متظاهرون عراقيون يستعينون بـجرافات لهدم بيوت المسؤولين من السلطة
آخر تحديث 20:09:42 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

من الفصائل المسلحة القابضة على الحكم والمتمسكة ببقاء شكل النظام

متظاهرون عراقيون يستعينون بـ"جرافات" لهدم بيوت المسؤولين من السلطة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - متظاهرون عراقيون يستعينون بـ"جرافات" لهدم بيوت المسؤولين من السلطة

الأزمة المتفاقمة في العراق
بغداد - صوت الإمارات

تشير ملامح الأزمة المتفاقمة في العراق التي أفرزتها التظاهرات الشعبية ضد الحكومة وقواها السياسية، إلى أن المماطلة التي تبديها قوى السلطة وأحزابها تغذي عوامل فقدان الثقة القائمة أصلا، بين جماعات الحراك من جهة، والأحزاب والفصائل المسلحة القابضة على السلطة والمتمسكة ببقاء شكل النظام والاكتفاء بتغييرات شكلية، من جهة أخرى.

وبدا واضحا خلال الأيام الأخيرة الماضية ومن خلال أسماء الشخصيات العديدة التي اقترحتها قوى السلطة لشغل منصب رئاسة الوزراء خلفا للرئيس المستقيل تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية عادل عبد المهدي، أن مساحة التفاهم المحتملة بين الجانبين، الحراك وقوى السلطة، لا وجود لها على أرض الواقع. إذ سارعت جماعات الحراك ومع كل اسم مرشح جديد تلوح به السلطات إلى رفضه رفضا باتا. ولعل الأهازيج التي رددها متظاهرو ساحة التحرير (مساء الجمعة) ضد رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي من بين أقوى مؤشرات علاقة عدم الثقة المتصاعدة بين الجانبين، وبعد أن غضّ المحتجون نسبيا الطرف عن المسؤولين الرفيعين خلال الفترة الماضية وركزوا على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل إعلان استقالته، عادوا ورددوا أهزوجة (برهم وحلبوسي... جاكم السره) بمعنى أن الدور قد وصل للإطاحة بكم.

واستمرارا لحالة التوتر وانعدام الثقة بين السلطة وأجهزتها الأمنية وبين المحتجين في عموم المحافظات، تفجرت (الجمعة) من جديد أوضاع الأمن في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية على خلفية عملية الاغتيال التي طالت الناشط علي محمد مكطوف العصمي. وشهدت المحافظة المدينة أمس، مستوى عاليا من التوتر انعكس على الحياة في المدينة وأدى إلى شل الحركة فيها بعد إغلاق جميع الجسور الرابطة بين شطريها.

ولأول مرة، استخدم الناصريون «الجرافات» في تهديم منزل رئيس اللجنة الأمنية السابق جبار الموسوي بعد أن كانوا يعمدون إلى حرق مقرات الأحزاب والمسؤولين. وأكد ناشطون قيام المتظاهرين بإحضار أكثر من 5 جرافات إلى ساحات الاعتصام تمهيدا لعمليات التهديم اللاحقة التي ستقوم بها ضد مقرات الأحزاب ومنازل المسؤولين. وأبلغ الناشط حيدر الناشي «الشرق الأوسط» أن المتظاهرين في الناصرية أحرقوا مجددا «مقرات حزب الدعوة وعصائب أهل الحق والدعوة، إلى جانب تهديم منزل جبار الموسوي بالشفلات (الجرافات)».

ويقول الناشي: إن «جبار الموسوي المطلوب الأول في الناصرية وسبق أن صدرت بحقه مذكرة قبض على خلفية اتهامه وأفراد حمايته وأحد أبنائه بالتورط في مقتل متظاهرين». ويؤكد أن «المحتجين أعلنوا وأبلغوا جميع الأحزاب والفصائل المسلحة، أن أي عملية اغتيال جديدة تقع في المدينة ستعقبها حملة واسعة لتهديم منازل المسؤولين والأحزاب، كما أعلنوا أنهم سيقومون باستهداف جميع مصالح الأحزاب والميليشيات المالية في المحافظة، مثل الأسواق (المولات) والمشاريع الاستثمارية الكبيرة».

وتوقع الناشي «تراجع الفصائل والميليشيات المسلحة عن القيام بعمليات اغتيال مماثلة في الأيام المقبلة نظرا لحجم الغضب الجماهيري في الناصرية الذي قد يؤدي إلى الثأر من تلك الفصائل حتى خارج مدينة الناصرية».

وبالعودة إلى بغداد، وفي خطوة ورد فعل جديد من جماعات الحراك على المماطلة التي تبديها الحكومة وقواها حيال مسألة رئيس الوزراء المقبل ومجمل المسار الإصلاحي الذي يطالب به المحتجون، صدر أول من أمس، بيان يمثل وجهات نظر طيف واسع من المحتجين، ووضع تسلسل الرقم (1) للبيان في إشارة إلى ذلك الطيف والاتجاه العريض من جماعات الحراك.

وافتتح المحتجون بيانهم بالقول: «بينما يترقب الشعب العراقي الطبقة السياسية وهي تناور الحركة الاحتجاجية بشأن مطالبها الحقة، نشير بشكل واضح إلى أن ما يحدث في أروقة الطبقة هذه لا يتماشى أبدا مع ما مر به الشعب وجماهيره المعترضة من أجل حياة كريمة، وما يحدث حتى الآن يؤكد وبشكل واضح اعتباطية هذه الطبقة وعدم جديتها». وأعلن المحتجون في بيانهم أنهم «لا يتبنون أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء الانتقالي أو المؤقت وكل ما يتم تداوله (من قبل الحكومة وأحزابها) حتى الآن مرفوض وغير مقبول من ساحات الاعتصام».

وطالب المحتجون رئيس الجمهورية برهم صالح بـ«ترشيح مستقل لمنصب رئاسة الوزراء المؤقت للمضي بحكومة انتقالية مصغرة تعمل لمدة أقصاها سنة لتأمين انتخابات عادلة ونزيهة وفق قانون للانتخابات ومفوضية جديدة». وهدد البيان بـ«خطوات تصعيدية» في حال إصرار الكتل على تبني شخصية سياسية لرئاسة الوزراء «لا تنطبق سيرته مع مواصفات الشارع المنتفض».

وفيما لم يكشف البيان عن طبيعة الخطوات التصعيدية التي سيتخذها المحتجون في الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، يؤكد الناشط محمد الربيعي أن «الحراك في بغداد يفكر جديا، وفي حال استمرت مماطلة السلطات والأحزاب، في تشكيل فرق خاصة (لمكافحة الدوام) وإجبار المؤسسات الرسمية على التعطيل لشل حركة الحكومة على غرار ما سبق وقام به المحتجون في محافظتي واسط وذي قار». ويقول الربيعي لـ«الشرق الأوسط»: «يتأكد يوماً بعد آخر أن السلطات وأحزابها لن تستجيب لأي مطلب إلا من خلال الضغوط الشديدة، هم يناورون في كل الاتجاهات الأمنية والسياسية على أمل مرور عاصفة الاحتجاجات التي تهدد وجودهم في الصميم». ويواصل: «عصابات السلطة وميليشياتها لم تتوقف عن إلحاق الأذى بالمتظاهرين والسعي إلى تخويفهم، وليل الجمعة قاموا بتفجير عبوة صوتية في حديقة الأمة لإرهاب المعتصمين».

قد يهمك ايضا 

برهم صالح يتسلم قائمة بمرشحي الحكومة الجدد عقب تحديد البرلمان للكتلة الأكبر

العراق يشهد مسيرات احتجاجية ومطالبات أميركية بحماية المنشآت العسكرية للتحالف الدولي

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متظاهرون عراقيون يستعينون بـجرافات لهدم بيوت المسؤولين من السلطة متظاهرون عراقيون يستعينون بـجرافات لهدم بيوت المسؤولين من السلطة



GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 13:25 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إليسا على مشارف قصة حب جديدة بطلها ناصيف زيتون

GMT 03:21 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة السورية دينا هارون بعد صراع مع المرض

GMT 02:33 2016 الخميس ,09 حزيران / يونيو

فوائد المشمش الهندي

GMT 00:26 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تعرف أكثر على أسرار القرآن الكريم والعلم

GMT 02:22 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بلدية دبي تنتهي من تجهيز المخيمات الشتوية المؤقتة

GMT 14:14 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

أفلام اجتماعية نجحت بسبب أغانيها وارتبطت بها

GMT 22:49 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

عاصفة ثلجية تضرب جزيرة هوكايدو شمال اليابان

GMT 04:36 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في كانون الأول المقبل

GMT 02:37 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

اعلمي آداب إتيكيت تناول طبق السوشي المحبب إليك

GMT 17:26 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

محاكمة دميرتاش زعيم أكبر حزب تركي مناصر للأكراد

GMT 17:44 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المغربية ليلى الحرّاق تطلق فساتين سهرة أنيقة

GMT 16:44 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد في إطلالة مثيرة أثناء حفلة في نيويورك

GMT 05:15 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الفتح الرباطي المغربي يخوض ودية أمام مالاغا الإسباني

GMT 09:36 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير صبري تستأنف تصوير أولى مشاهد "الحب الحرام"

GMT 10:16 2012 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حريق كبير يعطل وحدة في محطة كهرباء التبين

GMT 16:47 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اعرفْ وطنك أكثر تحبه أكثر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates