بيروت ـ سليم ياغي
لاقى قرار الرئيس سعد الحريري بالاستقالة ترحيبًا لدى المسؤولين اللبنانيين، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن لبنان “يمر بأزمة خطيرة جدا منذ 15 يوما مع مظاهرات شعبية حاشدة وحوادث وتوترات وأزمة ثقة”.
وقال لودريان أمام الجمعية الوطنية: “مع هذه الأوضاع تدعو فرنسا المسؤولين اللبنانيين إلى بذل كل الجهود لضمان استقرار المؤسسات ووحدة لبنان”.
وعلى الصعيد المحلي، اعتبر رؤساء الحكومة السابقون فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي بعد اجتماع لهم، أن الحريري استجاب لنداء معظم اللبنانيين، قائلين إن “اللحظة حانت ليتحّمل الكل مسؤولياته باتجاه حركة إنقاذية وطنية تتجاوب مع مطالب الناس وتحافظ على السلم الأهلي وتقي لبنان الانهيارات السياسية والمالية”. وأكد الرؤساء أن الحريري “تحلّى بإرث والده الشهيد وحكمته وشجاعته”.
وعلّقت وزيرة الداخلية ريّا الحسن على استقالة الرئيس سعد الحريري، وقالت في تغريدة عبر “تويتر”: “استقالة الرئيس الحريري كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي الذي شهدنا خطره اليوم في وسط بيروت”.
وأعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط أنه سيكون مع الحريري إذا قرر العودة إلى رئاسة الحكومة.
وبعد إعلان الحريري استقالته كتب جنبلاط عبر “تويتر” قائلا: “منذ اللحظة الأولى دعوت إلى الحوار، وعندما رفضت الاستقالة ساد موقف من التململ والانزعاج في صفوف الحزب الاشتراكي. وتحملت الكثير. لكن في هذه اللحظة المصيرية وبعد إعلان الشيخ سعد الحريري استقالة الحكومة بعد أن حاول جاهدا الوصول إلى تسوية وحاولنا معه فإنني أدعو مجددا إلى الحوار والهدوء”.
وقال جنبلاط في أحاديث تلفزيونية: “لا أعرف ما هي ظروف الحريري لكنني معه إذا قرر العودة لرئاسة الحكومة”، مؤكدا “إسقاط السلطة أمر مستحيل تقنيا إلا من خلال انتخابات جديدة وفق قانون لا طائفي على أساس لبنان دائرة واحدة”.
بدوره رحّب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع باستقالة الحريري وقال: “حسنا فعل الرئيس سعد الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة تجاوبا مع المطلب الشعبي العارم بذلك”، وأكد أن “المهمّ الآن الذهاب نحو الخطوة الثانية والأساسية والفعلية المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية ألا وهي تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة كفهم واستقامتهم ونجاحهم، والأهم من اختصاصيين مستقلين تماما عن القوى السياسية”. ودعا من جهة ثانية المؤسسات الأمنية المعنية إلى الحفاظ على سلامة المتظاهرين حيثما وجدوا في لبنان بعد الاعتداءات الشنيعة التي تعرضوا لها اليوم في وسط بيروت.
من جهته، وصف رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل قرار الحريري بـ”القرار التاريخي في ظرف تاريخي”. وكتب على “تويتر” قائلا: “إرادة الشعب اللبناني هي التي انتصرت. تحية إجلال لكل لبنانية ولبناني من الشمال إلى الجنوب”. وأضاف “هذه بداية مسار التغيير الذي يستمر باحترام الدستور وإرادة الناس بتشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات مبكرة لنترك الشعب اللبناني يحاسب ويغير”.
وانعكست استقالة الحريري ارتياحًا في صفوف المتظاهرين الذين رحبوا بها، واعتبروها استجابة لمطالبهم.
قد يهمك أيضًأ :
تصاعد مطالب الشارع اللبناني بعد استقالة سعد الحريري ورئيس الجمهورية هدفهم
أرسل تعليقك