آلاف الجزائريين وأعضاء الحكومة يشيِّعون قائد الجيش إلى مثواه الأخير
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تُعد الجنازة الأكبر منذ وفاة الرئيس بومدين ووصفها المراقبون بـ"التاريخية"

آلاف الجزائريين وأعضاء الحكومة يشيِّعون قائد الجيش إلى مثواه الأخير

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - آلاف الجزائريين وأعضاء الحكومة يشيِّعون قائد الجيش إلى مثواه الأخير

الاحتجاجات في الجزائر
الجزائر ـ سناء سعداوي

ودَّعت حشود كبيرة بالجزائر، أمس، قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، في جنازة مهيبة، وصفها قطاع من المراقبين بـ«التاريخية»، و«الأكبر منذ وفاة الرئيس هواري بومدين» قبل 41 سنة. ولم يتمكن الآلاف من دخول «مقبرة العالية» لحضور مراسم الدفن، بالنظر لضيق المكان.وتوقفت حركة المرور بشكل كامل أمس بالعاصمة، لفتح الطرق المؤدية إلى «قصر الشعب»؛ حيث نقل صباحاً جثمان قائد الجيش للترحم عليه. وكانت المنشأة القديمة مقراً للحكام العثمانيين، وبنيت في القرن الـ18، وقد استقبلت جثامين رؤساء الجمهورية، كان آخرهم الشاذلي بن جديد، الذي توفي في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2012.

وكان الرئيس الجديد عبد المجيد تبون من أوائل الشخصيات الكبيرة التي وصلت إلى «قصر الشعب»؛ حيث بدا متأثراً، وقرأ الفاتحة على الراحل، وشوهد وهو يعزي أبناء قايد صالح وأصهاره، وهم ضباط في الجيش. كما شوهد رئيس الأركان بالنيابة، وصديق المرحوم، اللواء سعيد شنقريحة، وهو يقدم العزاء. إضافة إلى مدير جهاز الأمن الداخلي، الذي جرى حديث عن سجنه بتهم فساد في الـ48 ساعة الأخيرة. وقد ركزت وسائل الإعلام على حضوره إلى «قصر الشعب»، على سبيل تكذيب إشاعة سجنه، ضمناً. كما شهد المكان وجوداً مكثفاً لضباط القيادة العليا للجيش، وقادة النواحي العسكرية الست، ومسؤولي الهياكل بوزارة الدفاع.

وكان من بين المعزين أيضاً رئيس الوزراء بالنيابة صبري بوقادوم، وكل أعضاء الحكومة، والرئيس الانتقالي السابق عبد القادر بن صالح، الذي تمسك به قائد الجيش السابق ورفض تلبية مطلب إقالته، وهو المطلب الذي عبر عنه ملايين المتظاهرين خلال الأشهر الماضية. وقد اعتبر عزله خروجاً عن الدستور الذي ينص على أن رئيس «مجلس الأمة» (بن صالح) يسير الدولة بعد استقالة رئيس الجمهورية، إلى غاية انتخاب رئيس جديد. علماً بأن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة استقال في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي النعش عند وصوله في الساعة السادسة والنصف (بتوقيت غرينتش) إلى «قصر الشعب»، يحمله عدد من الضباط، وقد لف بعلم الجزائر، ليتاح للجزائريين وداعه.

وقد حظي قايد صالح بتكريم الرئيس الجديد الذي قلده خلال تنصيبه وسام «الصدر»، الذي يمنح عادة لرؤساء الدولة، وتم ذلك خلال تسلمه السلطة الخميس الماضي، بمناسبة أدائه اليمين الدستورية.

وتوفي قايد صالح (79 عاماً) الاثنين، إثر إصابته بسكتة قلبية، حسبما أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان. وقالت وزارة الدفاع لاحقاً في بلاغ نشرته على موقعها الإلكتروني: «انتقل إلى رحمة الله المجاهد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي فاجأه الأجل المحتوم صباح الاثنين 23 ديسمبر (كانون الأول) في الساعة السادسة صباحاً، بسكتة قلبية ألمت به».

وسار الموكب الجنائزي عبر «شارع جيش التحرير الوطني»، وكان نعش الفقيد فوق ظهر مدرعة، وتبعه الآلاف من المشيعين مشياً على الأقدام حتى «مقبرة العالية» بالضاحية الشرقية للعاصمة، على مسافة تفوق 10 كيلومترات. واحتشد المئات على أطراف الطريق وفوق الجسور، عندما كان الموكب يقترب من المقبرة.

ولوحظ من بين المشيعين قادة بعض الأحزاب، بعضهم من المعارضة، انتقدوا سياسة قايد صالح في تسييره الأزمة التي تولدت عن استقالة بوتفليقة، ومن بينهم الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس «جبهة العدالة والتنمية». وكان من ضمن المشاركين في التشييع أيضاً المرشحون الأربعة لـ«رئاسية» 12 من الشهر الجاري، وكان أول من وصل إلى «قصر الشعب» منهم، الشاعر والأديب عز الدين ميهوبي.

ودخل موكب الجنازة إلى المقبرة في حدود الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي، وشهد المكان تدافعاً كبيراً لمئات الأشخاص أرادوا حضور الدفن، غير أن رجال الشرطة منعوهم واستعملوا القوة مع بعضهم، ما أثار استياءهم.

محمد شكري، الذي جاء من منطقة طولقة بجنوب البلاد، قال إنه جاء إلى العاصمة ليل الثلاثاء، من أجل أن يحجز مكاناً له بالمقبرة صباحاً، غير أن الشرطة سدت مدخل المقبرة، وحالت دون التحاقه بـ«مربع الشهداء»؛ حيث مقابر رؤساء الجزائر المتوفين وشهداء ثورة الاستقلال.

وفي كلمة تأبينية، أكد مدير الاتصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني، اللواء بوعلام ماضي، أن الجزائر «فقدت رجلاً من خيرة الرجال، وبرحيله فقدت الجزائر ابناً باراً من خير ما أنجبت». كما تحدث عن «فضله في إيصال الجزائر إلى بر الأمان»، في إشارة إلى حرصه على تنظيم انتخابات رئاسية لتسليم السلطة إلى رئيس جديد.

وأكد ماضي أن «الفقيد صدق النية فلقي حسن الخاتمة، وقد مد الله في عمره حتى تأدية الأمانة كاملة غير منقوصة، كما أرادها الشهداء الأبرار»، مضيفاً: «كل ما بناه الفريق أحمد قايد صالح لن يذهب سدى، وأفراد الجيش الوطني الشعبي سيبقون أسوداً يحمون عرين الوطن، متشبعين بالقيم السامية ولن يحيدوا عنها مهما كلفهم ذلك من ثمن، وسيواصلون المسيرة على عهد الفقيد، بأن يجعلوا أمن الجزائر واستقرارها قرة أعينهم».

قد يهمك أيضا : 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلاف الجزائريين وأعضاء الحكومة يشيِّعون قائد الجيش إلى مثواه الأخير آلاف الجزائريين وأعضاء الحكومة يشيِّعون قائد الجيش إلى مثواه الأخير



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates