خبراء يحذرون من زيف الإسلام السياسي ومخاطره على أمن الدول
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

في ندوة مركز الدراسات عن الفكر المستنير لمواجهة التطرف

خبراء يحذرون من زيف "الإسلام السياسي" ومخاطره على أمن الدول

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خبراء يحذرون من زيف "الإسلام السياسي" ومخاطره على أمن الدول

مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
أبوظبي - صوت الإمارات

ناقشت الندوة العلمية التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان " السراب : الفكر المستنير في مواجهة التطرف"  قضية الإسلام السياسي والقوى والجماعات التي تمثله، من حيث توجُّهاتها، وأساليب عملها، ومواقفها، وتجاربها في الحكم وخارجه وجوانب الخطر الذي تمثله على أمن الدول والمجتمعات التي توجد فيها واستقرارها ووحدتها، وعلى الأمن العالميِّ بشكل عام، وحذر المحاضرون من خرافة الإسلام السياسي ومخاطره.

وتناولت الندوة، التي أدارها الدكتور عبدالله الشيبة، الكثير من المحاور المهمَّة التي تعالج أبعادا مختلفة لظاهرة الإسلام السياسي والجماعات الدينية السياسية، من خلال قراءة متعمِّقة في كتاب " السراب".

وأكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي، أنه في ظل التغيُّرات والصراعات وأحداث العنف والتطرف التي تشهدُها منطقتنا وأرجاء عديدة من العالم، تظهر أهم التحديات خلال المرحلة الحاليَّة في ظاهرة الإسلام السياسي، وما يرتبط بها من أفكار وأطروحات وجماعات وتيارات تتباين من حيث الأساليب والآليات والأولويات والهياكل التنظيمية، ولكنها تتفق حول المرامي والأهداف؛ لأنها تستقي من مَعِين واحد، وتشترك كلُّها في استغلال الدين الإسلاميِّ الحنيف لتحقيق أهداف سياسية، والتأويل المشوَّه لنصوص الشريعة السمحة لتبرير الممارسات الدمويَّة ومحاولات هدم المؤسسات والأوطان، وتأجيج الصراعات بين أصحاب الطوائف والمذاهب والأديان، إضافةً إلى رفع شعارات دينية زائفة للتأثير في مشاعر العامَّة وخداعهم؛ استغلالا لما للدين من موقع محوريٍّ في عقول الشعوب العربية والإسلامية وقلوبها.

وأضاف السويدي " ما دفعني إلى تأليف كتاب "السراب" ثلاثة اعتبارات رئيسية أولها السعيُ إلى الكشف عن حقيقة الجماعات الدينية السياسية وخطورة أفكارها؛ لأنها برغم الفشل الذي لحق بها، سواءٌ في صفوف المعارضة، أو مواقع السلطة في دول عديدة، فإنها لاتزال تمضي في طريق الخداع وتسويق السراب والوهم، وتقديم نفسها على أنها " الحلُّ " على الرَّغم من أنها المشكلة الكبرى التي تواجه المجتمعات التي توجد فيها، والخطر الأشدُّ على أمنها ووحدتها واستقرارها.

وأما الاعتبارُ الثاني فهو إيماني الراسخ بأن أحد أهمِّ أسئلة النهضة التي لاتزال معلَّقةً في منطقتنا العربية هو سؤال العلاقة بين الدين والسياسة، وهو السؤال نفسه الذي طرحته أوروبا على نفسها منذ قرون، ومثلت الإجابة عنه البداية الحقيقية لنهضتها وطيِّ عصور الظلام والتخلُّف التي راهنت عليها لسنوات طويلة؛ ولذلك فإن الفصل بين الدين والسياسة هو أحد الشروط الأساسية لتحقيق نهضة حضارية حقيقية في عالمينا العربيِّ والإسلاميِّ، وحان الوقت لتناول هذه القضية بشجاعة من دون مواربة؛ حيث خسرنا الكثير في المنطقة العربية بسبب اقترابنا الحذر والقلق من هذا الموضوع خلال السنوات الماضية، على الرَّغم من طرح كثير من رواد التنوير العرب له منذ القرن التاسع عشر.

وأشار إلى أن الاعتبار الثالث، الذي وقف وراء تأليف كتاب " السراب"، هو أن خطر الإسلام السياسيِّ والجماعات المرتبطة به لا يهدِّد وحدة العديد من المجتمعات العربية والإسلامية وأمنها واستقرارها فقط، وإنما يشوِّه صورة الإسلام نفسه، ويقدِّم خدمة مجانية إلى أعدائه المتربِّصين به، الذين يريدون إلصاق تهم الإرهاب والتعصُّب والتخلف به، وهو بريءٌ من هذه التهم، بل إنه دين العلم والعقل والمنطق والتسامح والحوار وقبول الآخر، وهذه هي القيم السامية التي حققت الحضارة الإسلامية في ظلِّها أمجادها العلمية والسياسية والعسكرية كافةً لقرون طويلة.

وأوضح " عملت في كتاب "السراب" على تأكيد أمور أساسية عدَّة أهمُّها أن الجماعات الدينية السياسية لا تعبِّر عن الإسلام، وإنما هي انحراف عن تعاليمه السمحة، وتهدِّد المسلمين أكثر من غيرهم، وأن هذه الجماعات قدمت الوهم والسراب إلى الشعوب في الماضي، ولاتزال تقدِّمه وتصر عليه؛ ولذلك وجبت المواجهة الفكرية الحاسمة لها، وهي المواجهة التي لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية أو العسكرية.

وتناول فضيلة الشيخ وسيم يوسف، خطيب وإمام جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، في ورقته " إشكاليات الجماعات الإسلامية والسياسة"، موضِّحا أن "للسياسة تاريخا عريقا منذ ما قبل الإسلام، إلا أن الإسلام جاء لينظِّم القواعد السياسية والأخلاقية والعسكرية بين الخَلْق، وجعل منظومة السياسة تقوم على أسس الحق والعدل، سواء كان المحكوم من أهل الإسلام، أو من غيره من الملل؛ لهذا كان لابدَّ أن يكون لكل مسلم مرجعية في السياسة الشرعية؛ ولأن الناس عزفت عن تعلّم دينها، حيث جهلت هذه السياسة الشرعية، واتجهت إلى العبادات الفقهية فقط؛ فأصبحت تحرص على الوضوء والصلاة والصيام والقيام، ونسيت أمور السياسة الشرعية التي ارتضاها الله عز وجلّ في دينه كما ارتضى أمور العبادات".

وأضاف " بهذا الجهل ظهرت الجماعات الإسلامية التي دخلت في السياسة، سواء كان ذلك بجهالة منها، أو بتحريف لأصول الدين، وانطلى ذلك على عامَّة المسلمين؛ بسبب جهلهم بأمور السياسة الشرعية، فظهر لنا من يستغلُّ الدين لتحقيق مصالح سياسية، ومن هؤلاء تنظيم "داعش"، وجماعة " الإخوان المسلمين"، و" حزب الله" اللبناني، كما أن هؤلاء جميعا أدخلوا السياسة في دينهم بعيدا عن منهج النبوة، وفي ورقته ركّز يوسف على " داعش" وسياسته، كما أفاض في الحديث عمَّا سمّاه " الإخوان المسلمون وسياسة الحرباء".

وأما الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية والعلوم الدكتور عبدالحق عزوزي،  فتحدث في ورقته التي جاءت بعنوان " مستقبل التيارات السياسية الدينية: نظرة استشرافية انطلاقاً من خلاصات كتاب السراب"، عن أهمية الدراسات الاستشرافية والمستقبلية التي تعد أداة مهمة في التخطيط ووضع البدائل والسيناريوهات؛ من أجل الوصول إلى رؤية أوضح للمسارات المستقبلية، وركز على موضوع التيارات السياسية الدينية، بناءً على النتائج التي وصل إليها كتاب "السراب" مطبِّقاً عليها تقنية السيناريوهات، وهي التقنية التي تدخل ضمن إطار الأدوات المنهجية الأكثر تداولاً في الدراسات المستقبلية.

ولفت عزوزي إن الفكرة المحورية للسيناريو هي طريقة تحليلية احتمالية تمكِّن من تتبُّع المسار العام لتطور الأحداث والظواهر، انطلاقا من وضعها وحالتها الراهنة، وصولاً إلى رصد سلسلة من التوقعات المستقبليَّة لها، ومن ثم يمكن القول إن السيناريو هو عبارة عن لعبة فرضيات تمكِّن من فهم التحولات البنيوية التي قد يتخذها تطور نسق معين.

وتناول الكاتب المصري المتخصِّص بعلم الاجتماع السياسي، الدكتور عمار علي حسن، الذي جاءت مشاركته تحت عنوان " سرابهم وماؤنا: كيف نصنع تنويرا يحاصر التطرف ؟ "، والتي خلص فيها إلى أن تحديث المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً ركيزة أساسية في النهضة وبناء التنوير وإشاعته، حيث أكد أن التطرف الديني والإرهاب ينموان، في الغالب الأعمِّ، إن وجدا بيئة اجتماعية مظلمة، بكل ما يعنيه الإظلام من معانٍ تنصرف إلى الفاقة والجهل والعزلة وضيق الانتماء وانحرافه بفعل التعصُّب الأعمى تارة، والاستهانة بكل فكرة وكل جماعة بشرية أو نزعة إنسانية خارج تحكمات التنظيم المتطرف وتعاليمه تارة أخرى.

كما ينمو التطرف مع الشعور الدفين بالنقص والمهانة، سواء كان ذلك حقيقة أو زيفاً، وكذلك وجود هُوَّة واسعة بين الحكام والمحكومين، وظهور علامات لفشل الدولة أو ارتخائها.

وحضر الندوة  نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي،الفريق ضاحي خلفان،والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، ورئيس مجلس إدارة شركة الخليج للصناعات الدوائية، الشيخ فيصل بن صقر القاسمي، وعدد من الدبلوماسيين والباحثين والمفكرين والصحافيين.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يحذرون من زيف الإسلام السياسي ومخاطره على أمن الدول خبراء يحذرون من زيف الإسلام السياسي ومخاطره على أمن الدول



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates