القاهرة - صوت الإمارات
عالم الإنارة المنزلية قائم بذاته ومبهر؛ الإنارة قادرة على تحويل الفراغ المعماري من «عادي» إلى مُميّز؛ لأن العنصر المذكور يُبرز أعمال الديكور، ويخلق أجواء محددة في الغرف، ويُعلي قيمة الألوان والأنسجة والأعمال الجدارية والأرضية والسقفية، من دون الإغفال عن تأثيرات الإنارة التي لا يُستهان بها في أمزجة القاطنين.
من المُلاحظ التطور الكبير الذي يشهده عالم الإنارة أخيراً، فالعنصر يجمع في وحداته بين الوظائف العملية والتأثيرات الجمالية، وهو متعدد المصادر الشاملة للإنارة السفلية وتلك العلوية ومصابيح الجدران والمصابيح الأرضية، والأضواء المخفية، والأضواء المُميّزة، والمُعلقات.
أنواع الإنارة
تشتمل أنواع الإنارة على: الإنارة الجدارية: قد تكون الإنارة الجدارية مخفية وظاهرة، مع الإشارة إلى أن الوحدات الظاهرة للعين والمدمجة بالجدار والمنفذة عند تصميم المساحة دارجة. الإنارة المخفية، بدورها، تضفي جمالية عالية وتولد ظلّاً لافتاً، خصوصاً مع توزيع هذا النوع من الإنارة في أماكن مُراد إبرازها في الديكور. الجدير بالذكر أن حضور الإنارة المخفية لا يمنع استخدام الإكسسوارات المعلقة على الجدران؛ لأن الأخيرة عبارة عن عنصر تزييني يشغل الفراغات ويجذب العين. يمكن تشغيل الإنارة المخفية والإكسسوارات في وقت واحد. لكن، في حال حضور الإنارة الظاهرة على الجدران، كما المخفية، لا داعي لاستخدام الإكسسوارات على الجدران.
الإنارة السقفية: تشتمل على نماذج ثلاثة متمثلة في: المخفية منها، والظاهرة، التي تركب في تجويفات داخل أعمال الجص أو الخشب أو أي مادة أخرى على السقف، علماً أنه من الدارج طلاء التجويفات بلون داكن، كالأسود مثلاً. أما النموذج الثالث فهو الثريات التي لا تزال دارجة. يفيد التذكير بأن «سبوتات» الإنارة السقفية، بدورها، لا تزال مستخدمة حتى اليوم، مع التوافر أخيراً بألوان جديدة. الإنارة السقفية الدارجة راهناً مثبتة بين السقف والجدار مسلطة الإنارة على ديكور الأخير. تُطبّق الفكرة في غرف النوم خلف السرير. في الحيز المذكور، تغيب «الأباجورة» التي كانت توضع واحدة منها على كل منضدة من منضدتي السرير الجانبيتين، لتحلّ الإنارة المخفية والثريا (اختيارية). في غرفة الطعام، تتخذ الثريا مكاناً فوق الطاولة، وتحديداً وسط الأخيرة، مع إيداع فراغ موازٍ لسبعين سنتيمتراً. تدعم الإنارة التي تبثها الثريا بأخرى مخفية، مع إمكانية توزيع مصباح أرضي.
الإنارة الأرضية: تستخدم في السلالم الداخلية أسفل كل درجة، وهي عبارة عن خط إنارة كامل.
يوضح رجب عتّال، مصمم الإنارة ومؤسس شركة Lighlux، لـ «سيدتي» أنه «في الماضي، كانت الإنارة الفخمة مُرتبطة باستخدام مواد ثمينة، مثل: الكريستال والزجاج المنقوش، كما كانت الشموع والثريات تعد رموزاً دالة على الرفاهية. لكن، شهدت مفاهيم الإنارة الفخمة تحولاً كبيراً في العصر الحديث ولا تزال؛ إذ ترتبط راهناً بأسلوب جريء وأنيق وأشكال معاصرة لافتة للأبصار». يزيد المصمم أن «الإنارة الفخمة العصرية تحملها عناصر معلقة تضيف التطور والفن إلى ديكورات المنزل. في هذا الإطار، يقوم المصممون بتجريب أشكال ومواد وأساليب غير تقليدية لإنشاء إنارة ذات مظهر بصري جذاب وفريد، باستخدام مواد عالية الجودة، ومنها: المعادن المصقولة، والكريستال، والزجاج. تساهم المواد في تحقيق الرفاهية والأناقة للتصميم الداخلي العام، لتتحول عناصر الإنارة المعلقة إلى أعمال فنية قائمة ذاتها. يمكن أن تشتمل هذه العناصر على أشكال نحتية أو حبات من الكريستال متدلية من السقف بحسب نمط مُحدّد أو تصميمات معقدة تضيف لمسة من الدراما والفخامة إلى المكان».
تستخدم عناصر الإنارة الفخمة في فراغات مختلفة، بحسب شروح المصمم؛ أي في غرفة الطعام وغرفة المعيشة. كما يمكن تخصيص هذه الإنارة لتناسب البيئات المنزلية المختلفة.
بين الأمس واليوم
تشهد وحدات الإنارة الفخمة التي كانت مصنوعة من الكريستال والبرونز، تحولاً ملحوظاً في العصر الحديث، بحسب المصمم، مع توظيف الزجاج المنفوخ والفولاذ المقاوم للصدأ في الأعمال. بعبارة أخرى، تسير التقنية المعاصرة جنباً إلى جنب الحرفية اليدوية، لصنع وحدات الإنارة الفخمة وإضافة لمسات فنية إلى التصميمات. في هذا الإطار، يضيف الزجاج المصنوع يدويّاً أبعاداً جديدة للإنارة، ويسمح بإبداع تصميمات فريدة وقابلة للتخصيص، في إشارة إلى أن الزجاج عموماً يُعبّر عن شفافية وأناقة، بينما يدل الفولاذ المقاوم للصدأ على متانة وحداثة تصميمية. كما تُضاف ألوان معاصرة إلى وحدات الإنارة الفخمة، من بينها: تيفاني (درجة متوسطة من الأزرق الفاتح) والعسلي والأسود الفاتح والشفاف. بذا، يستجيب تصميم الإنارة الحديث لتطلعات قاطني المنزل نحو التصميمات المفعمة بالفن.
تتخذ تصميمات الإنارة الفخمة المعلقة هيئة عناصر طبيعية، ومنها: الطيور، والأوراق، والفراشات، والزهور.
من المهم توزيع عناصر الإنارة بدراية، في المساحات الداخلية، لإضفاء أجواء مريحة وجمالية. في هذا الإطار، تُساهم الإنارة الجدارية في تسليط الضوء على قطعة مميزة مراد إبرازها، وتمثّل مصدراً للنور وعملاً فنيّاً يعكس الذوق العصري ويشيع طابعاً مميزاً. من جهة أخرى، تُثبّت وحدات الإنارة على الطاولات في مناطق العمل أو القراءة لتسهيل المهمة. تقوم الإنارة الأرضية بدور في إبراز الأرضيات، وتكسيتها، أو في تقديم إنارة هادئة.
توفر الأنواع المذكورة معاً أبعاداً متعددة، مع لمسة فنية على الفضاء المعماري، مهما كانت وظيفته. في المطبخ الحديث، مثلاً، هناك الإنارة المخفية. ولإضافة المزيد من الفخامة إلى المكان، تحل عناصر الإنارة المعلقة والمصممة بصورة فنية فوق الأسطح والزوايا.
«في الطراز المعاصر، تتجاوز الإنارة دورها التقليدي لتصبح شكلاً من أشكال الفن ووسيلة قوية لتشكيل بيئتنا البصرية»، بحسب رالف نصر، مصمم الإنارة، وزوجته ستيفاني فغالي، المهندسة الداخلية، مؤسسا Atelier De Nuit. يقول الزوجان لـ «سيدتي» إنه «بالإضافة إلى الوظيفة الأساسية المنوطة بالإنارة، تخلق الأخيرة أجواءً، وتبرز هوية المساحات، وتؤثر في تصورنا للهياكل الحضرية، كما توفر الفرصة لتحويل الليل إلى لوحة فنية حية تستحضر العواطف وتبرز جمال هندسة العمارة الحديثة. وهكذا، في السياق الحالي، لا تكون الإنارة المعمارية مجرد وظيفية، بل تظهر جزءاً أساسيّاً من الجماليات الحضرية والتجربة البصرية اليومية».
ويضيف الثنائي أن «التناغم بين الإنارة والهندسة الداخلية اتجاه بارز. يتضمن ذلك تصميم أنظمة إنارة تكمل وتسلط الضوء على نقاط معمارية محددة، مثل: مصادر الضوء الخفية المدمجة بعناصر معمارية، مثل: الأسقف، والجدران، والأرضيات. إضافة إلى ذلك، يساعد استخدام الإنارة الاتجاهية في توجيه الضوء نحو مناطق محددة؛ ما يسلط الضوء على جوانب معينة من الفضاء الداخلي، ويسهم في خلق أجواء متوازنة ومتناغمة».
ويتابع الثنائي: «تجسد الإنارة، عند دمج مواد نبيلة، ومنها الرخام والزجاج المنفوخ والذهب، في تصميم الوحدات تعبيراً فنّياً متطوراً. يضفي الرخام، بنسيجه الطبيعي ولوحة ألوانه الفريدة، أناقة خالدة على المصابيح، مضيفاً بعداً نحتياً للوظيفة. الذهب، معدن ثمين، يضيف رفاهية إلى الإنارة. مع استخدام الذهب في التشطيبات أو التفاصيل الزخرفية أو الهياكل، سيوفر اللمعان والدفء والأناقة الخالدة، مرتقياً بالمصابيح إلى مرتبة الأعمال الفنية. وهكذا، تدخل هذه المواد النبيلة في تصميم الإنارة، محولة إياها إلى مصدر لتجربة حسية وجمالية؛ حيث يصبح الضوء شكلاً حقيقياً للتعبير الفني».
الإنارة والتكنولوجيا
تستمر التكنولوجيا في إحداث ثورة في المنازل، والإنارة ليست استثناءً. مع اتجاهات التصميم الداخلي لعام 2024، من المتوقع أن يشهد العالم طفرة في أنظمة الإنارة الذكية التي ستتكيف مع الروتين اليومي. في هذا الإطار، ستبرز المصابيح التي ستقوم تلقائيّاً بضبط درجة حرارة الألوان طوال اليوم لمحاكاة الضوء الطبيعي في الخارج؛ ما سيعزز أنماط النوم والإنتاجية. من الممكن التحكم في هذه الأنظمة من خلال الأوامر الصوتية، أو تطبيقات الهواتف الذكية، أو حتى أجهزة الاستشعار. أضيفي إلى ذلك، ستؤكد اتجاهات الإنارة لعام 2024 بقوة على الحياة المستدامة؛ أي ستستمر تقنية “الليد” في التقدم، مع خيارات موفرة للطاقة ستستهلك كميات أقل من الكهرباء وستعمر طويلاً. كما ستجد المواد المعاد تدويرها والقابلة للتدوير أيضاً طريقها إلى تصميمات الإنارة؛ ما سيؤدي إلى تركيبات فريدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أفكار ديكورات حوائط لغرف النوم تُناسب فترة "الحجر الصحي"
أفكار لديكورات "الجلسات" الخارجية استحوي منها ما يُناسب منزلك
أرسل تعليقك