أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الطارئين على الأرض الفلسطينية سيرحلون عنها إلى «مزبلة التاريخ»، لأن هذه الأرض هي أرض الكنعانيين، مضيفًا: «نحن الكنعانيون».
وأضاف عباس في كلمة له أمام حشد من جماهير مخيم الجلزون في رام الله أن «الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا صابرًا مكافحًا مرابطًا على أرضه، وكل حجر وكل بيت بنوه على أرضنا سيزول إلى مزابل التاريخ».
ومضى يقول، «نحن سنبقى في وطننا ولن يستطيع أحد أن يزحزحنا منه، والطارئ على هذه الأرض لا حق له بهذا البلد، ولذلك نقول لهم مهما أعلنوا عن بيوت هنا ومستوطنات هناك، ستزول جميعًا إن شاء الله، وستكون إلى مزابل التاريخ، وسيتذكرون أن هذه الأرض لأهلها، هذه الأرض لسكانها، هذه الأرض للكنعانيين الذين كانوا هنا قبل 5 آلاف سنة، ونحن الكنعانيون».
ويعتبر خطاب عباس حادًا قياسًا باللغة الدبلوماسية التي عادة يستخدمها، كما يُعتبر نادرًا قياسًا بأنه مقل في زيارة المدن والمخيمات الفلسطينية.
وأضاف عباس مخاطبًا الجماهير، «نقول لكم ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، كل عام وأنتم بخير، وبإرادتكم، وقوتكم، وعزيمتكم، سيكون النصر العام القادم، وقال الله سبحانه وتعالى مخاطبكم أنتم: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)، أي ستفلحون إن شاء الله».
وتابع، «أنتم تعرفون الحصار المفروض علينا، ولكن أُجبرنا على الخصم من رواتبكم ولم يتألم واحد منكم، ولم يعترض واحد، لأن القضية وطنية، لذلك أحييكم وأثمن مواقفكم المشرفة»، وكان عباس يتحدث عن خصم السلطة نحو نصف رواتب الموظفين منذ نحو 6 شهور بعد خصم إسرائيل أموالًا من عوائد الضرائب الفلسطينية كعقاب للسلطة على استمرارها في دفع رواتب الشهداء والجرحى، ورفضت السلطة تسلُّم الأموال منقوصة، ورفضت أي حلول وسط.
وقال عباس، «لن نقبل أن يعتبروا شهداءنا إرهابيين، شهداؤنا شهداء الوطن ولن نقبل أن يخصموا قرشًا واحدًا من أموالهم، ستعود لهم كل أموالهم، لأن الشهيد والجريح والأسير أقدس ما لدينا».
وأردف: «لذلك ومنذ أشهر رفضنا قرارهم بخصم هذه الأموال، وأبلغناهم... إما أن تدفع أموالنا كلها أو لن نقبل منهم هذه الأموال. وسنقول لهم: لا بد أن تدفعوا أموالنا، ولن نسمح بخصم هنا وخصم هناك، لن نكون دونيين معكم».
ومضى عباس يقول، «المسلمون والمسيحيون في هذه البلد إخوة، المسيحيون ليسوا أقلية، المسيحيون هم أبناء هذا الشعب، الكنائس كنائسنا والمعابد معابدنا والمسيحيون أهلنا وإخواننا إلى يوم الدين، ولذلك نحن هكذا مع بعضنا البعض لا أحد يفرق بيننا، لذلك يجب علينا أن نصبر ونبقى صامدين، لأن الأمل بالله، والله معكم، وسينصركم بإذنه تعالى».
وجدد عباس التأكيد على الموقف السياسي الفلسطيني الرافض لـ«صفقة القرن» الأميركية. وقال: «قلنا لهم ولكل العالم: لا لصفقة العار. وقلنا لهم: لا للقاءات وارسو، ولا للقاءات المنامة، ولا لأي شيء لا يقبله الشعب الفلسطيني».
وأضاف، «نقول لهم أيضًا، سواء قلتم إن القدس موحّدة أو نقلتم السفارة إليها أو مهما فعلتم، فستبقى القدس لنا رغم أنفهم، وسندخلها كلنا، كل الشعب الفلسطيني وكل الأمة العربية والإسلامية والمسيحية، كلهم سيدخلون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية».
ووجه عباس نداءً للفلسطينيين في قطاع غزة من أجل إنهاء الانقسام. وقال، «أوجه ندائي إلى أهلنا في غزة، وأقول لهم: كفى... كفى هذا الانقسام، لصالح مَن هذا الانقسام. إنه لصالح العدو، وقيادات (حماس) تعمل من أجل العدو وليس من أجل فلسطين».
وأضاف، «عليهم أن يتراجعوا عن هذا الانقلاب، فنحن طلاب وحدة، من اليوم، من الأمس، من قبل عشر سنوات نحن طلاب وحدة، الوحدة يجب أن تشمل غزة والقدس والضفة الغربية لتكون دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية».
وكان الرئيس الفلسطيني قد وصل، بعد ظهر أمس، في زيارة لمخيم الجلزون واطلع على أوضاع سكانه واحتياجاتهم. ووضع عباس لدى وصوله المخيم إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري تكريمًا لشهداء المخيَّم، كما زار مؤسسات المخيم والتقى سكانه.
وزار عباس الجلزون بعد يومين من تفقد أحوال المواطنين في مدينة رام الله، مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك. وصافح الفلسطينيين في شارع راق في رام الله، وتمنى لهم عيدًا سعيدًا، ثم جلس في أحد مقاهي المدينة.
وتمثل زيارات عباس هذه تغييرًا في نهجه المقلّ في التواصل مع الناس على الأرض. وتفنّد هذه الزيارات شائعات مستمرة حول صحته.
قد يهمك أيضًا:
عريقات يطالب المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيقاً رسمياً حول الاستيطان والاحتلال
عريقات يؤكّد أن مصر تُعدّ العمود الفقري للدول العربية
أرسل تعليقك