «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي بناء على طلب النائب العام التمييزي بالوكالة القاضي عماد قبلان، وأيضا مع المعطيات التي توافرت لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني حسب تأكيد مصادر قيادية في «الحزب التقدمي الاشتراكي».
ورأى المصدر النيابي أن الرئيس عون الذي تنظر إليه القوى السياسية والرأي العام اللبناني على أنه على مسافة واحدة من الجميع، «كان في غنى عن الدخول كفريق في حادثة الجبل، في ما كان خصوم (التقدّمي) منذ وقوع الحادثة يتهمون الحزب بالتخطيط لاغتيال الوزير صالح الغريب المحسوب على النائب طلال أرسلان».
وسأل القطب النيابي: «أي رواية من الروايتين سيعتمدها القضاء العسكري الموكل إليه التحقيق في الحادثة؟»، وقال إن تسليط الرئيس عون الضوء على وجود مخطط لاستهداف باسيل «سيؤدي إلى وضع البلد أمام مرحلة سياسية جديدة أين منها المرحلة السابقة عندما كانت محاولة الاغتيال محصورة بالوزير الغريب؟». كما سأل عن أسباب انضمام الرئيس عون في اتهامه هذا، إلى عدد من الوزراء المحسوبين عليه أو ينتمون إلى «التيار الوطني» والذين سارعوا فور وقوع الحادثة إلى الترويج لمقولة وجود مخطط لاغتيال الوزير الغريب قبل أن يتبيّن أن المقصود هو باسيل.
ويتساءل المصدر عن مصير المصالحة التي كان يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي باشر تحرّكه بصمت لتهيئة الشروط المطلوبة لإنجاحها «لأنه يرى أن مجلس الوزراء سينفجر من الداخل ما لم تسبق انعقاده مصالحة تجمع القوى الرئيسية بعلم ورعاية رئيس الجمهورية وبمباركة رئيس الحكومة سعد الحريري»، إلا أن مشروع المصالحة الذي يعدّ له بري يقف الآن - كما يقول القطب النيابي - «في منتصف الطريق بعد أن وضع عون نفسه طرفاً بدلاً من أن يبارك هذه المصالحة. ويبدو أن بري لم يكن مرتاحاً حيال تسارع التطورات، لأن اتهام (التقدمي) بالإعداد لاغتيال باسيل يعني حتماً أن البلد وُضع أمام مشكلة درزية - مسيحية بعد أن كانت المشكلة محصورة بخلاف درزي - درزي».
وعدّ القطب النيابي أن مشروع المصالحة الذي أخذه بري على عاتقه «أُصيب بانتكاسة فيما كان يراهن من خلال تحقيقها على فتح ثغرة في حائط الأزمة التي يمكن أن تدفع بالبلد إلى المجهول». ورأى أن بري «أعد تحركه لإنهاء الخلاف الدرزي – الدرزي؛ لكنه فوجئ بعامل جديد يقتحم الأزمة ويتمثّل في وضع البلد أمام مشروع مواجهة درزية - مسيحية في ضوء الترويج لوجود محاولة تستهدف اغتيال باسيل». وأكد أن «إمكانية تطويق ما يتردّد عن وجود محاولة لاغتيال باسيل قد لا تلقى الصعوبة ذاتها لو أن من يتحدّث عن وجودها بادر إلى طرحها منذ اليوم الأول لوقوع حادثة الجبل بدلاً من أن يكشف عنها بعد 5 أسابيع على حصولها».
وحذّر القطب نفسه من العودة إلى أجواء الاحتقان على الصعيد الدرزي - المسيحي بعد أن تمكّن البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير من رعاية المصالحة بين هذين الطرفين بدعم من رئيس «اللقاء الديمقراطي» آنذاك وليد جنبلاط بالتعاون مع «حزب القوات اللبنانية»، «وبالتالي ما يحدث الآن لا يحميها بل يهددها». وسأل: «لمصلحة من تقويض هذه المصالحة؟ ومن المستفيد من استحضار محطات سياسية وأمنية في الجبل أدت إلى اندلاع حوادث دامية؟»، وقال إن «الجبل لا يتحمل ولو من باب التذكير ما حدث من فتنة درزية - مسيحية في عام 1860. وأيضاً من حوادث في عامي 1958 و1975، أي مع بدء الحرب الأهلية».
وقال القطب النيابي إن «العهد القوي» سيصاب بانتكاسة سياسية ما لم يتم وضع ضوابط من شأنها أن تجنّب الجبل أي ردود على خلفية اتهام «التقدّمي» بالتخطيط لمحاولة اغتيال باسيل، «مع أن هذا الاتهام سيؤدي إلى تكتّل درزي واسع وعلى كل المستويات حول زعيم المختارة، بذريعة أن هناك من يخطط لإضعافه ومحاصرته في محاولة لإلغائه بوصفه قطباً أساسياً في المعادلة السياسية».
وشدد على أن رئيس الجمهورية «يجب أن يبقى الحَكَم، وفوق الصراعات السياسية»، ورأى أن اتهام «العهد القوي» لـ«التقدمي» بالتخطيط لاغتيال باسيل «سيؤدي حكماً إلى إحراج القضاء، سواء في حال قرار تبنّى نظرية الاغتيال أو بادر إلى نقضها، إضافة إلى أنه سيُدخل الأجهزة الأمنية في صراع لا مصلحة للبلد في إقحامها فيه».
ويبقى السؤال عن مبادرة الرئيس بري، وهل يقرر السير في الاتجاه المعاكس لمسار الأحداث ويسارع إلى تسويقها، خصوصاً أن المستفيد الأول منها هو رئيس الجمهورية، أم إنه سيستسلم تاركاً البلد يتخبط في أزمة تلو الأخرى؟
يبدو أن الرئيس بري قرر وقف مبادرته إلى أن يتبدّل المسار العام لمجريات الأحداث في اتجاه إعادة تعويمها. فهل يبادر «العهد القوي» إلى استيعاب بوادر التأزم على نحو يعيد المبادرة السلمية إلى «حضن» رئيس المجلس لإقناعه بالعودة عن اعتكافه، أم إن الأمور وصلت إلى حائط مسدود؟
وطبيعي أن تبدأ المبادرة بإطلاق يد بري لتحقيق المصالحة برعاية عون على أن يصل ما انقطع ويتحضّر لإطلاق حوار بلا شروط يشمل الأطراف الفاعلة وتحديداً الذين هم على خلاف مع «العهد القوي»، لأنه لا مصلحة في أن يُمضي رئيس الجمهورية ما تبقى من ولايته في إدارة الأزمة التي ستؤدي إلى استنزاف ما تبقّى للبلد من مقوّمات للصمود. أما التمسّك بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد من دون ضمان تهدئة الأجواء، فإن الحريري ليس في وارد جر البلد إلى مغامرة سياسية يعرف من أين تبدأ ولا يدري إلى أين ستنتهي. ناهيك بأن إقرار الموازنة لقي ترحيباً دولياً، وبدلاً من توظيفه على طريق التأسيس للإفادة من مؤتمر «سيدر» للنهوض اقتصادياً ومالياً بالبلد، فإن البعض يسعى لإجهاض مثل هذا الإنجاز... وأخيراً كما يقول بري أمام زوّاره: «ارحموا البلد».

قد يهمك ايضاً :

ميشال عون يؤكّد أنّ اتفاق الطائف مظلة لحماية الميثاق الوطني اللبناني

الرئيس اللبناني يُطالب النواب بتفسير المادة المُتعلِّقة بـ"إلغاء الطائفية السياسية"

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطب نيابي يُحذِّر مِن اشتعال فتيل أزمة جديدة بين المسيحيين والدروز قطب نيابي يُحذِّر مِن اشتعال فتيل أزمة جديدة بين المسيحيين والدروز



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:31 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العلماء

GMT 04:40 2015 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

اختاري أفضل العطور في ليلة زفافكِ

GMT 00:04 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدف ثالث لفريق برشلونة عن طريق فيدال

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني أوروس 2019 تنطلق بقوة 650 حصان ومواصفات آخرى مذهلة

GMT 20:46 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكتاب" يوجه التحية إلى سلطان لرعايته معرض الشارقة

GMT 14:58 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

البصري يطالب "المركزي" العراقي بالحدّ من منح إجازات مصرفية

GMT 02:08 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

اختاري عطرك بحسب شخصيتك

GMT 10:38 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بروتوكول لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر بقيمة 200 مليون جنيه

GMT 23:49 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تتويج السوري عمر خريبين كأفضل لاعب في آسيا لعام 2017

GMT 11:51 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يشيد بجهود شما المزروعي في دعم الشباب

GMT 03:12 2016 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

كعكات الموز والشوفان الصحية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates