بروكسل ـ منى المصري
دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج ، من بروكسل، أمس الثلاثاء، إلى اتخاذ مواقف حازمة، تجاه من يعرقلون العملية السياسية، التي تستهدف الوصول إلى دولة مدنية مستقرة، مؤكداً التزامه بالمسار الديمقراطي الذي يفضي إلى انتخابات على قاعدة دستورية سليمة، فيما نفي اجتماعه مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأردنية عمَّان.
والتقى السراج في بروكسل، فيدريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية في مقر المفوضية الأوروبية، وتناول الاجتماع، الذي حضره وزير خارجيته محمد سيالة، ومستشاره السياسي طاهر السني، عدداً من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية إضافةً إلى قضية الهجرة غير المشروعة.
وأكدت موغيريني، وفقاً لبيان المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، أمس، دعم خطة المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، التي تقضي بعقد الملتقى الوطني الجامع في الأسابيع الأولى من العام المقبل، وجددت دعم الاتحاد الأوروبي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
ونقل البيان عن موغيريني، أيضاً دعم الاتحاد الأوروبي لبرامج الإصلاح التي استعرضها السراج في الاجتماع، مشيرةً إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية جانب ضمن جوانب عديدة من التعاون المشترك، وأنها ستولي الاهتمام اللازم لكل ما طُرح خلال هذه المحادثات.
وأكد السراج ضرورة الالتزام بالآليات القانونية السليمة للوصول إلى انتخابات ديمقراطية في ليبيا، مشيراً إلى أهمية تفعيل اللجنة الرباعية المتكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، حتى تتوحد من خلالها مواقف الدول تجاه الأزمة الليبية.
وتطرق اجتماع السراج وموغيريني إلى الاتفاق الرباعي بين كلٍّ من ليبيا وتشاد والسودان والنيجر للتعاون في تأمين الحدود وتسيير دوريات مشتركة، بجانب التحدث عن معالجة مشكلات الجنوب الليبي، والترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس.
كذلك أجرى السراج محادثات مع أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستلوتنبيرغ، أمس، في مقر الحلف في بروكسل، وبحث الجانبان خلال الاجتماع تطورات الموقف السياسي والأمني في ليبيا. وقال المجلس الرئاسي في بيان، أمس، إن ينس، أكد خلال الاجتماع أن الحلف يدعم جهود حكومة الوفاق الوطني في بناء مؤسسة الدولة العسكرية والأمنية ومستعد للمساهمة فيها، كما جدد دعمه جهود بعثة الأمم المتحدة وخطة عمل غسان سلامة، لتحقيق حل سياسي يوحّد مؤسسات الدولة وينهي حالة الصراع والانقسام.
وأشار السراج إلى أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا وحلف الناتو، والاستفادة من خبرة الحلف في التأهيل المؤسسي ورفع القدرات لإرساء الأمن وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب. ونفى السراج اجتماعه مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأردنية عمان.
وقال في تصريحات لقناة "المملكة" الأردنية، إن آخر لقاء مع حفتر تم على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة "باليرمو" الإيطالية خلال الشهر الماضي.
ودعا السراج بعثة الأمم المتحدة لأن تكون أكثر حزماً مع الأطراف المعرقلة لها وأن تكون صاحبة القرار بعيداً عن المصالح الدولية، وقال: نحن "نحترم أي قرار يصدر عن الاتفاق السياسي".
بدورها أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، في بيان، أن ستيفاني ويليامز نائبة رئيسها للشؤون السياسية، ناقشت أول من أمس، مع مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية البارزة في بنغازي أهداف الملتقى الوطني الرامية للتوصل إلى التوافق الضروري لإخراج ليبيا من حالة الجمود الراهنة، كما استمعت بحرص إلى التوصيات التي تم عرضها من قبل المشاركين.
إلى ذلك، قال ناجٍ مصري، أمس، إن 15 مهاجراً لقوا حتفهم في قارب قبالة الساحل الليبي بعدما قضوا 12 يوماً في البحر دون طعام أو ماء.
وقال سكان إن مالك بيت على الشاطئ عثر على المهاجرين الذين جرفتهم المياه إلى الساحل بالقرب من مدينة مصراتة، واتصل بالسلطات التي نقلتهم إلى جمعية الهلال الأحمر والمستشفيات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الناجي المصري قوله: "كنا 25 مهاجراً في القارب، أبحرنا من بلدة صبراتة (غرب ليبيا) وبقينا في البحر 12 يوماً دون طعام أو ماء"، وأضاف: "مات منا 15 شخصاً".
وقال السكان إن عشرة من المهاجرين بدوا في حالة صحية شديدة السوء، ولم ترد تفاصيل أو تعليقات من السلطات حتى الآن.
ويعد الساحل الغربي في ليبيا نقطة انطلاق لمهاجرين معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء يفرّون من الحروب والفقر سعياً وراء حياة جديدة في أوروبا، لكنّ عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا تراجع كثيراً منذ العام الماضي في ظل حملة على شبكات التهريب داخل ليبيا، فيما كثّف الاتحاد الأوروبي جهود دعم دوريات خفر السواحل الليبي.
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن 222 عائلة ليبية نزحت بالفعل من مدينة الفقهاء إلى الجفرة بوسط ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب أعمال عنف اندلعت في المنطقة مؤخراً، وجعلتها غير آمنة.
وقالت المنظمة في بيان لها أول من أمس، إنها قدمت، بدعمٍ من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي، المواد غير الغذائية بما فيها المراتب والبطانيات، للأسر التي كانت قد نزحت وعادت إلى الفقهاء، فضلاً عن ذوي بعض الأسر التي بقيت في الجفرة كجزء من الدعم المقدم للمجتمعات المتضررة من النزاعات.
أرسل تعليقك