قالوا قديما إن للسفر سبع فوائد، ولكن كتاب "100 ديكور من مختلف أنحاء العالم" يضيف فائدة جديدة، ربما تثري منزلك بالأثاث الجديد، أو حتى بأفكار مستحدثة لتجديد الديكور.
هل جربت السفر من حيثما كنت بدون هدف سوى اكتشاف كيفية تلوين الحائط في سان بطرسبرج في روسيا أو لون أريكة في زيورخ بسويسرا أو أبعاد خزانة كتب في العاصمة الكوبية هافانا؟ إذا كنت ترغب في هذا ولكن لا تستطيع، فلا ترهق نفسك.. "100 ديكور من مختلف أنحاء العالم" يقدم لك هذه التجربة دون أن تغادر منزلك.
فالكتاب يقدم جولة من ميامي إلى نيويورك، مرورا بعاصمة النور باريس، واللمسة البرازيلية من ساو باولو، والغموض والدقة الأسيوية من شنغهاي وطوكيو، وحتى الأصالة التي تتميز بها مدينة الصويرة المغربية.
وربما تفاجئك نتيجة الجمع بين هذه "الأجواء" المختلفة، لدرجة أنك قد تشعر بالدقة والحداثة التي تتميز بها سنغافورة في نفس الوقت الذي تجتاحك أجواء غابات الصنوبر التي تتميز بها ضواحي ستوكهولم.
والسبب في هذا بسيط، ففي غالب الأحيان يتأثر الديكور بالبيئة المحيطة بالمسكن، كما حدث في قصر سيلفيا أفونتور، في أمستردام بهولندا، والذي تؤكد مالكته أن كل الديكور "يتمحور حول قناة بحر الشمال".
ولكن وفي المقابل، وفي محاولة لملاءمة الزمان وليس المكان، لجأت العديد من المباني التي تعود للقرن التاسع عشر في اسطنبول وباريس وبرشلونة إلى إجراء تجديدات سواء على صعيد جدرانها أو ديكوراتها للبقاء على قيد الحياة، ما أكسب "مدينة النور" عشرة قصور تعكس أسلوبا مختلفا في ديكور المنازل المطلة على نهر السين.
قصر ماربريسا
يبدأ الكتاب جولته من قصر ماربريسا المطل على خليج اكابولكو بالمكسيك، من تصميم المهندس جون لاونتر، ويقع على أعلى منحدر.. وكان المهندس يضع نصب عينيه بناء مكان مفتوح يعلوه سطح مائل ليعطي انطباعا بأنه مصدر مياه الخليج، وهو ما تمكن من تحقيقه.
في أوروجواي، وتحديدا في لابارا، صمم المهندس المعماري مارتين جوميز قصرا يطل على البحر، لدرجة أن الأمواج تبدو وكأنها ستدخل أبوابه.
ويصف جوميز القصر بأنه "مكعب بدون نوافذ"، فأمتاره الـ600 مفتوحة.
وفي الجانب الآخر من الكرة الأرضية، يتميز الأثاث في أرخبيل لامو في كينيا بالبساطة وألوان الأقمشة الزاهية، ولهذا علاقة كبيرة بأصحاب المنزل، فهما زوجان يعملان في شركة فابريك فرونتلاين، السويسرية التي تقوم بتصنيع أقمشة حريرية فاخرة.
ولكن المطبخ، يجمع ما بين جوهر المنزل القديم، متمثلا في الخائن وعناصر معاصرة بينها الكونترتوب (الأسطح الرخامية) والأرضية الأسمنتية.
ونبقى في نفس القارة، ولكن نتجه شمالا، إلى مدينة مراكش المغربية واللون الأزرق الكثيف الذي يميز جدارن أحد القصور الواقعة في قلب المدينة، حيث ينعم المرء بالسلام والتناغم، وتزين الفسيفساء غرف النوم، بما يؤكد تميز هذا المكان وتفرده.
وداخل إحدى غرف النوم تلك، توجد مدفأة يوضع بداخلها الحطب ويعلوها مصباح عليه هلال تركي معدني ذهبي، فيما يوجد تحت أقواس الفناء كرسي يعود إلى خمسينيات القرن العشرين مزخرف بنقوش عربية.
ميامي في 3 صور
ينعكس جوهر ميامي في ثلاثة منازل مختلفة تماما تظهر من خلالها بوضوح روح المدينة الأمريكية.
ويفرد أحد المنازل بعرض الصورة النمطية للون، على طريقة "الكيتش"، حيث إن الفن حاضر في الديكور والجدران المموجة أمر شائع، ويعد هذا واحا من قصرين خاصين اثنين يطلان على خليج بيسكين.
ويعكس قصر النجم التلفزيوني جاكي جليسون، الذي يبدو من الخارج كما لو كان سفينة بخارية، الآرت ديكو، وهو تيار فني معماري تصميمي اشتهر بين عامي 1920 و1939، وتطغى على تصميمه الألوان الوردي والأخضر الباهت والأبيض والفضي، والتي تمتزج مع الأقمشة المنقوشة بشكل جلد النمر والمبالغة في الديكور.
وفي النهاية تجسد الصورة الثالثة مبادئ فينج شوي، وهي فلسفة صينية يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة آلاف عام وتعرف على أنها فن التناغم مع الفضاء، في اللون الأبيض الناصع الذي يكسو الجدران والسجاد والأثاث وذلك للوصول إلى التوازن الممتاز بين تيارات الطاقة، في قصر يمتلكه المصمم توي برانيش.
وهكذا يقدم الكتاب سبلا لتطوير المساحة ومفهوم ديكورات المنزل
أرسل تعليقك