بغداد - صوت الإمارات
اندلعت مواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية والمتظاهرين الذين حاولوا منع النواب من الوصول إلى البرلمان، مما أدى إلى إصابة العشرات من الطرفين، وتحوَّل وسط بيروت منذ صباح الثلاثاء إلى ساحة مواجهات محتدمة، عندما تجمع مئات المتظاهرين على المفارق المؤدية إلى مقر مجلس النواب، تحت شعار «لا ثقة»، مطلقين على المظاهرات «ثلاثاء الغضب»، وحاولوا منع النواب من سلوك المسارب القليلة التي بقيت متاحة للعبور إلى المجلس، وضمن إجراءات عزل المجلس، أقفلت معظم المسالك بالعوائق الأسمنتية، وارتفعت السواتر المعدنية، وثبتت الأسلاك الشائكة لمنع المحتجين من الوصول إلى مبنى البرلمان، وهو ما دفع المتظاهرين للتجمع على بعض الطرقات الإلزامية التي فرض على النواب والوزراء سلوكها.
ووسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة وانتشار أمني كثيف، حاول المتظاهرون تخطي العوائق الحديدية بالقرب من مبنى جريدة «النهار»، ومنعت عناصر قوى الأمن المحتجين حتى من الدخول سيراً على الأقدام إلى منطقة «البيال». وتمكن المحتجون من فتح ثغرات في الجدار الأسمنتي الذي أقيم بين فندق «لوغراي» وصحيفة «النهار»، وحاولوا نزع البلوكات الأسمنتية. وحصل تراشق بالحجارة بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. وعمل الصليب الأحمر على إسعاف عدد من المتظاهرين، معلناً في وقت لاحق عن نقل نحو 45 مصاباً إلى المستشفيات، وتقديم العلاج لـ324 آخرين في الميدان. وفي شارع آخر، جلس متظاهرون على الأرض لقطع طريق يمكن أن يسلكها النواب، فحاول عناصر الجيش منعهم، مما أدى إلى حصول تدافع بين الطرفين.
واشتعلت النيران داخل أحد المصارف في شارع المعرض من قبل مثيري الشغب، وطلبت قوى الأمن من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن المكان. واستقدمت المزيد من العناصر لمواجهة المحتجين، وإبعادهم لناحية ساحة الشهداء، فأطلقت القنابل المسيلة للدموع، وناشد المتظاهرون سيارات الإسعاف التوجه إلى محيط مبنى النهار وساحة الشهداء لإسعاف من تعرضوا لحالات اختناق. ولجأ عدد من المحتجين إلى جامع الأمين، إلا أن القوى الأمنية لاحقتهم حتى الداخل. وتعرض أحد عناصر قوى الأمن الداخلي لإصابة في الرأس جرّاء أعمال الشغب في زقاق البلاط. وأكد الجيش اللبناني أن «أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة يشوه المطالب ولا يحققها، ولا يندرج في خانة التعبير عن الرأي». كما دعا إلى المحافظة على سلمية التحرّك، مؤكداً أنه «ضرورة لحماية الجميع».
ورغم تقليص الطرق المتاحة للوصول إلى المجلس، بفعل الخطة الأمنية التي عزلت وسط العاصمة، حاول المحتجون عرقلة مواكب النواب والوزراء لمنعهم من الوصول، عبر مهاجمة السيارات التي تمر، مما دفع القوى الأمنية وعناصر الجيش للتدخل وإبعاد المتظاهرين لتسهيل وتأمين مرور المواكب. ووصل عدد من النواب باكراً قبل بدء المظاهرات، واستخدم أحدهم دراجة نارية للعبور.
واعترض المحتجون سيارة أحد النواب عند فندق «فينيسيا»، وأجبروها على التراجع. كما علقت إحدى سيارات النواب بين المتظاهرين الذين حاولوا منعها من الدخول إلى مجلس النواب، إلا أنّ القوى الأمنية أمّنت لها الطريق بعد إزالة الشريط الشائك من أمامها.
وتعرضت سيارات بعض النواب والوزراء للرشق بالبيض والطماطم، كما أصيب النائب سليم سعادة بجروح في وجهه ورأسه جراء تعرضه لإصابات بالحجارة خلال الهجوم على سيارته. واستخدمت القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع لتسهيل عبور بعض النواب. وكانت حملات التحشيد قد انطلقت قبل يومين للتظاهر، ومنع النواب من الوصول إلى البرلمان. وبعد تجمع المحتجين في وسط بيروت، انضم آخرون إليهم، حيث وصل عدد من الباصات من منطقة صيدا.
قـــد يهــــــــــــمك ايــــــــضــــــا:-
محمود عباس يؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تراوغ منذ اتفاق أوسلو
"حماس" تُرسل إلى محمود عباس موافقتها الخطيَّة على إجراء الانتخابات العامة
أرسل تعليقك