الانتفاضة في ساحة النور تُحول المكان إلى قرية صغيرة وتعيد إلى طرابلس مكانتها
آخر تحديث 20:09:42 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد اتهامها بالإرهاب والتخلف بسبب الحرب التي عاشتها لست سنوات

الانتفاضة في "ساحة النور" تُحول المكان إلى قرية صغيرة وتعيد إلى طرابلس مكانتها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الانتفاضة في "ساحة النور" تُحول المكان إلى قرية صغيرة وتعيد إلى طرابلس مكانتها

من مظاهرات «ساحة النور» في طرابلس
طرابلس ـ كمال الأخوي

لم تعد "ساحة النور" على اتساعها، تكفي لاستيعاب المنتفضين في طرابلس منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تمدد المحتجون إلى الشوارع المتفرعة، نصبوا خيامهم، وحولوا المكان برمته إلى ما يشبه قرية صغيرة. انتعشت المحال التجارية، استجدَّت مقاهٍ، مواقف للدراجات النارية، محلات لبيع التذكارات. هنا تجد كل ما تحتاجه للبقاء، من كعك، وذرة، وقهوة، وماء، ونراجيل، وحلوى، وسندويشات، وما تتبرع به المطاعم، ويطبخه المتطوعون. كل جمعية وهيئة لها مطالب، نصبت خيمة، وصارت لها حوارات يومية.

المنصة الشهيرة التي منها تطلق الهتافات والأغنيات الـحماسية، وأمامها يحتشد المحتجون، يلوحون بأعلامهم اللبنانية، للتأكيد على الدور المحوري لطرابلس في الانتفاضة، ليست سوى واجهة لما هو أهم. صوت محفّز المنصة محمد إسماعيل وهو يصرخ: «يا ثوار، يا أحرار» وتردد وراءه الجموع بصوت هادر: «نحن الثورة الشعبية، وانتو الحرب الأهلية»، لا يشغل الناشطين الفعليين عن دورهم. من هنا تنطلق أو تنتهي المظاهرات التي تجوب طرابلس، بشكل يومي. وهنا أيضاً يتجمع زوار المدينة، بفضل مبادرة «اتمشى وثور» الظريفة، لأخذهم في جولات سياحية وهم يحملون الأعلام اللبنانية، يكتشفون الأسواق المملوكية والخانات والحمامات، ويهتفون: «ثوار أحرار حنكمل المشوار». أصحاب المبادرة، لا هدف لهم سوى التعريف بمدينتهم التي قد تكون الأغنى في لبنان، بفضل أكثر من 136 مَعلماً أثرياً، ومع ذلك لم توضع يوماً على اللائحة السياحية. وهو ما يعده الأهالي جوراً مقصوداً لتهميشها.

ثمة برنامج يومي في خيمة «ساحة ومساحة». وقوفاً أو جلوساً على البط، يبقى الحاضرون ما يقارب ثلاث ساعات، لمتابعة الضيوف الذين يتناوبون على الكلام. متخصصون في السياسة والاقتصاد والحقوق، وكل ما يلزم لتوضيح الصورة. ليست للمتحدثين صبغة أو انتماء، يحملون معلوماتهم ويأتون لنقلها إلى المعتصمين.

تقدم شاب مغترب خلال الحوارات، وقال إنه يتكفل بنصف منحة التعليم لأي شاب يريد الدراسة وسفارة البلد الذي يقيم فيه وافقت على تغطية النصف الآخر. أتاه الجواب غاضباً: «لا نريد التعلم في الخارج، نريد إصلاح الجامعة اللبنانية». في خيمة «فش خلقك» كما في خيمة «مدرسة المشاغبين» المجاورة، حوارات لا تنقطع. بعد المظاهرة الطلابية الضخمة التي ضمت أكثر من 8 آلاف طالب من طرابلس، تحدثت طفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، منبهة زملاءها: «إنهم يلهوننا بلقمة العيش، كي لا نحاسبهم؛ لكننا نقول لهم: لو بقينا عشرة تلامذة فقط، بدنا نكمّل بالقضية».

في خيمة «الجامعة اللبنانية»، التي تارة تشهد غناء وعزفاً، وأحياناً تستقبل تجمعات لأساتذة وطلاباً يأتون من مختلف المناطق، نسأل محمد القادم من عكار، وهو في السنة الأخيرة في كلية الهندسة، عن سبب اعتصامه، فيقول: «آتي كل يوم، رغم أن العدد من الجامعة لا يزال قليلاً، بسبب سطوة الأحزاب على الطلاب؛ لكنني غاضب فعلاً؛ لأن أبي اضطر أن يتوسل أحد الحزبيين لأعثر على فرصة للتدرب من دون معاش لشهرين، فأي تنازلات سيقدمها حين أحتاج عملاً مدفوع الأجر؟ أهلنا يذلون من أجلنا، ولن نقبل ذلك».

لكلٍّ شكواه، ووفود المنتفضين من المناطق تتدفق كل يوم، من الهرمل والنبطية، والشوف. يستقلون حافلات ويحملون لافتات، يجولون ويحيون طرابلس، بينما يهلل لهم المجتمعون هنا ويردون التحيات.

الإطراء الذي تناله الانتفاضة في طرابلس بعد سوء السمعة التي وصمت بها، بسبب الحرب التي عاشتها لست سنوات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، واتهامها بالإرهاب والتخلف، يجعل الطرابلسيين يشعرون بالزهو. عاد بعد غياب، أهل الشمال وكل لبنان، يتدفقون إلى طرابلس وقد زالت عنها اللعنة، من البترون وجبيل والكورة وزغرتا وعكار، كثيرون يحبون أن يتظاهروا هنا؛ حيث التجمع الاحتجاجي الأكبر في الشمال كله. ما يحدث اليوم، بالنسبة للطرابلسيين، هو إعادة اعتبار لهم. ما جرّته النزاعات السياسية على مدينتهم من ويلات وفقر تمكنوا هم أنفسهم من الانقلاب عليه خلال هذه الانتفاضة، وإثبات أنهم جزء من الوطن. لهذا يطربون حين يقال لهم: «إذا انطفأت الانتفاضة في كل لبنان فستبقى مشتعلة هنا».

قد يهمك أيضاً :

محمد بن زايد يبحث العلاقات الثنائية مع الرئيس الفرنسي

حاكم أم القيوين يؤكد "راية الإمارات" خفاقة في قلوبنا

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتفاضة في ساحة النور تُحول المكان إلى قرية صغيرة وتعيد إلى طرابلس مكانتها الانتفاضة في ساحة النور تُحول المكان إلى قرية صغيرة وتعيد إلى طرابلس مكانتها



GMT 20:01 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

نيوزيلندا ترسل مساعدات لتونجا عقب إعصار "جيتا"

GMT 17:32 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال متوسط القوة يضرب شمال إيران

GMT 09:36 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغال الي يورو 2020 بفوز صعب على لكسمبورغ

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وزير التربية والتعليم ضيف الإعلاميِّ خيري رمضان الأربعاء

GMT 23:36 2013 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

95% نسبة إشغال البرج الأول في "نيشن تاورز"

GMT 14:28 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تكشف عن سيارة جديدة بمحرك كهربائي

GMT 22:20 2013 الأحد ,18 آب / أغسطس

إنقاذ فيلة تزن 6 أطنان من الغرق

GMT 19:29 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نيبال تحتفل بمهرجان "تيهار" المخصص للحيوانات

GMT 11:31 2012 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة: القردة تعاني من أزمة منتصف العمر

GMT 16:51 2019 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

هايدي كلوم تلفت الأنظار بثوبٍ بلون الزمرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates