التوك توك أيقونة الثورة العراقية الذي يسابق الموت لينقذ الأرواح
آخر تحديث 20:11:20 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعلّقت عليه الإسعافات الأولية وسالت الدماء على مقاعده الصغيرة

"التوك توك" أيقونة الثورة العراقية الذي يسابق الموت لينقذ الأرواح

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "التوك توك" أيقونة الثورة العراقية الذي يسابق الموت لينقذ الأرواح

"التوك توك" أيقونة الثورة العراقية
بغداد - صوت الامارات

إذا كان الحراك الجزائري قد عُرف بـ"ثورة الابتسامة" وكانت أيقونته الشعارات المرحة التي تخبئ بين سطورها مطالب مصيرية فسوف تكون عربة "التوك توك" هي أيقونة الثورة العراقية ورمزها الكبير.

تلك العربة الصغيرة التي تتبعها النظرات المرحة والتعليقات التي لاتخلو من سخرية حملت على كاهلها الهش بعجلاته الثلاث ضحايا الحراك العراقي وتخضبت مقاعدها الصغيرة بدمائهم منسربة بأنينهم بين الجموع والشوارع الضيقة إلى المستشفيات لإنقاذ حياتهم.

لكن مع اشتداد الأزمة لم يتحول سائقو "التوك توك" إلى مجرد سائقي عربة إسعاف بثلاث عجلات بل تحولوا أنفسهم إلى مسعفين وعلقوا على هيكلها المحاليل الوردية يقدمون الإسعافات الأولية في تكون واضح لحركة إنقاذ في وقت الأزمات قد يحفل بها دفتر الثورة العراقية ويذكرها الأجيال.

ضرغام حسين صاحب، الذي يبلغ من العمر 26 بدأ بنقل الجرحى إلى نقاط الإسعاف وإلى المستشفيات لكنه لم يكتف بذلك وحول خلفية التكتك الصغيرة إلى حاوية مغذيات وردية يتجول بها بين نقاط الإسعاف والمستشفيات وفي الطريق إلى المستشفيات يتلقى الجرحى الإسعافات الأولية.

مثل ضرغام تحول المئات من سائقي التكتك إلى مسعفين وإلى حلقة وصل بن الثوار وساحة التحرير وإلى ناقلي مؤن وغذاءات يتبرع بها محسنون وعوائل تستعين بهم في إمداد الساحة بالماء والغذاء والدواء.

ضرغام حسين وبمساعدة شقيقه الصغير درع التكتك بحاجز من الحديد لحماية رأسه من قنابل الغاز واعتمر خوذة ومنذ اليوم الثاني تحول مصيره إلى مسعف ينام على ظهر التكتك ويستعد للطوارئ على مدار اليوم.

محمد ناصر الذي يدرس المستوى الثالث جاء إلى عمله اليومي ليساعد عائلته، لكنه وجد الجرحى وتحول إلى مسعف ينقل خوذات وإمدادات بين ساحة التحرير وجسر النسك.

لكن وراء قصة المسعف الصغير يكمن الحافز الذي دفع بالآلاف من الشباب العراقي إلى التظاهر.

يقول محمد في فيديو منتشر عن قصص مسعفي التكتك إن والده مصاب بضعف بالبصر مما دفعه إلى العمل كسائق تكتك كدوام جزئي لمساعدة عائلته ومواصلة الدراسة.

مثل محمد الشهير بحمودي يكافح هؤلاء الشباب من أجل كفاف عيشهم في بلد في صدارة الدول المصدرة للنفط لكن بعد اندلاع الثورة تحول كفاحهم لإنقاذ الثوار.

الآلاف من عربات التكتك الصغيرة التي كانت تمثل مصدرا لإزعاج السكان في بغداد قبل الثورة تحول طنينها إلى صوت للفقراء أما الصوت المكتوم الذي يصدره العادم الصغير لتلك العربة السحرية كان أقرب إلى آلام العراقيين المحتبسة في صدروهم منذ الأهوال العظيمة التي مر بها بلدهم منذ بداية الألفية الثانية وانتهى حلم الديمقراطية الذي حطم بلادهم إلى فساد عظيم .

تجاوب الشارع العراقي مع النشاط المتنامي لسائقي التكتك البسطاء وأطلق ناشطون هاشتاغ #ثورة التكتك تكريما لهؤلاء الأبطال الصغار وجعلوهم رمزا للثورة العراقية.

لكن تكريم التكتك لم يأت فقط على منصات التواصل الاجتماعي بل تجاوب الشعر والموسيقى فقد كتب الشاعر العراقي محمد رحيمة الطائي اهزوجة شعبية بعنوان "أبو التكتك" سرعان ما سارت بها الركبان وتحولت إلى نشيد للثورة.

تقول الأغنية "أبو التكتك وقف وقفة بطولة..." وتضيف: "عراقيين وقفوا أحلى وقفة، حتى الطالب اتظاهر بصفه... كلهم وقفوا وقفة رجولة، عراقيين عنوان الرجولة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوك توك أيقونة الثورة العراقية الذي يسابق الموت لينقذ الأرواح التوك توك أيقونة الثورة العراقية الذي يسابق الموت لينقذ الأرواح



GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates