أبوظبي- صوت الإمارات
رصدت غرفة العمليات في شرطة أبوظبي، عبر دراسة تحليلية إستنتاجية، خططًا إحترافية لسرقة عملاء البنوك، وفقًا لمدير إدارة العمليات في الإدارة العامة للعمليات المركزية، المقدم ناصر سليمان المسكري، الذي حذر بدوره عملاء البنوك من السرقات المباغتة، وموضحًا أن المال غير المحصّن يغري ضعاف النفوس، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على سلامتهم وأموالهم بإتباع الخطوات والإرشادات الشرطية التي تعزز حمايتهم من السرقات.
وأشار إلى أن العاملين والمشرفين على منصة كاميرات المراقبة الأمنية، لاحظوا أخيرًا، أحداثًا تسلسلية يتبعها سارقو عملاء البنوك في قنص ضحاياهم بشكل مفاجئ، والفرار بالمسروقات إلى جهات مجهولة، موضحًا أن أفراد العصابة يقومون بمراقبة الضحية قبل خروجه من البنك ولحين جلوسه في المركبة، ومن ثم يتم طرق النافذة على السائق والإدعاء بوجود عطب فني في الإطارات أو ما شابه، فيترجّل المجني عليه لمعاينة العطل الوهمي، ومن هنا تبدأ مهمة فرد آخر من العصابة بفتح الباب من الجهة الأخرى؛ وسرقة ظرف النقود أو الحقيبة الموضوعة داخل المركبة، والفرار جميعاً من المكان.
وحثّ المسكري على ضرورة الإستجابة الفورية لما ترصده الشرطة من أساليب إحتيالية والإحتراز منها، حفاظًا على السلامة العامة، وحفاظًا على أموالهم، مع ضرورة تعاون أفراد المجتمع مع جهود الشرطة لتوفير أفضل سبل الوقاية والحماية، وعدم التردد بالإبلاغ عن أي مواقف مريبة؛ قد يتعرضون إليها أثناء وجودهم في البنوك، أو في المواقع المتاخمة للبنوك وأجهزة الصراف الآلي، أو ملاحظة من يتعقبهم من ضعاف الأنفس، مشيرًا إلى أن الدراسة قدمت أمثلة على الطرق المتبعة في السرقة ومواصفات السارقين، وأوقات تكرار عمليات السرقة، وأساليب التخطيط وتوزيع المهام بين أفراد العصابة، وخطط الهروب، والوسائل المستخدمة للهروب.
وأوضح أن غرفة العمليات دأبت على دراسة وتحليل هذه النتائج في ضوء ما تلقته من بلاغات مؤخراً، وما تم استنتاجه وملاحظته عبر كاميرات المراقبة.
وأشار إلى أن أفراد العصابة - بحسب الدراسة-، عبارة عن مجموعة من الشباب، لا يقل عددهم عن 3 أشخاص، ملامحهم آسيوية، وتتراوح أعمارهم بين (25 و35 عامًا)، ويرتدون القميص والبنطال، منوهاً بأن معظم أوقات إستهداف وسرقة الضحايا تتراوح بين الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا والواحدة والنصف ظهرًا.
وأضاف: أظهرت الدراسة أن أفراد العصابة يوزعون المهام فيما بينهم بإسلوب تخطيطي منظم لتنفيذ عمليات السرقة، لافتًا إلى أن العصابة تتكون من (3) أركان: مخادع وسارق ومراقب، على أقل تقدير، فالمخادع هو من يطرق نافذة المركبة، والسارق يفتح باب المركبة ويسرق المال بعد ترجّل الضحية، أما المراقب فيقوم بالتحدث بالهاتف المتحرك ويراقب الأوضاع عن بعد، كما أنهم يسيرون بإتجاه واحد، متجهين إلى أقرب مدخل مؤدي إلى خلف البنايات، كي لا تتعقب تحركاتهم كاميرات المراقبة الأمنية، غير مستخدمين آية وسيلة في تنقلاتهم، وأحيانًا يتم إستخدام الدراجة الهوائية للإقتراب من البنوك ورصد الضحايا دون إستخدامها في الهروب، وتوقعت الدراسة التحليلية الاستنتاجية، وفقًا لمدير إدارة العمليات في شرطة أبوظبي، وجود تنسيق مشترك بين العصابة، وأشخاص آخرين منتشرين داخل المصارف المستهدفة.
وقال إنه في سرقة سابقة، تواجد أفراد العصابة أمام أحد البنوك على شارع الكورنيش، وإذ بهم يسيرون فجأة سيرًا على الأقدام وصولاً إلى بنك آخر في شارع حمدان، الأمر الذي أظهر تلقيهم معلومة هاتفية بوجود عميل يحمل نقودًا مصرفية، وأن هناك خططًا إستباقية وإحترافية لإستهداف ضحايا عملاء البنوك.
ولتفادي الوقوع ضحية لعمليات سرقة عملاء البنوك، جدد المسكري الدعوة إلى الإلتزام بالإرشادات الشرطية التي تحثّ على ضرورة التأكّد من وضع النقود بشكل آمن أثناء وجودهم داخل البنك، وعدم القيام بذلك أثناء وجودهم في الخارج، خشية أن تقع عليها أعين الغرباء وسارقي عملاء البنوك الذين يتربصون بهم، وقد لا يترددون في الاعتداء عليهم أو سلبهم الأموال بأية وسيلة.
ونوه إلى ضرورة نقل المال بحرص شديد دون أن يغفل عنها عميل البنك لحظة وضعها إلى حين وضعها في مكان آمن، كما يجب عدم ترك النقود داخل السيارة عند توقفك في الأماكن العامة، وعدم التردّد في الإبلاغ عن أي شخص أو سيارة لديك شكوك بأنها تتعقبك، وذلك بالاتصال على غرفة العمليات (999). وفي حال كان ساحب المال العميل، إمرأة أو مسنًا، يُنصح بألا يُترك بمفرده عند سحب نقود كثيرة أو التنقل بها، لإتمام العملية بأمن وسلامة.
وكانت إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، أطلقت بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني؛ في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية سابقًا، حملتين إعلاميتين لحماية عملاء البنوك؛ حذرتهم من الأساليب الإحتيالية في السرقات المباغتة، فضلاً عن قيام شرطة أبوظبي بنشر أخبار متكررة عن ضبطيات مماثلة، ودور العيون الساهرة في التصدي لها، وتوعية الجمهور بالأساليب الاحتياطية والإرشادية الآمنة الواجب اتباعها عند سحب ونقل المبالغ المالية؛ وسبل تحصينها ضد السرقات.
أرسل تعليقك