حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من فشل "اتفاق السويد" الذي أبرمته الشرعية مع المتمردين الحوثيين برعاية الأمم المتحدة وهو ما يعني وفقا للرئيس فشل العملية السياسية برمتها، مؤكداً التزام الحكومة اليمنية بمسارات السلام، وفقاً لمرجعياتها الثلاث المحددة.
اقرأ ايضاً : ميليشيات "الحوثي" تثير خلافاً بين غريفيث وكاميرت على خلفية تنفيذ اتفاق السويد
ويأتي تحذير الرئيس هادي على هامش لقائه أمس الخميس في الرياض، مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن، والجنرال باتريك كوميرت رئيس فريق المراقبين لتطبيق اتفاق السويد المتعلق بمدينة الحديدة ومينائها الحيوي.
وطالب هادي المبعوث الأممي بالإسراع في تنفيذ بنود "اتفاق السويد" وما يتعلق بوقف إطلاق النار وانسحاب الميليشيات الحوثية من الحديدة ومينائها والوفاء بتعهدات الأسرى والمعتقلين. كما طالبه بوضع النقاط على الحروف وإحاطة المجتمع الدولي والجميع بمكامن القصور ومن يضع العراقيل أمام خطوات السلام وفرص نجاحها، لافتاً في هذا الصدد إلى تعنت الانقلابين ومماطلتهم وعدم وفائهم على الدوام بتنفيذ أي عهد أو اتفاق من خلال مسيرتهم وتجاربهم السابقة.
وحث هادي وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية سبأ"، الجميع على تحديد الأولويات وإنجاح المهام وفقاً لخطواتها وآليتها الزمنية، "باعتبار أن تعثر وفشل اتفاق السويد يعد فشلاً للعملية برمتها، مؤكداً التزام الحكومة الشرعية باتفاق السويد. وشدد على التقيد والإسراع في تنفيذ بنود اتفاق السويد ومنها ما يتعلق بوقف إطلاق النار وخروقات ميليشيا الحوثي الانقلابية المتكررة في هذا الصدد والانسحاب من الحديدة ومينائها، والوفاء مجدداً بالتزام الحكومة الشرعية بمسارات السلام، وفقاً لمرجعياتها المحددة والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.
بدوره، استعرض الجنرال باتريك كوميرت خطواته العملية التي قام بها خلال الفترة الماضية وأوجه التحديات التي واجهها، متطلعاً إلى تجاوزها من خلال وصول عناصر المراقبين للإشراف على خطوات تنفيذ اتفاق استوكهولم.
وكان المبعوث الأممي اجتمع قبيل لقائه بالرئيس اليمني بممثلي الأحزاب السياسية اليمنية في الرياض، وجرى إطلاعهم على خطواته وجهوده لتطبيق اتفاق السويد المتعلق بالحديدة ومينائها.
وأوضح عدنان العديني رئيس الدائرة الإعلامية في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، أن الأحزاب السياسية عبرت عن استيائها من أداء الأمم المتحدة المتراخي مع جماعة الحوثي، مشيراً إلى أنه أداء يضر بالعملية السياسية وبعملية السلام التي نبحث عنها جميعاً، وقال: "هذه الطريقة لن تفضي إلى عملية سلام بل على العكس توفر مناخات جديدة للحرب".
ولفت العديني الذي شارك في الاجتماع في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" إلى أن الأحزاب السياسية طالبت المبعوث الأممي بأن يكون أداؤه أكثر وضوحاً وصرامة فيما يتعلق بالخروقات التي تمت في الحديدة، واستغربت موقف المبعوث إزاء هذه الخروقات الواضحة والتي وصلت لإطلاق النار على رئيس فريق المراقبين الجنرال باتريك كوميرت.
وبحسب العديني فإن الأحزاب أبلغت المبعوث أنه ليس وسيطاً وإنما يعبر عن الإرادة الدولية لتنفيذ قرارات واضحة. مبيناً أن المبعوث قال كلاماً غير مقنع حول استقالة كومارت التي أكدها لهم لكنه حاول أن ينفي أن الاستقالة تمثل رضوخاً لمطالب الانقلابيين، معللاً ذلك بالقول إن هناك خطة معدة مسبقاً وإن الغرض من وجود كومارت كان تأسيس الفريق ثم المغادرة.
وشدد رئيس الدائرة الإعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح على أن موقف الأحزاب كان قوياً وأن ما يجري في الحديدة يشير إلى أننا لن نتقدم في أي مشاورات سياسية قادمة، بسبب التعطيل الحوثي لتنفيذ الاتفاق رغم الفرص التي تمنح لهم مراراً وتكرارا.
بدوره، كشف مسؤول يمني آخر شارك في اجتماع المبعوث الأممي مع الأحزاب اليمنية أن غريفيث طلب منهم المطالبة بتغييره في حال كانوا لا يرغبون في بقائه، لافتاً إلى أن هذا الطلب يبين الحالة التي وصل إليها المبعوث الأممي وفشله في تطبيق أي من بنود الاتفاقات التي أبرمها مع الانقلابيين حتى الآن.
إلى ذلك، التقى محمد بن سعيد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، مارتن غريفيث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وذلك في الرياض أمس.
وأشار آل جابر إلى جهود السعودية ودول التحالف في دعم العمليات الإنسانية في اليمن، في ظل الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. وأطلع آل جابر المسؤول الأممي على خطط ومشروعات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن
قد يهمك ايضاً :
"الحوثيون" يضعون عراقيل أمام مهمة غريفيث في صنعاء لإنقاذ "اتفاق السويد"
"دعم الشرعية" يُعلن عن 20 خرقًا لاتفاق السويد من قبل الحوثيين
أرسل تعليقك