كشف نائب الرئيس التنفيذي لشركة «نيسان» العالمية للسيارات، دانييل سكيلاتشي، أن إستراتيجية الشركة بشأن التنقل الذكي تتركز في ثلاثة محاور، هي القيادة الأوتوماتيكية، والقيادة الذكية "التحكم الذاتي"، والذكاء المدمج الذي يدمج ويؤلف ما بين سائقي السيارات بعضهم بعضًا والمجتمع بشكل عام، مشيراًا إلى أن الشركة تعمل حالياً على مشروع الربط بين العقل البشري والمركبة.
وقال سكيلاتشي، إن البنية التحتية في العالم تمثل نقطة رئيسية، في الوقت الذي يزداد نطاق سيارة التحكم الذاتي بمرور الوقت، موضحًا وجود رغبة في بنية تحتية مختلفة، وقال «لذلك هذه هي نقطة مهمة جدًا، حيث إننا نأخذ الموضوع بالتدريج ونتحدث مع السلطات المحلية للتعاون في تجهيز المدن بنقاط أو مراكز شحن السيارات».
وكشف سكيلاتشي عن ما إذا كانت الآلة ستتفوق على الإنسان في الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى رأيه بشأن سوق الشرق الأوسط، واستعدادها لتقبل وسائل النقل الذكية، قائلًا "من الواضح أن تقنية التنقل الذكي "القيادة الآلية للسيارة" لدى «نيسان» هي ما يشغل تفكيرنا ووجداننا من الآن وصاعدًا. إنها إستراتيجيتنا ورؤيتنا كي نتيح للأفراد حياة أفضل عن طريق سهولة التنقل، فعندما تدرك ماهية التنقل الذكي "القيادة الآلية أو الذاتية" لدى «نيسان»، عندها ستفهم التعليمات وكل ما يخص هذا المشروع برمته، وما إلى ذلك. وبالتالي، فكل ما نقوم بتطويره في «نيسان» حاليًا متبلور حول إستراتيجية التنقل الذكي، وكما يعلم الجميع تقريبًا، فإن هذه الإستراتيجية تعتمد على ثلاثة محاور أو أعمدة، في تقنية القيادة الذكية، كل شيء متعلق بالقيادة الأوتوماتيكية، وبالتالي فإن المحور الأول، القيادة الأوتوماتيكية، التي بدورها تعتمد على القيادة الذكية، حيث تهدف إلى جعل حياة العميل مفعمة بمزيد من الثقة".
وأضاف سكيلاتشي "المحور الثاني ألا وهو القيادة الذكية "التحكم الذاتي"، عامل مهم من حيث إنها تجعل تجربة القيادة لدى العميل أكثر إثارة ومتعة، والثالث وهو الذكاء المدمج والذي يدمج ويؤلف ما بين سائقي السيارات بعضهم بعضًا، بالإضافة إلى المجتمع بشكل عام، على حد سواء، كما هو الحال عندما نستقل حافلة إلى المنزل أو نستقلها إلى أي مكان آخر، وما إلى ذلك. وبالتالي، فإن كل ما نفعله في شركة «نيسان» الآن ومع كل التطورات التي نبتكرها لتحسين المنتج، دائمًا ما نسأل أنفسنا سؤالًا: هل هذا المنتج لديه مقومات فاعلة؟ إذا كانت الإجابة..
لا!، حتى لو كان المنتج يتمتع بفخامة التصميم، وما يتعلق بذلك من مميزات، إلا أننا نتوقف برهة ونقول: ربما ما زال ينقصه شيء ما! وهذا بالفعل ما أريد أن أقوله، إن هذا هو جوهر الرؤية التي تقوم عليها شركتنا اليوم. وبشأن ما نفعله حيال ذلك، فنحن بالطبع نحاول أن نطور هذا المنتج طبقًا لهذه الرؤية، كما أننا نسعى إلى تطوير أعمالنا التجارية التي تعتمد على التنقل والقيادة الآلية "الأوتوماتيكية". وبالتالي، أعتقد أننا جميعًا نبذل قصارى جهدنا على مدار الأعوام الأربعة الماضية؛ سعيًا إلى إحداث تغيير كبير يفوق ما حققناه في الثلاثين عامًا السابقة".
وأوضح سكيلاتشي "فإذا ذهبت إلى صالات عرض سيارات نيسان اليوم، سترى الكثير من المنتجات المنطبق عليها تقنية الذكاء الاصطناعي، كما أن هناك عروض واقعية وما إلى ذلك، وأظن أنه حقًا شيء مدهش. وتماشيًا مع هذه الرؤية، أطلقنا مركبة "طرازًا" جديدة وتم عرضها في اليابان، وسيتم الكشف عنها وعرضها بعد أيام قليلة في أوروبا وخلال هذا الشهر أيضًا في الولايات المتحدة. لكن عندما نفكر في هذا التطوير بنظرة أبعد من ذلك فيمكن ملاحظة ما يتم عرضه على شاشة البيانات في لوحة القيادة، أو ما نسميه نحن مفهوم النظر الأقصى "العين الثاقبة"، فهو يمثل انطلاقة «نيسان»، حيث إنه يعطيك فكرة عما سيكون عليه المستقبل، كما يمكنني القول إنه سيمنحك صورة حقًا جيدة".
وأردف سكيلاتشي "من هذا المنطلق، قررنا التعاون مع جامعة روزان التقنية، حيث يمكننا أن نعمل معًا، إننا مستعدون للتوسع لتوطيد العلاقة ما بين السائق والسيارة، بهذا المنطق ابتكرنا هذا المشروع المستنير «الربط بين العقل البشري والمركبة» الذي ما زال في مراحل البحث وقيد التطوير، إنه حقًا أمر مثير، فإذا فهمت ما نعنيه بالتنقل الذكي "التحكم الذاتي في المركبة" الذي من خلاله نسعى إلى تحقيق المثالية الخاصة بالخبرة بين السائق والسيارة بالطريقة التي تقوم فيها الإشعارات والتصاميم بمساعدة السائق بالتمتع بقيادة على نحو أفضل".
وأشار سكيلاتشي "أننا لو قمنا بضبط وقت وتقنية حركة العجلات على سبيل المثال، فإن ذلك سيساعد السائق أثناء الانحدار في أن يتحرك يميناً ويساراً كما يشاء على نحو صحيح، كما يمكننا إعداد ذلك للسائق كي نمكّنه أن ينحدر، على سبيل المثال، إلى الجانب الأيمن بطريقة أكثر سلاسة ويسرًا. وهذا حقًا أمر مدهش يتعلق بالميكنة الذكية للقيادة، ويقربنا كذلك إلى المثالية".
وأضاف سكيلاتشي "إنني لا أعتقد ذلك. بالطبع الآلة تساعد الإنسان بصورة كبيرة وتساهم في زيادة خبراته. بالنسبة للسيارات، التقنية موضوع أساسي، حيث نسعى دائمًا لتطوير الأدوات والوسائل التي تخلق بيئة مريحة للقيادة من أجل السائق، وبالتالي لكي نضمن لك الحصول على مزيد من الراحة والآمان وما إلى ذلك، عن طريق هذه الأدوات الآلية. هذا هو مفهوم «نيسان» عن "القيادة الآلية" التنقل الذكي، فلقد أطلقنا واحدة في اليابان، حيث أطلقنا سيارة فارهة، وفي أستراليا أيضًا. كما نشرنا استطلاع رأي كي يشاركنا العملاء آراءهم عن الكمال والرفاهية، وطرحنا سؤالًا عالميًا حول تطلعات عملائنا عن ماهية السيارة؛ فهناك الكثير من العملاء أو المستهلكين يمبدون إعجابهم بفكرة أن يتولوا مسؤولية التحكم في سياراتهم عن طريق "القائد الآلي"، كأنهم يستقلون تاكسي، أو مترو أو سيارة لمدة نصف ساعة أو حتى ساعة كاملة، فالغالبية يفضلون دائمًا أن يتحكموا في سياراتهم، لكن ليس طوال الوقت؛ لذلك أكد معظم العملاء أيضًا أن رغبتهم، عندما نشتري سيارة فإننا نريد قيادتها بأنفسنا! أريد حقًا أن أقول إن السيارات أصبحت أذكى عن ذي قبل، وهذا يعد سبيلًا للمستهلكين والعملاء أن يحققوا طموحاتهم وأهدافهم المرجوة".
وبشأن مخاطر أو مشاكل القيادة الآلية، وهل من السهل على السائقين تقبل تقنية حديثة مثل القيادة الآلية دون التخوف من المخاطر المحتملة لذلك، أكد سكيلاتشي "عندما جربت للمرة الأولى سيارة ذات علبة التروس الأوتوماتيكية في أوروبا، في تلك اللحظة ومن الوهلة الأولى سألت نفسي باستغراب: ما هذا؟! لكن بعد نصف ساعة، اكتشفت أنها ليست سيئة للغاية، وبعد يومين من قيادة السيارة، رحّبت وأعجبت بهذه التقنية تمامًا. وأصبحت أطلب قيادة السيارة ذات علبة التروس الآلية".
ويري سكيلاتشي "أن البنية التحتية تمثل نقطة رئيسية، نطاق سيارة التحكم الذاتي يزداد بمرور الوقت. عندما تبدأ بـ400 كيلومتر من مجموعة التحكم الذاتي، عندها تقل ضرورة مضاعفة عدد السيارات وغالبًا ما تقل، لكن على أي حال نريد أن نرى بنية تحتية مختلفة؛ لذلك هذه نقطة مهمة جدًا، حيث إننا نأخذ الموضوع بالتدريج، ونتحدث حقًا مع السلطات المحلية للتعاون في تجهيز المدن بنقاط أو مراكز شحن السيارات. ولدينا خبرات جيدة سابقًا في هذا الصدد، بالتعاون بين السلطات المحلية وصناع السيارات. لدينا مثال واضح على ذلك في تايلاند، حيث تجد اهتمامًا إيجابيًا كبيرًا من السلطات هناك بهذا النوع من التقنية الحديثة، وبالتالي هم متحمسون لتنفيذ عدد كبير من الأماكن المخصصة لشحن السيارات داخل المدينة، وهذا التوجه يساعدنا كثيرًا في زيادة العدد داخل هذه الدولة بسبب وجود بنية تحتية مساعدة لذلك، والتي جاءت من قناعة تلك المدن بهذا النوع من التكنولوجيا".
وفيما يتعلق بخطط منطقة الشرق الأوسط، لفت سكيلاتشي "أن منطقة الشرق الأوسط تشغل تفكيرنا، فقد شاركنا في «معرض دبي للسيارات» منذ أشهر قليلة، وعرضنا سيارة ليف وردة الفعل عليها كانت إيجابية جدًا. وفريق عملنا هنا في دبي يعمل باجتهاد من أجل التواصل مع السلطات المحلية والتباحث باستمرار حول تطوير التعاون المشترك، والحقيقة أشعر بأن لدى السلطات هناك في دبي عقلًا مفتوحًا وأفكارًا جيدة، ونحن نريد فتح حوار لزيادة نقاط الشحن الكهربائية في المدينة".
وتابع سكيلاتشي "لقد زرت دبي أكثر من مرة في مهام عمل لـ«نيسان»، ولم ألحظ فارقًا كبيرًا في استخدام السيارات ذاتية التحكم، بينها وبين مناطق أخرى في العالم، سواء في أميركا أو أوروبا. بل أعتقد أن قبول التكنولوجيا وحالة البنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط لديها أفضل وأكثر جودة من دول أوروبية كثيرة، ومثال على ذلك مدينة دبي، دعني أقول لك إن إستراتيجيتنا لإطلاق السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط بشكل عام وبخاصة في دبي تسير بشكل جيد جدًا بلا شك".
وأبرز سكيلاتشي "أنا لا أرى ذلك على الإطلاق... المستقبل والتوقعات للتكنولوجيا الهجينة وللطاقة الإلكترونية مبشّر جدًا، وأؤكد لك أن التكنولوجيا الهجينة جيدة جدًا. إنها ناجحة للغاية في اليابان، ونتوقع نموًا متسارعًا لها في السوق، ولدينا أيضًا السوق الصينية الكبيرة، التي تعد واعدة في استخدام السيارات الإلكترونية. نتحرك في هذا الاتجاه، ونتوقع أن نجني الثمار على المديين المتوسط والبعيد بشكل ضخم، لا شك في ذلك".
أرسل تعليقك