مصريون يتمسكون بفن الماركتريه يدويًا رغم الصعوبات والتحديات
آخر تحديث 21:09:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عرفته البلاد بأنواع وأشكّاله المُختلفة منذ قرون

مصريون يتمسكون بفن "الماركتريه" يدويًا رغم الصعوبات والتحديات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مصريون يتمسكون بفن "الماركتريه" يدويًا رغم الصعوبات والتحديات

فن الماركتريه
القاهرة - صوت الامارات

عرّفت مصر فن الماركتريه اليدوي بأنواعه وأشكاله المختلفة منذ قرون، لكنه انتشر بها بشكل لافت منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، فيكاد لا تخلو سرايا أو قصر من قطعة منه تضفي على ديكور البيت أجواءً من الأناقة والفخامة والتماهي مع الطبيعة، ورغم تراجع إنتاجه يدوياً في مصر، لارتفاع تكلفة خاماته وندرة الأيدي الماهرة، فإنه لا يزال هناك حرفيون يتمسكون بالماركتريه اليدوي ويعملون على إعادة إحيائه عبر إنتاج قطع جديدة منه إضافة إلى تصليح وترميم قطع الأنتيك التي لا تزال الأسر العريقة في مصر تحتفظ بها كذكرى غالية من بيوت الأجداد.
في مدينتَي القاهرة والإسكندرية فقط، يمكنك أن تجد طريقك إلى ورشة تُنتج الماركتريه اليدوي، لكن بعدد محدود للغاية، فقد اتجه المتخصصون في الأثاث الفرنسي الذي ينتمي إليه هذا الفن إلى التصنيع الآلي، ومن هؤلاء الذين ما زالوا يتمسكون بطريقته القديمة حسام الدين سيد عبد العظيم الذي تشرّب المهنة من حسين بك الأتربي، أحد أشهر المولعين بهذا الفن في القرن الماضي، ويقول حسام : «تعلمت أسرار الحرفة في مدرسته، فقد كان راعياً لهذا الفن، إلى حد أنه كان دائم زيارة المتاحف والقصور وغاليريهات الأثاث في أوروبا، ويعود بصور فوتوغرافية ورسوم يشرحها لنا كما لو كنا في أكاديمية متخصصة، كما كان يجلب للأسطوات خبراء فرنسيين ومعهم مترجم من وقت إلى آخر لتعليمنا وتدريبنا عليه».
والماركتريه (Marquetry) هو فن زخرفة الأخشاب برسومات ملونة ودقيقة للغاية باستخدام أنواع متعددة من قشور الخشب، حيث يتم تطعيم قطع الأثاث بحرفية عالية بهذه القشور المتداخلة بعضها في بعض عبر الحَفر داخل هيكل الأثاث، فيبدو الشكل النهائي كأنه رسم لوحة فنية عليها. وحسب حسام، فإن كثيرين يعتقدون أن هذا الفن العريق خليط بين الرسم والنحت، لكنه يعتمد على تقنية التقطيع اليدوي لعمل أشكال من الزخرفة والورود وفروع شجر من القشرة الطبيعية من الخشب، لإضافتها إلى خشب آخر، لا يعتمد على ريشة أو صبغات صناعية، إنما هو ببساطة فن تناسق ألوان قشور الخشب الطبيعي، وهي تضم عشرات الألوان الرائعة التي يمكن للحرفي اختيار بعضها بدقة ليشكل منظراً جمالياً داخل أي قطعة أثاث.
وكان هذا الفن واسع الانتشار في مصر حتى منتصف القرن العشرين، حسب مصممة الديكور بسنت رشدي، التي تقول : «رغم أن بداياته تعود إلى مئات السنين، فإن كثيرين يختلفون بشأن مولده، فبينما يرى البعض أنه بدأ في إيطاليا، يقول آخرون إنه بدأ في فرنسا ومنها إلى أوروبا والعالم، وقد عرفته طويلاً السرايا والقصور المصرية لا سيما في الإسكندرية بسبب وجود الجاليات الأجنبية، والآن تراجع لارتفاع ثمنه، حيث يبدأ سعر القطعة اليدوية الواحدة الصغيرة مثل الطاولة الجانبية بـ25 ألف جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري) بينما يبدأ سعر مائدة السفرة وحدها ـمن دون سائر قطع السفرة نحو 100 ألف جنيه، وذلك عند شرائها من الحرفي مباشرةً، بينما يتضاعف السعر عند شرائها من غاليري متخصص في بيع الأثاث والأنتيك الفرنسي، ويتوقف السعر دوماً على التصميم، ونوع قشرة الخشب، فضلاً عن إضافة مواد أخرى كحُلي النحاس والعاج والصدف الطبيعي واستخدام ماء الذهب والذهب الصيني، إلى جانب مدى حرفية الفنان وخبرته، أو شهرة الغاليري، إذ يبيع بعض الغاليريهات المصرية الماركتريه اليدوي بآلاف الدولارات.
فيما يرجح الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، وجود مرجعية أخرى لنشأة هذا الفن، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «أصوله تعود إلى مصر منذ آلاف السنين، حيث برع المصري القديم في إبداع الصناعات الخشبية. سسسومن ذلك ما يُعرف الآن بفن الماركتريه، حيث قام بتطعيم الخشب بالقشرات الخشبية لتزيين الصناديق والأثاث الجنائزي والقيثارات، وغير ذلك».
ومن الأجداد إلى الأحفاد، يبرع عبد العظيم الذي يعد أحد أشهر صناع الماركتريه المصريين في الوقت الراهن، في إنتاجه عبر مراحل فنية يقول عنها: «تبدأ الخطوة الأولى بزيارتي للمكان الذي ستُوضع فيه قطعة الأثاث؛ لوضع التصميم بناءً على مساحة المنزل وطرازه، واتساقه مع أجواء المكان، بل إنني قد أستلهم تصميماً يأخذ من الزخرفة أو الورود أو التكوينات والألوان الموجودة بالسجادة أو التمثال أو اللوحات التي ستحيط بالماركتريه، وفي حالة رفض العميل أحقق له ما يريد على مسؤوليته الشخصية»، مضيفاً: «أقوم بتقطيع القشور وحرقها على سبرتاية صغيرة يعلوها طبق من الرمل، ومن ثم أثبّتها على ورقة التصميم، وأبدأ في تثبيتها على قطعة الأثاث، ثم أحدد القطعة وفقاً للتصميم، وبأزميل صغير أستخرج هذه القطعة غير المطلوبة وأرميها، وبذلك أكون أوجدت مكاناً عميقاً نسبياً بالشكل المطلوب، وأُسقط الشرائح الخشبية الرفيعة مكانها، وألصقها بغراء جيلاتيني، ثم يدخل في مراحل التشطيب من صنفرة ودهان». ويلفت إلى أن التشطيب النهائي عبارة عن «تشطيب شاشة» قديم، يعتمد على مواد غير لامعة لكنه قد يزوَّد بشرائح من النحاس أو الصَّدف أو العاج أو عظام الجمال لمزيد من الثراء، كما قد تُضاف إليه حليٌّ على شكل تماثيل من ماء الذهب، وإن كان ذلك تراجع الآن ليحل محله الذهب الصيني لارتفاع التكلفة.
يتميز الفنان حسام باستخدامه «كاتر» أو قاطع صغير ذي سن حادة ودقيقة للغاية بدلاً من ماكينات «الأركت»، كما أنه لا يزال حتى الآن يعتمد على الشغل اليدوي في كل الخطوات، رافضاً استخدام ماكينة الليزر: «استخدام الليزر يكسب الماركتريه قدراً مبالغاً فيه من التناسق، ويجعل اتجاه ثمرة الأخشاب في اتجاه واحد، إضافة إلى أن درجات الحرق تكون واحدة، ولا يظهر اختلاف في ألوان قشور وأوراق الشجر، ولا التجاذيع أو الخطوط، ما يُفقد العمل الفني جوهره ومعناه، وهو أنه من قلب الطبيعة، كأن المقتني يمتلك قطعة من الطبيعة الخلابة بمنزله».
ولا يقتصر عمل حسام على إنتاج قطع جديدة لزبائنه من «أولاد الذوات» حسب وصفه فقط، لكنه يقوم أيضاً بترميم القطع القديمة التي تتوارثها الأجيال، كما ينفّذه على الحوائط أيضاً ويبرع في عمل أرضيات منه تُسمى «باركتريه».

قد يهمك ايضاً :

أشياء يجب تجنبها في ديكور منزلك كي لا يبدو رخيصاً تعرّفي عليها

إليكِ نصائح مبتكرة لتحويل الشقق الصغيرة إلى مساحة مريحة وجذابة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصريون يتمسكون بفن الماركتريه يدويًا رغم الصعوبات والتحديات مصريون يتمسكون بفن الماركتريه يدويًا رغم الصعوبات والتحديات



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 صوت الإمارات - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 03:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا

GMT 20:43 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تقدم الدعم الفني لجيبوتى لتأسيس أول معهد للفنون الشعبية

GMT 00:02 2020 الخميس ,21 أيار / مايو

ميسي ينعى فيلانوفا في ذكرى رحيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates