تجري شرطة مكافحة التطرف البريطانية إجراءات مكثفة ضمن التحقيق في مقتل أحد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، الشيخ السوري عبدالهادي أرواني في أحد شوارع لندن.
وتم العثور على أرواني، 48 عامًا، مقتولاً في وضح النهار داخل سيارته الفولكس فاجن باسات السوداء، في أحد شوارع ويمبلي، الثلاثاء الماضي، وأظهر تشريح الجثة أن الرجل توفي بسبب طلقات نارية، وتم تكليف شرطة مكافحة التطرف بالتحقيق في مقتله.
وأكدت شرطة سكوتلانديارد لمكافحة التطرف أن للتحقيق أبعاد دولية محتملة، وأصر الضباط على أنّ العقل المفتوح، أحد الدوافع التي يمكن أن تكون خطوة تؤكد أنّ مقتل أرواني جاء بناءً على أوامر الأسد.
وأخيرًا شكرت عائلة أرواني المجتمع المحلي للتدقيق والتحقيق في مقتله في هذا الوقت الصعب للغاية، بينما رفضت في السابق الاعتراف بأنه كان مستهدفًا بسبب انتقاداته الأسد؛ ولكنها اعترفت الآن بأنها أصيبت بالدهشة بشأن أسباب اغتياله.
وهاجم أرواني الرئيس الأسد خلال عدد من الخطابات والمؤتمرات، وبيّن حمزة مالك (19 عامًا)، كان يصلي في مسجد أكتون، حيث كان أرواني إمامًا سابقًا: أنا أعرف أنه من منتقدي الرئيس السوري وربما لذلك تم اغتياله، في رأيي ما أدى إلى اغتياله الانتقادات الكثيرة للرئيس.
وأضاف الدكتور خالد قمرالدين، الذي أعطى أرواني أول وظيفة له قبل 15 عامًا: "هذا القتل من طرف الدولة، الأسد يقف خلف العملية، ما يصدمني أنهم أطلقوا النار عليه وسط لندن وفي وضح النهار، ليس لديهم أي احترام، غادر أرواني سورية العام 1982 بعد أن ذبح والد بشار الأسد 40 ألف شخص من بينهم شقيقيه واقاربه؛ ولكنه عاد إلى سورية عشرات المرات على مدى الأعوم الأخيرة، ذهب إلى سورية لتثقيف المقاتلين في شأن معاملة أسرى الحرب، فضلًا عن حقوق الإنسان، وتم استجوابه من طرف أجهزة الأمن ثم سمحوا له بالذهاب".
كان السيد أرواني، أحد الدعاة في مركز الجالية "نور" غرب لندن، ولكنه اضطر إلى الرحيل بسبب الخلافات مع بعض الشيوخ.
وأجرى ضابط التفتيش بحثًا معمقًا في المركز، أخيرًا، بعد ظهور رجل أعمال في المحكمة متهمًا بقتل الشيخ أرواني، وأوقف رجلًا آخرًا على خلفية وفاته أيضًا.
وقد زارت قوات الشرطة منزل بورنيل ميتشل، 61 عامًا، وهو مدير مركز "نور" والشركة التي تمتلك موقع المبنى، حيث كان يعمل أرواني، وطوقت المنزل وبدأت في التفتيش.
وأضاف الجيران أن ميتشل، الذي يعرف باسم بيرني أو خالد، كان من أصل جامايكي ومنذ عدة سنوات اعتنق الإسلام.
وكشفت شرطة العاصمة، الأربعاء الماضي، عن توقيف رجل يبلغ من العمر 61 عامًا للاشتباه في التآمر لارتكاب جريمة قتل، بعدما ظهر ليزي كوبر، 26 عامًا، في محكمة الصلح.
وظهر كوبر في المحكمة، الأربعاء الماضي، وهور رجل أعمال جامايكي، وقد تم توقيفه بينما كانت زوجته وأولاده في حفل شواء مع أحد الجيران في برنت، شمال غرب لندن.
وتم حبس كوبر من قبل القاضي تمهيدًا لظهوره في محكمة أولد بيلي، هذا الأسبوع.
ويعتقد أن هذه الحملة الأمنية هي أول عملية لمكافحة التطرف في أحد المساجد منذ العام 2003، وأصرت الشرطة على أخذ هذه الخطوات لتجنب تأجج التوترات في المجتمع.
وذكر المتحدث باسم الشرطة: التحقيقات ربما يكون لها أبعاد دولية وشبكة اتصالات قائمة خارج الوحدة، وتبعًا لجزء من التحقيق الجاري نفذ الضباط عددًا من عمليات البحث في عدد من العناوين في لندن، بما في ذلك مناطق داخل مركز نور للثقافة والمجتمع غرب العاصمة، كل الضباط ذهبوا إلى المسجد للبحث عن الدلائل والجاني؛ لأنهم يعرفون أن هذا العمل سيسبب قلقًا في المجتمع المحلي، وقد كنا على اتصال موثق مع المستشارين المسلمين لطمأنتهم على أن هذا العمل ضروري وأن المبنى سيعاد افتتاحه في أقرب وقت ممكن".
أرسل تعليقك