شهدت المؤسسة العقابية والإصلاحية في منطقة الوثبة في أبوظبي منذ تأسيسها محاولات طريفة لهروب النزلاء، لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، باستثناء واحدة منفذها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأفاد مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في أبوظبي العقيد محمد سيف مطر الزعابي، أن قصص الهروب الطريفة تعود إلى بداية التسعينات عندما كان النزلاء الأحداث يوضعون في سجن الوثبة، وكان من هؤلاء حدث نحيف جدًا، وقد دأب على جمع عبوات الزبدة يوميًا وإخفائها عنده، وفي إحدى الليالي دهن جسمه بالزبدة واستطاع أن يخرج من بين القضبان وتوجه إلى بيت أهله، ولكن لن تمض ساعة على اكتشاف غيابه حتى تم القبض عليه وإعادته إلى السجن.
وفي المحاولة الثانية حاول أحد النزلاء الهروب من السجن مستغلا أعمال الصيانة في جزء من السجن، فغافل الحراس واختبأ ثم صعد إلى السطح ومنه رمى نفسه على كومة من الرمال، وما أن حل الظلام حتى حاول الهروب من أسوار السجن، لكنه لم يستطع فدفن نفسه في الرمال منتظرًا الشاحنة التي ستنقل الرمل و الحجارة إلى خارج أسوار السجن، وأثناء العد اكتشف الحراس أن هناك نزيلا ناقصا فبحثوا عنه ولم يجدوه، لكن احد الحراس ساورته الشكوك في كومة الرمال وعندما نبشها وجد النزيل الفار.
وفي المحاولة الثالثة رافقت إحدى عناصر الشرطة النسائية نزيلة إلى المحكمة لحراستها أثناء النظر في قضيتها، لكن بعد ساعة من خروج الشرطية تلقت بدالة السجن مكالمة هاتفية من امرأة تقول أن الشرطية مغمى عليها وتحتاج إلى إسعاف وهي لا تعلم ماذا تفعل، وعندما سألها موظف البدالة عمن تكون، أجابت: "أنا النزيلة"، ثم تابعت بقلق "الحارسة مغمى عليها تعالوا و أسعفوها وهاتو غيرها بسرعة، عندي محاكمة لا تتأخروا".
وفي القصة الرابعة اصطحب حارس ثلاث نزلاء إلى مقار سكنهم لإحضار أوراقهم الشخصية لأن عليهم أحكام إبعاد إلى خارج الدولة، وما أن فتح الحارس الباب للنزيل الأول حتى فر النزيل ليتبين أنه نجح في فك القيد الموضوع على قدميه مسبقا، لكن سرعان ما تم القبض عليه.
أما المحاولة الخامسة فبطلها لم ينعم بالحرية سوى ساعة واحدة، فقد كان النزيل يعاني من مرض معد وكان يتلقى العلاج في المستشفى بحراسة شرطيان، لكن في أحد الأيام دخل الطبيب ليكشف على النزيل المريض فوجده هاربا من شباك الغرفة، لكن القيد الموضوع على أقدامه جعل حركته بطيئة ومنعه من الابتعاد كثيرا عن المستشفى حيث قُبض عليه بعد ساعة واحدة من فراره.
والمحاولة السادسة نفذها قبل 10 سنوات تقريبًا نزيل اتسم بالدهاء حاول الهرب مستخدمًا الملابس النسائية، فقد اتفق مع أحد أصدقائه أن يضع له ملابس نسائية في حمام المحكمة التي تنظر قضيته بها، وبالفعل عندما أُحضر النزيل إلى المحكمة للنظر في قضيته طلب بعد أن فكت القيود عن قدميه أن يدخل إلى الحمام، وكان مدخل الحمام مشترك للرجال و النساء، فدخل النزيل إلى الحمام و غير ملابسه و خرج بلباس النساء وسار نحو باب المحكمة، لكن مرور رجل شرطة بجواره صدفة جعله يرتبك وولى هاربا فلحق به الشرطي و تابعته دورية من الشرطة و قبضت عليه.
وفي المحاولة السابعة ظل أحد النزلاء يدعي المرض لنقله إلى المستشفى حتى يتسنى له الهرب، لكن في كل مرة يكشفه طبيب السجن، إلى أن جاء يوم واتفق طبيب السجن والضابط المسؤول على أن يقولا للنزيل حين يدعي المرض أنه سيتم نقله إلى المستشفى بعد إعطاؤه حقنة منوم لمدة 8 ساعات، وفي اليوم الثاني حقن الطبيب النزيل بحقنة لا تحتوي على شيء وعندها مثل النزيل أنه خلد للنوم لكن الشرطي أيقظه بسطل من الماء البارد فعرف أن خدعته انكشفت.
أما المحاولة الثامنة فهي شبيهة كثيرًا لما نراه في الأفلام من محاولات للهروب عبر القمامة، فقد قرر أحد النزلاء الاختباء في صندوق القمامة حتى تأتي شاحنة نقل القمامة في الصباح ليتمكن من الهرب معها إلا أن حراس السجن اكتشفوا أمره سريعًا.
وفي المحاولة التاسعة كان الملل هو دافع الهرب بحسب النزيل الذي حضر مع عدد من النزلاء من أحد مراكز الشرطة، وأثناء عملية التسليم التي طالت نوعا ما لكثرة الإجراءات أحس النزيل بالملل وتسلل من مكتب استقبال النزلاء بالسجن مستغلا لباسه المدني، وعندما اكتشف أمره تحركت دورية على الفور من السجن ووجدت النزيل يسير وحيدًا على طريق أبوظبي ، وعندما سُئل لماذا هربت؟ أجاب: "لقد شعرت بالملل".
وخلال عمر المؤسسة الممتد لثلاثة عقود من الزمن كانت محاولة الهرب الناجحة الوحيدة هي لنزيل من ذوي الاحتياجات الخاصة غير قادر على الحركة، وقد أصيب النزيل بمرض استدعى نقله إلى المستشفى، وهناك تعاطف معه الجميع وعاملوه بلطف بالغ، لكنه فاجأ الجميع بفراره في إحدى الليالي من المستشفى وقد حاول الحراس البحث عنه في كل مكان لكن دون جدوى.
أرسل تعليقك