لندن ـ كاتيا حداد
يعتبر نادي مزرعة سوهو الملاذ الريفي المثالي والأنيق للمشاهير والملوك من جميع أنحاء العالم، فهو يقع في قرية غريت تيو في مقاطعة أوكسفوردشير جنوب شرق إنجلترا، وشمالي العاصمة لندن بحوالي 60 كم.. ولكن مع كل هذه الشهرة، إلا أن النادي قد أزعج جيرانه في المناطق الريفية المجاورة، بعد الإعلان عن خطط لبناء عشرة أكواخ صغيرة على طراز حظيرة الخنازير، لاستخدامها كغرف نوم إضافية للضيوف.
ويزعم الجيران أن الأكواخ الجديدة المصنوعة من الخشب والصفيح، ليست ملائمة للنادي الخاص الأنيق والمملوكة لشركة "شيبينج نورتون سيت" المتخصصة في الإعلام والسياسة، بل تناسب "دول العالم الثالث"، معربين عن قلقهم من أن تلك الأكواخ قد تؤدي إلى زيادة الكثافة المرورية في الريف المزدحم بالفعل بالسيارات الفاخرة الأنيقة المملوكة لأعضاء النادي القادمين من لندن.
ويعد النادي جزءًا من سلسة نوادي "سوهو هاوس" للأعضاء المُهمين الذين يعملون في وسائل الإعلام والصناعات الإبداعية، وهو مؤسس من قبل رجل الأعمال نيك جونز، وزوج المذيعة الشابة كيرستي يونغ، ومن أشهر ضيوفه وأعضائه، الأمير هاري وحبيبته ميغان ماركل، اللذين أمضيا عطلة نهاية الأسبوع في النادي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتلقى خطط البناء الجديدة معارضة محتدمة من شخصيات كثيرة، ربما أبرزها القاضي تشارلز هاريس، الذي صرّح في وقت سابق بأن الأكواخ "غير لائقة تمامًا"، مطالبًا الأسباب التي دفعت المجلس المحلي للموافقة على بناء أكواخ من الصفيح "في هذه المنطقة الحضرية الفاخرة".
وأضاف هاريس، الذي يسكن بالقرب من نادي سوهو: "يبدو أنّ المطورين العقاريين يُفضّلون بناء المنشآت الرثة المعدنية التي تشبه تلك الموجودة في جنوب أفريقيا، ومما لا شك فيه أنهم يرون أن هذا الأمر عاديًا، ولكن إذا كان أعضاء النادي يُفضّلون النوم في تلك الأكواخ فعليهم النوم في أماكن أخرى".
وذكر روبرت ماسي، كاتب وأمين أبرشية ويستكوت المجاورة للنادي، أن "زيادة الكثافة المرورية أصبحت ملحوظة للغاية منذ افتتاح مزرعة سوهو، خاصة من قبل راكبي الخيول والدراجات الهوائية. ويبدو أن ضيوف مزرعة سوهو لم يعتادوا القيادة على طرق جانبية صغيرة، وأغلبهم لا يحترمون الأنشطة الريفية".
وتابع: "المزرعة أنيقة في المساء وهي المكان الذي تود أن تذهب إليه لقضاء عطلتك الأسبوعية، وهي مكلفة للغاية، وقد اعتدنا أن نرى السيارات الفارهة وهي تزورها، إلا أن طرق الريف الضيقة غير قادرة على استيعاب مزيد من السيارات".
وتم افتتاح أولى نوادي سوهو في العاصمة لندن عام 1995، أما مزرعة سوهو في قرية غريت تيو، فتم افتتاحها في 2015، على موقع مساحته 100 فدان، يقع داخل مثلث "كاست ولدز" الذهبي المُقسم بين "شيبينج نورتون"، وشركة "بورفورد"، و"ستو"، وهو أيضًا موطن لعديد من المشاهير والسياسيين الأعضاء في سلسة نوادي سوهو.
وكان من بين حضور حفل افتتاح المزرعة، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون وزوجته سامنثا، والممثل البريطاني الشهير إيدي ريدماين، والمغنية بالوما فايث، وعارضة الأزياء البريطانية، ديزي لوي.
وتضم المزرعة في الوقت الراهن 40 كوخًا خشبيًا مخصصين للضيوف بداخلها حمامات مستقلة، بالإضافة إلى غرف داخل المزرعة الرئيسة، التي تضم صالة رياضية وصالون ومسابح داخلية وخارجية ومطاعم ومقاهي وملاعب تنس، فيما يتنقل الضيوف في أرجاء المزرعة باستخدام سيارات نقل الحليب التي كانت تستخدم في خمسينات القرن الماضي، وهناك أيضًا مدرسة لتعليم الطهي، ومتجر للأدوات الزراعية، وصالة سينما.
وتبلغ تكلفة عضوية المزرعة نحو 1200 جنيه إسترليني، وهي مفتوحة كذلك للضيوف غير الأعضاء لكن الدخول بأولوية الحجز المسبق، فيما يقول الملاك إن هناك "حاجة متزايدة" لبناء أماكن إقامة إضافية في المزرعة، يقابلها "ضرورة تجارية" لزيادة العائدات لتوفير عائد على الاستثمار الذي يفوق 72 مليون جنيه إسترليني.
أرسل تعليقك