قمة سوتشي تُذيب جليد الخلاف حول أزمة سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا
آخر تحديث 16:12:31 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

للوصول إلى تصور نهائي أكثر انفتاحًا وإيجابية بشأن قواعد الملء والتشغيل

قمة "سوتشي" تُذيب جليد الخلاف حول أزمة "سد النهضة" بين القاهرة وأديس أبابا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قمة "سوتشي" تُذيب جليد الخلاف حول أزمة "سد النهضة" بين القاهرة وأديس أبابا

قمة «سوتشي» الأزمة بين مصر وإثيوبيا
القاهرة ـ سعيد فرماوي

أعادت قمة «سوتشي» الأزمة بين مصر وإثيوبيا، حيال «سد النهضة»، إلى مسار المفاوضات الفنية مجدداً، بعدما أعلنت القاهرة، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وصولها إلى «طريق مسدود»، حيث اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، خلال لقائهما، أمس، في المنتجع الروسي على «الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة، على نحو أكثر انفتاحاً وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد».

وأوضح الدكتور نصر الدين علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، أن الاتفاق يعني ضمنياً تجميد مساعي مصر لإدخال وسيط دولي في المفاوضات، التي تجري بمشاركة السودان، ويمنح الخبراء مهلة أخرى لإمكانية التوافق على حل يرضي الجانبين».
وتبني إثيوبيا السد على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، وتقول القاهرة إنه يهدد بنقص حصتها من المياه، المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب، وكانت اللجنة أخفقت في التوصل لاتفاق يرضي البلدين، مما تسبب في تصاعد الخلاف الدبلوماسي بينهما في الأسابيع القليلة الماضية. الأمر الذي دفع القاهرة للمطالبة بدخول طرف رابع في المفاوضات، الدائرة منذ نحو 8 سنوات.

كما أعلنت الخارجية المصرية، الثلاثاء الماضي، قبولها دعوة أميركية لاجتماع مشترك في واشنطن يضم وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان، وقال بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، أمس، عقب اللقاء، إن اللجنة «ستسعى إلى تجاوز أي تداعيات سلبية قد نتجت عن التناول الإعلامي للتصريحات، التي نُسِبت مؤخراً إلى الجانب الإثيوبي».

وسبق أن عبّرت مصر عن «صدمتها» إزاء تصريحات أدلى بها آبي شدد فيها على أن أي قوة لا تستطيع منع بلاده من بناء السد، وأشار إلى احتمال نشوب حرب بسبب السد، قائلاً: «إذا كنا سنحارب... فإننا نستطيع نشر ملايين كثيرة (من المقاتلين). لكن الحرب ليست حلاً».
وقال المتحدث الرئاسي المصري إن آبي أحمد أكد للسيسي أن تصريحاته الأخيرة أمام البرلمان بشأن ملف السد «تم اجتزاؤها خارج سياقها»، وإنه يكنّ كل تقدير واحترام لمصر. وأظهرت الصور الزعيمين المصري والإثيوبي وهما يبتسمان أثناء مصافحتهما.
وتبني إثيوبيا السد بهدف تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، وتقول إنها لا تنوي إلحاق ضرر بدول المصبّ عبر تخزين المياه. ومن المتوقَّع أن تبدأ إثيوبيا في ملء الخزان خلف السد، العام المقبل.

وأضاف المتحدث أن السيسي أكد أن «مصر طالما أبدت انفتاحاً وتفهماً للمصالح التنموية للجانب الإثيوبي بإقامة السد، إلا أنها في نفس الوقت تتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل، ومن ثم يتعين ألا تكون مساعي تحقيق التنمية في إثيوبيا على حساب تلك الحقوق، وأن إقامة السد يجب أن تتم في إطار متوازن ما بين مصالح دول المنبع والمصب»، وشدد على أن «نهر النيل بامتداده يُعد بمثابة شريان تعاون وإخاء وتنمية، ويجب ألا يكون مصدراً لأي مشكلات أو تناحر، وأن مساحة التعاون المشترك في هذا الإطار من المفترض أن تطغى على أي فرصة للخلافات».

ونقل المتحدث عن آبي تأكيده أن «الحكومة والشعب الإثيوبي ليست لديهم أي نية للإضرار بمصالح الشعب المصري، وأن استقرار مصر وإثيوبيا قيمة وقوة مضافة للقارة الأفريقية بأسرها، مع التشديد على أنه، بصفته رئيساً لوزراء إثيوبيا، ملتزم بما تم إعلانه من جانب بلاده، بالتمسك بمسار المفاوضات وصولاً إلى اتفاق نهائي».

ولم يتضمن بيان المتحدث الرئاسي إشارة إلى طلب مصر إدخال وساطة دولية في الخلاف. واعتبر الوزير الأسبق نصر الدين علام «التمسك بعدم الوساطة والرجوع إلى اللجان الفنية أمراً غير مبشّر»، مشيراً إلى أن «إثيوبيا لا تريد أي تدخل لخبراء أجانب لدراسة تداعيات السد على مصر، لأنها متأكدة تماماً من أضرار السد الجسيمة، وتريد إهدار الوقت في مناقشات غير مجدية، حتى يتم استهلاك ما تبقى من الوقت القليل قبل تشغيل السد».

وطالب علام بأن يتضمن اتفاق إعادة التفاوض الفني «إطاراً زمنياً لا يتعدى شهراً، يجتمع خلاله الفنيون، للوصول لاتفاق نهائي حول التخزين والتشغيل، وإلا يتم التصعيد الأزمة إلى المجتمع الدولي».
بدورها، جددت روسيا استعدادها للدخول في وساطة، وقال المتحدث باسم «الكرملين» ديميتري بيسكوف، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح الوساطة، خلال لقائه، أول من أمس (الأربعاء)، مع قادة الدولتين، مؤكداً استعداده لتقديم المساعدة في هذه المسألة إذا طُلب منه ذلك.

قد يهمك أيضًا :

أعضاء "المؤتمر الشعبي العام" يخرقون قرار "التجميد" ويعودون لحكومة الانقلاب

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة سوتشي تُذيب جليد الخلاف حول أزمة سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا قمة سوتشي تُذيب جليد الخلاف حول أزمة سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا



GMT 22:12 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد
 صوت الإمارات - الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates