روما - ليليان ضاهر
أصبحت الكثير من العلامات التجارية الايطالية المشهورة بصناعة الأزياء تتَجه نحو الديكور المنزلي مثل أرماني وفيرساتشي وبلغاري وفيرغامو وميسوني، ومن غير المستغرب أن تلحق بهم "فندي" وتحذو حذوهم. وشهدت هذه الشركة النور في عام 1925 بوصفها علامة تجارية للفراء والمنتجات الجلدية وبعد مرور أربعة عقود قامت بتوظيف المبدع لها كارل لاغرفيلد الذي شغل هذا المنصب لأكثر من نصف قرن، مع محاولة لتصبح علامة متعددة الخدمات.
واستطاعت فندي أن تُنشئ في عام 1989 خط الأثاث والاكسسوارت الخاص بها (فندي كاسا) والتي تحتاج الاعادة عرض سلعها، وانتهت مؤخرا من تحويل واحدة من المعالم الحديثة الأشهر في روما وهي قصر ديلا سفيليات اتلايا ليصبح مقر فندي العالمي الجديد على يد المصمم المعماري الايطالي ماركو كوستنازي المشهور بتصميمه للمساكن الخاصة والمحلات الفاخرة لأمثال الي صعب وفالكسترا.
وتقع أجنحة "فندي" الخاصة على الطابق الثالث من قصرها الجديد على بعد خمس دقائق سيرا على الاقدام من الخطوات الاسبانية على طول طريق موندوتي و10 دقائق عن نافورة تريفي، والذي يضم أيضا متجرها الرئيسي والذي افتتحت أبوابه لأول مرة قبل 12 عاما، ويوحي مدخل الجناح الخاص وكأنه بيت حقيقي لفندي في وسط المدينة. ويتسم القصر بتصميم النهضة الجديدة لأوائل القرن الـ 20، وكان قصرا سابقا لأسرة بونكوماني، الذين ينتمون الى البابا غريغوري الـ 13، وسواء كان الانسان من هواة جمع حقائب فندي أم لا أو كان من معجبي فرائه ومعاطفه المميزة أم لا فانه بالتأكيد سينبهر بأجنحة فندي الخاصة.
ويأتي مدخل الجناح منها قريبًا من فيا ديلا فونتانيلا في دي بورغس والذي يبدو وكأنه باب مبني سكني ذكي، استطاع أن يخلق كوستنازي داخل سبع غرف للضيوف والعديد من الصالات في تحدي حقيقي في مثل هذا المبني التاريخي، ويشير "لم يكن من السهل العثور على قطع من خشب البلوط المستقيم، وكان هناك الكثير من الطبقات التي اكتشفناها أثناء عملية الهدم، منها الميزات الأصلية وبقايا من الماضي، ولم تكن فكرتنا انشاء شيء معاصر ولكن المزج بين الماضي والحاضر والمستقبل".
ووجد ماركو الجواب في الرخام، فعكست هذه المادة التراث المعماري في روما، الذي يشير أيضا الى قصر ديلا سفيتا ايطاليا، فيما صنع مكتب الاستقبال من قطع نظيفة متجانسة من ثلاث أشكال من الحجر، وكانت الألوان غنية بالخمري والأبيض والأخضر المستوحى من الغابات بطريقة متجانسة ولا تدل على أنها اختيار عشوائي. وأضاف ماركو، "استخدمنا أربع أنواع من الرخام في المكان، وهو البني والأبيض والأخضر الموجودة في البانثيون، للرجوع الى روما وتاريخها، فيما اللون الأحمر كان مسيطرا على البناء قبل اعادة تصميمه وهو ما اكتشفناه أثناء اعادة البناء، وهناك ايضا الحجر الجيري الموجود في كل مكان في روما، واستطعنا أن نخلق جمالية حديثة من خلال قص الرخام بطريقة نظيفة ونقية بخطوط هندسية مستقيمة بدل الطريقة الكلاسيكية النحتية القديمة".
وشهد أكثر التصميمات الدراماتيكية في الحمامات والتي سيطر عليها الحجر الخمري مع الرخام الأسود الغائر وأحواض الاستحمام باللون الكريمي، أو اللون الأحمر العميق، وعكس الجناح أيضا الجمالية السائدة في منتصف القرن الـ 20 مع البلوط والمطاط والدانتيل والشاشات الزجاجية والمرايا القديمة. وأثثت الاجنحة بأرائك من تصميم فندي كاسا وكراسي وسرر ومصابيح مصممة خصصا من الجلد، بطريقة تعكس الكلاسيكية الحديثة والمعاصرة، الى جانب تصاميم أخرى مثل كراسي هانز ونجر وأريكة فلاديمير كاغان، واريكة كامبانا سبريا، وطاولات نارود أبيكس.
وتميز عمل فندي الفريد بالتعاون مع مصممين مختلفين على مر الأعوام، مثل مشروع الرسومات كرافتيكا عام 2012 بالتعاون مع فورمافانتاسما، والتي اشترتها أشهر المعارض مثل تينا رودر التي اشترتها لمعرض فومي، وتذكر االمفروشات في الجناح بزخارف فندي الواضحة التأثير. وسيقدم الفطور في الجناح مطعم سينامبني بيسترو وهناك خطط للتعاون مع سلسلة المطاعم اليابانية الراقية زوما التي أسسها رينيه بيكر في نايتسبريدج في لندن وأصبح لها العديد من الفروع في أبو ظبي وبانكوك ودبي وهونج كونج واسطنبول وميامي ونيويورك، وستفتتح لها مطعما في الطابق الخامس من مبنى فندي في اذار/مارس.
وأكد الرئيس التنفيذي لفندي بيتر بيكاري "في البداية سيقتصر دخولنا لعالم الضيافة في روما، وسنرى كيف ستسير الأمور فيما بعد، فهي أفضل مكان يعكس فهمنا الدقيق ورؤيتنا للفخامة، وعندما سيرى الناس بأنفسهم ماذا فعلنا، ستتغير فكرتهم عن فندي." وسيبدأ سعر الاقامة في الجناح من 350 يورو لليلة".
أرسل تعليقك