مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف فوري للأعمال القتالية وحمّل روسيا المسؤولية

مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
دمشق - صوت الإمارات

يبدو عجز الاتحاد الأوروبي، مرة أخرى؛ خصوصًا الدول الكبرى المؤثرة فيه مثل ألمانيا وفرنسا، واضحًا في التعامل مع الأزمة السورية، فبعد إخفاق باريس وبرلين في الدفع باتجاه قمة رباعية مع موسكو وأنقرة وفق رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بسبب رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعقب انعدام فاعلية الرسالة المشتركة التي وجهها 14 وزيراً أوروبياً يوم 28 فبراير (شباط) الماضي والمتضمنة دعوة إلى وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، يجد الأوروبيون أنفسهم في حالة أقرب إلى انعدام الوزن. وما يفاقم من حرج موقفهم، أزمة وصول آلاف اللاجئين من تركيا إلى أبواب أوروبا.

ويأتي ذلك بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استخدام ورقة الضغط الكبرى التي بحوزته، إما لمعاقبتهم أو لدفعهم لتوفير الدعم الذي يريده منهم. وتعيد صور آلاف اللاجئين المتدفقين على الحدود اليونانية والبلغارية المشتركة مع تركيا، إلى الأذهان، ما عرفته أوروبا في عامي 2015 و2016 مع انتقال مئات الآلاف من اللاجئين إلى أوروبا وما أثاره ذلك من مشكلات وأزمات، وما لم يفلح الأوروبيون في القيام به جماعياً يسعون إليه فردياً، وهو ما قام به الرئيس ماكرون من خلال اتصالين هاتفيين بالرئيسين إردوغان وبوتين. وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه في وقت متأخر ليل السبت، أن الرئيس الفرنسي عبّر عن «قلقه الشديد إزاء الكارثة الإنسانية الجارية وإزاء تشتت المجموعات الإرهابية، بسبب الهجوم العسكري للنظام السوري وحلفائه والتنكر لترتيبات خريف عام 2018 في محافظة إدلب (اتفاق سوتشي)».

وكان لافتًا أن ماكرون عبر عن «تضامنه الكامل» مع تركيا بعد مقتل العشرات من جنودها في إدلب، مشدداً على ضرورة «وضع حد فوري للأعمال العدائية»، داعياً موسكو وأنقرة إلى التوصل لـ«وقف دائم لإطلاق النار يمكن التحقق منه» عملاً بالتزامات الطرفين.

وحمل ماكرون الجانب الروسي «مسؤولية وقف فوري للهجوم العسكري» في إدلب، و«احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية». وعبر الرئيس الفرنسي عن «استعداد باريس الكامل» للمساهمة في خفض التصعيد والعودة إلى المسار السياسي والعمل مع شركائها الأوروبيين لتلبية الحاجات الإنسانية للمدنيين وإيصالها لهم. لكن الأبرز، فيما جاء في بيان الإليزيه، أن ماكرون أشار إلى «ارتياحه» للجهود التي تبذلها تركيا لمساعدة اللاجئين السوريين، مبرزاً «التضامن» الفرنسي والأوروبي معها على هذا الصعيد. لكنه، في إشارة واضحة للأزمة المستجدة للاجئين وقرار تركيا فتح حدودها أمامهم للانتقال إلى أوروبا، دعا أنقرة إلى «التعاون في إدارة (تدفقات) الهجرات»، والمقصود بذلك تذكير إردوغان بالاتفاق المبرم معه في عام 2016 والذي يلتزم بموجبه بالعمل على منع تدفقهم إلى أوروبا مقابل دعم مالي.

وفي تعليقها على بيان الإليزيه، سجلت مصادر أوروبية 3 ملاحظات، أولاها أن ماكرون «يتبنى» إلى حد بعيد الرواية التركية في موضوع إدلب وفي تحميل المسؤولية للطرف الروسي الذي تقع عليه تبعة وضع حد «فوري» للعمليات العسكرية. والثانية: لجوؤه إلى لغة «طرية» في حديثه إلى إردوغان تتناقض تماماً مع العلاقات المتوترة بين الرئيسين وخلافاتهما المستحكمة بشأن الملف الكردي ووضع ومصير الحلف الأطلسي. والثالثة: الإشارة إلى «التضامن» الفرنسي والأوروبي في ملف اللاجئين السوريين إلى تركيا. وبحسب هذه المصادر، فإن ورقة الضغط المتمثلة في ملف فتح الحدود التركية أمام اللاجئين «أخذت تفعل فعلها» في الضغط على أوروبا وفي دفعها إلى «تليين» تعاملها مع تركيا التي تسعى لدعم أوروبي صريح.

وجاءت الرواية التركية عن المكالمة الهاتفية التي تمت بمبادرة من ماكرون مختلفة. فبحسب مكتب الاتصالات التابع للرئاسة التركية، فإن إردوغان شدد على أنه «لا يريد أن يبقى تضامن الحلف الأطلسي مع تركيا لفظياً فقط»، وأنه يريد «دعماً واضحاً وملموساً». وفي ملف اللاجئين، دعا إردوغان أوروبا والأسرة الدولية إلى «احترام التزاماتها (المالية) وتقاسم الأعباء»، وإلى اقتراح «حلول عملية»، مشيراً إلى أن تركيا تؤوي 4 ملايين لاجئ، وأن مليوناً ونصف مليون لاجئ إضافي يطرقون أبوابها. أما المكتب الإعلامي في الكرملين، فقد أفاد بأن بوتين وماكرون تناولا جميع جوانب الوضع السوري والحرب على الإرهابيين واللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي وإردوغان، وبأن الأول أشار إلى أن «جميع جوانب الوضع في سوريا ستبحث بالتفصيل في القمة التي ستعقد في موسكو في الأيام المقبلة».

وترى المصادر الأوروبية أن التصعيد العسكري وتشعباته في سوريا، والانخراط التركي والروسي المباشر فيه، واحتمال تمدده وتطوره إلى ما هو أكبر، والأزمة الإنسانية الجديدة – القديمة... تشكل كلها تحديات كبرى للاتحاد الأوروبي «العاجز عن التأثير الفعلي فيها». ويبدو العجز في عدم قدرة الأوروبيين على «انتهاج خط سياسي واضح»، وعلى خروجهم الفعلي من الملف السوري المتروك، بعد تراجع الاهتمام الأميركي به، إلى الطرفين الروسي والتركي.

وبحسب المصادر المشار إليها، فإن السبب الرئيسي عنوانه: «الغياب العسكري الأوروبي»، لأن القوى الفاعلة هي التي تمتلك هناك حضوراً عسكرياً ميدانياً.
وخلاصة هذه المصادر أن الأوروبيين لا يملكون اليوم لا الرغبة ولا القدرة ولا الوسائل، ليكون لهم دور فاعل في الملف السوري، وبالتالي، فإن ما يستطيعون القيام به يقتصر على العمل الدبلوماسي والسياسي؛ إذ «لا أوراق ضاغطة بين أيديهم» للتأثير على الطرفين الرئيسيين الضالعين اليوم في الحرب، في الشمال الغربي السوري. وفي أي حال، فإن الأوروبيين لا يستطيعون الاستجابة لمطلب أنقرة إقامة «منطقة حظر جوي»، ولا هم مستعدون لتمويل مشاريعها «الإسكانية» في سوريا، كما أنهم غير قادرين على منعها من فتح حدودها أمام تدفق الهجرات. وما يصح على تركيا يصح أيضاً على روسيا التي بشأنها تتضارب المواقف الأوروبية، فلا هم قادرين على اجتذابها إلى جانبهم، ولا هم قادرين في الضغط المؤثر عليها.

قد يهمك ايضا 

أردوغان يؤكد أن تركيا لن تكون آمنة إذا انسحبت من سوريا

أردوغان يعلن فتحنا الأبواب للهجرة إلى أوروبا ولكنها لم تنفذ وعودها

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري



GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020

GMT 14:48 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"Mother of Pearl" ترفع شعار تقديم الملابس المسائية صديقة البيئة

GMT 06:14 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي كارداشيان تظهر بإطلالة جريئة باللون الأصفر النيون

GMT 05:01 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب الوطني تحت 19 عامًا يواجه طاجيكستان في كأس آسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates