بينما أعلن الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أن قواته التي تقترب من اجتياح العاصمة طرابلس، دخلت أمس للمرة الأولى إلى مناطق جديدة بعدما سيطرت عليها، جدد فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، عزمه على “ردع المعتدي ودحره، وتحميل من يدعمه مسؤولية الانتهاكات كافة التي ارتكبها”.
وفي كلمة ألقاها أمام قمة روسيا - أفريقيا، المنعقدة بمدينة سوتشي الروسية، شدد السراج على التمسك بخيار السلام، مشيرا إلى مبادرته في يونيو (حزيران) الماضي لعقد مؤتمر وطني يمهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، وقال إن البلاد “تمر بظروف استثنائية وأزمة خطيرة، سببها التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي، التي نجم عنها انقسام سياسي ومؤسساتي، تفاقم ليصل إلى عدوان عسكري على عاصمتها وضواحيها، بتشجيع وتمويل خارجي ودعم عسكري من بعض الدول، وذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن”.
وفي إشارة إلى قوات “الجيش الوطني”، طالب السراج بإدانة ما سماه “الاعتداء الغاشم” وما ترتكبه “الميليشيات المعتدية” من انتهاكات جسيمة، ترقى إلى جرائم حرب، والتفريق بين المعتدي والمعتدى عليه، الذي يمارس حقه المشروع في الدفاع عن النفس وحماية المدنيين، على حد قوله.
بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مفاوض روسي أن ليبيا تعتزم توقيع اتفاق نوايا مع روسيا “بخصوص مليون طن من إمدادات القمح سنويا”.
وقال ليف دينجوف، رئيس مجموعة الاتصال الروسية بشأن ليبيا، إنه من المنتظر توقيع الاتفاق خلال قمة روسية - أفريقية في منتجع سوتشي.
وبعيدا عن معارك القتال في العاصمة طرابلس، التقى أمس المشير خليفة حفتر وزيري التعليم والاقتصاد بالحكومة المؤقتة، التي يترأسها عبد الله الثني وتدير شؤون شرق البلاد.
وبحسب بيان لمكتب حفتر، فإنه قدم توجيهاته بضرورة الاهتمام بالقطاعين، وتكثيف الجهود، خصوصًا في قطاع التعليم الذي يُعدّ عماد الدولة، داعيا إلى الاعتناء بكل الشرائح التابعة له من مُعلمين أو طلبة.
ميدانيا، قالت عملية “بركان الغضب”، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، إن أحد المسعفين لقي حتفه في قصف جوي استهدف فجر أمس سيارة إسعاف، كما قتل سائقها أيضا بمنطقة صلاح الدين جنوب العاصمة طرابلس.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لغرفة “عمليات الكرامة”، التابع للجيش الوطني، إن قواته دخلت لأول مرة مواقع جديدة بطرابلس وسيطرت عليها، وسط ما وصفه بانهيار في صفوف الميليشيات الموالية لحكومة السراج، بسبب اندلاع صراع بسبب خلافات مالية بين رؤسائها، حسب تعبيره.
كما أعلن المركز في بيان آخر عن توجيه الجيش، أمس، لما وصفه بضربات جوية محكمة استهدفت مخازن ذخيرة وتجمعات المرتزقة القادمين من الخارج وآليات، لافتا إلى تصاعد ألسنة الدخان من الموقع في عين زارة بجنوب العاصمة.
في سياق ذلك، أكد “الجيش الوطني” عزمه على تحرير العاصمة والقضاء على الإرهاب في البلاد، وفقا لتعهد قائده العام المشير حفتر.
وطبقا لما أعلنه اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني، فإن قوات الجيش “تستعد لدخول العاصمة طرابلس خلال أيام”، حيث أشار المسماري في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي، مساء أول من أمس، إلى “حرص الجيش على إنهاء المعركة بأقل الخسائر في الأرواح البشرية”، موضحا أن قواته تخوض ما وصفه بـ”المراحل الأخيرة من معركة شاملة بجميع المحاور العسكرية، التي تشهد تطورا إيجابيا كبيرا جدا للقضاء على الميليشيات والعصابات الإجرامية”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة بحكومة السراج انتهاء محنة ستة أطباء تم اختطافهم من طرف من وصفتهم بخارجين عن القانون قبل نحو أسبوعين بالقرب من مدينة الزنتان غرب ليبيا، كانوا ضمن قافلة طبية لتقديم الخدمات في منطقة قريبة على الحدود مع الجزائر.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أنه تم إطلاق سراح الأطباء الستة. لكنها لم تفصح عن تحقيق مطالب المسلحين بإطلاق سراح معتقل ينتمي إليهم.
من جهة أخرى، قالت عملية “بركان الغضب”، التابعة لحكومة السراج، إن القوات الخاصة بقوة مكافحة الإرهاب، قامت بالتنسيق مع مكتب النائب العام بما وصفته بعملية نوعية، داهمت خلالها أوكارا للهجرة غير الشرعية، وتمكنت من اعتقال شخصين، الأول يحمل الجنسية الليبية والآخر سوداني، يعتبر من أخطر مهربي البشر في ليبيا، وتم من خلالها مصادرة عدة قوارب كانت تستخدم في تهريب البشر.
قد يهمك أيضًا:
البرلمان الليبي يرد على رجب طيب أردوغان ويؤكد أنه يُبرّر دعمه للجماعات الإرهابية
أرسل تعليقك