ليبيا لا تزال غارقة في الفوضى بعد مرور عام من الحرب الأهلية
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تسببت في موت المئات ونزوح الآلاف وتدمير البنيات التحتية

ليبيا لا تزال غارقة في الفوضى بعد مرور عام من الحرب الأهلية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ليبيا لا تزال غارقة في الفوضى بعد مرور عام من الحرب الأهلية

المشير خليفة حفتر
طرابلس ـ صوت الامارات

تحل غدًا ذكرى مرور سنة على انطلاق معركة العاصمة الليبية طرابلس، عاش فيها الليبيون حرب استنزاف قوية بين القوى المتنافسة على أبواب العاصمة. قتال مميت تسبب في موت مئات الأبرياء ونزوح الآلاف، وتوقف إنتاج النفط، وتدمير البنيات التحتية الأساسية. واليوم تضاف إلى هذا كله جائحة "كوفيد- 19"، ما يجعل معاناة الليبيين أضعافًا مضاعفة.يلخص المحلل جليل الحرشاوي من معهد "كلينغنديل" في لاهاي الوضع في ليبيا بقوله: "نحن ببساطة نشهد على إبادة أمة".في الرابع من أبريل (نيسان) 2019، أطلق المشير خليفة حفتر الذي اتخذ من شرق البلاد قاعدة له، ويستمد شرعيته من مجلس النواب المنتخب في 2014، هجومًا للسيطرة على طرابلس؛ حيث مقر حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها من الأمم المتحدة؛ لكن حفتر لم يتمكن من تحقيق هجوم خاطف، كما وعد في أعقاب تقدمه في جنوب ليبيا، وتحول القتال نتيجة لذلك إلى حرب مواقع على أبواب العاصمة الليبية التي يقطنها حوالي مليوني نسمة.

وعلى مدار الأشهر الـ12 الماضية، تفاقم النزاع مع التدخل المسلح الخارجي، إذ دعمت أطراف خارجية وروسيا المشير حفتر من جهة، بينما دعمت تركيا حكومة "الوفاق الوطني" من جهة أخرى. وفي أوائل مارس (آذار) الماضي قدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة استقالته، بعد فشل محاولاته لتهدئة الأوضاع في البلد النفطي، الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.وتعهدت الدول المعنية بالنزاع الليبي خلال مؤتمر برلين الذي عقد نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، بالتزام حظر الأسلحة على ليبيا، ودعم وقف إطلاق النار؛ لكن تلك الوعود لم تكن الأولى، وقد لا تكون الأخيرة التي يفشل المجتمع الدولي في تحقيقها، إذ سرعان ما نددت الأمم المتحدة بالتدفق المستمر للأسلحة والمرتزقة إلى البلاد.

وحسب عدد من المراقبين للشأن المحلي، فإن حكومة "الوفاق الوطني" لا تزال تتلقى حتى يومنا هذا تعزيزات بالأسلحة والمقاتلين من تركيا، بينما تتلقى القوات الموالية لحفتر مساعدات عسكرية، بما في ذلك طائرات من دون طيار، ومساعدات مالية، من أطراف خارجية. ولدى بدء هجومه على طرابلس، شن المشير حفتر حملة على حكومة "الوفاق" التي اتهمها بتلقي الدعم من جماعات إسلامية و"إجرامية" مسلحة، وهي اتهامات لقيت صدى خارج ليبيا.وفي هذا السياق يجمع محللون على أن حل الأزمة الليبية "يتطلب ممارسة ضغوط على الدول المتدخلة" في ليبيا.يقول ولفرام لاتشر، الباحث في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: "الدول الغربية ليست جاهزة. وما دام الأمر كذلك فإن فرص الحل السياسي غير متوفرة عمليًا".

في السياق ذاته، يقول الحرشاوي إن "عجز تحالف حفتر عن دخول طرابلس"، على الرغم من الدعم الخارجي ومئات المرتزقة الروس، أتاح الفرصة للحكومة التركية "لزيادة نفوذها في العاصمة الليبية".وتجسد التدخل التركي بتوقيع أنقرة اتفاقية عسكرية مع حكومة "الوفاق" لتزويدها بالأسلحة والمقاتلين؛ حيث أرسلت تركيا مئات المقاتلين السوريين الموالين لها إلى ليبيا. يضاف إلى ذلك دعم الجماعات المسلحة في غرب ليبيا، بما فيها الموجودة في مصراتة، والتي تريد "منع حفتر من الاستحواذ على السلطة"، بحسب تعبير لاتشر الذي يؤكد أنها "معركة وجود" بالنسبة لهذه الجماعات؛ لأنها تخشى من أن تُرتكب "جرائم حرب، وأن تتعرض لعقاب جماعي".ويلجأ مؤيدو حفتر إلى "سلاح النفط"، عبر إبقاء المواقع الرئيسية مغلقة. ونتيجة لذلك، توقف الإنتاج تقريبًا، ما حرم البلاد من مصدر دخلها الفعلي الوحيد. وفي مقابل ذلك، أعلنت حكومة "الوفاق" في الأيام الأخيرة عن هجوم مضاد، أطلقت عليه اسم "عاصفة السلام"، واشتد نتيجته القتال جنوب طرابلس وشرق مصراتة، على الرغم من الخطر الجديد المتمثل بفيروس "كورونا" المستجد، وهدنة كان قد اتفق عليها الطرفان.

وفي هذا الصدد يرى الحرشاوي أن مكافحة الجائحة "فاقمت التصعيد" عبر صرف انتباه المجتمع الدولي عن ليبيا.على المستوى الصحي، أعلنت حكومة "الوفاق" حتى الآن عن 10 إصابات بالفيروس، بينما يعيش أكثر من 150 ألف نازح بسبب القتال وضعًا "لا يطاق"، وقد يتفاقم في حال تفشي فيروس "كورونا" المستجد الذي لا يملكون أي وسيلة لمواجهته.تقول فاطمة خيري، الخمسينية النازحة إلى مدرسة في طرابلس، والتي تعاني من مرض السكري: "حالنا لا يعلم به إلا الله فقط. فلا يوجد طعام جيد، ولا أي مستلزمات نواجه بها أعباء الحياة... أواجه صعوبة بالغة في استخدام الحمام لأنه مشترك، وفي كثير من الأحيان لا يوجد حتى صابون، عدا عن شح المياه".كما يعاني الأمرَّين عشرات الآلاف من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبهذا الخصوص يقول بنيامين كوفي، وهو سباك من غانا وصل إلى ليبيا في 2013: "لم تكن حياتنا سهلة في طرابلس بسبب الحرب، ومع فيروس (كورونا) لم يعد بإمكاني العمل للحصول على المال وشراء الطعام".ومن جهتها، تقول الأمم المتحدة، إن "القتال، وتدابير الإغلاق بسبب الجائحة، تعيق وصول المساعدات الإنسانية، وحرية تنقل العاملين الطبيين والإنسانيين" في ليبيا.

قد يهمك ايضا:

تركيا تعزّز قواتها في إدلب وتقصف شرق الفرات وتسبّب أضرارًا

الحكومة اللبنانية تتفادى انفجارها من الداخل بسحب بند التعيينات

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا لا تزال غارقة في الفوضى بعد مرور عام من الحرب الأهلية ليبيا لا تزال غارقة في الفوضى بعد مرور عام من الحرب الأهلية



GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020

GMT 14:48 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"Mother of Pearl" ترفع شعار تقديم الملابس المسائية صديقة البيئة

GMT 06:14 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي كارداشيان تظهر بإطلالة جريئة باللون الأصفر النيون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates