شاب عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير يضم المقتنيات
آخر تحديث 21:59:02 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكد أنه نظم عشرة معارض فنية خاصة بمحافظة الديوانية

شاب عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير يضم المقتنيات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - شاب عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير يضم المقتنيات

عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير
بغداد – نجلاء الطائي

يستخدم الشاب العراقي حسين فاهم الشيباني، غرفة نومه، لجمع المقتنيات النفسية من العملات والطوابع العالمية، وحول غرفته الصغيرة إلى متحفٍ يعجّ بهذه المقتنياتْ، التي جمعها خلال حياته وتجواله بين بلدان العالم.
وأوضح الشيباني في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، أن هوايته المفضلة هي "جمع العملات والمسكوكات والأنواط والطوابع والتحف القديمة والتراثية وكل شيء قديم، يمثل حضارة العراق ويتصل بها"، مضيفًا أنه "حتى الآن أقام عشرة معارض فنية خاصة بمحافظة الديوانية، وهو محط أنظار المعجبين والهواة فضلًا عن وسائل الإعلام، التي وجدت منه مادة إعلامية صالحة لنموذج شاب قدير مثل الشيباني استطاع لوحده أنْ ينشئ متحفًا صغيرًا بإمكانيات شخصية".
وأضاف يضم المتحف الصغير، عشرات الطوابع ومئات القطع النقدية القديمة ومختلف المسكوكات، والتي جاءت عبر جمعها لمدة عشرة سنوات من المتعة والمتابعة، وأصبحت شغوفًا بهذه الهواية بشكل كبير جدًا حتى تحولت غرفة نومي الشخصية، إلى متحف صغير أمتّع به ناظري كل يوم". وأشار الشيباني إلى أن "جميع ممتلكاته جاءت عبر شرائها من ماله الخاص، وبفضل هذه الهواية الجميلة أصبح لديه أصدقاء كثر بالهواية من مختلف بلدان العالم، وهو يحرص اليوم على فتح متحف خاص بحافظته الديوانية، ليكون أمام أنظار الجميع من المهتمين والزائرين"، معربًا عن أمله بأن "يرى مشروعه النور والتأسيس لخطوة جريئة، نحو الحفاظ على نفائس العراق ومقتنياته الأثرية".
وبدأت ظاهرة انهيار المسكوكات أولًا في العراق في أعوام الحصار الاقتصادي، خلال تسعينات القرن العشرين، وانهارت قيمة الدينار أمام العملات الدولية وتحولت إلى 0.01 من قيمته الحقيقية، بسبب قيام نظام صدام حسين إصدار عملات بالمليارات من الدنانير، دون غطاء نقدي.
وأخذ الناس يجمعون العملات النقدية من فئة (1فلس و5 فلوس و10 فلوس و50 فلسًا و100 فلس و500 فلس) ويذيبونها ليستفيدوا من مصهور معادنها في تصنيع أشياء تسد حاجة السوق الفقير والمحروم من كل شيء. وبعد عام 2003، اختفت العملة المعدنية تمامًا من أسواق العراق وحلت محلها عملات ورقية، استطاعت بفضل الدعم الأميركي أن تحافظ على قيمتها إلى حد ما، فاستقر الدينار لمدة 13 عامًا أمام الدولار. ولم يعد الناس يشعرون بحاجة إلى تداول المسكوكات المعدنية "الفلس والدرهم والدينار وأجزائها"، فنُسيت بالكامل ولم يعد لها وجود سوى في المتاحف وعند هواة جمع المسكوكات القديمة.             

شاب عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير يضم المقتنيات
ويروي ضياء زامل، تفاصيل هوايته في جمع المسكوكات النقدية العراقية، وصور ومقتنيات الملوك والرؤساء الذين تعاقبوا على حكم العراق على مر العصور. وقال زامل وهو صاحب محل قديم لبيع المسكوكات النقدية الورقية والحديدية في ساحة الميدان، حيث تقع بالقرب من المؤسسات الحيوية للحكومات في العهد الملكي، أنه في العام 1974، بدأ بجمع المسكوكات والطوابع عندما كان يعمل مع والده في هذه المنطقة، وأعجب بموجودات سوق التراث القديم.
وتابع "أن جميع الملوك والحكام باتوا اليوم يقبعون في محله الصغير الذي لا تتجاوز أبعاده الثلاثة أمتار. ويحتوي محل ضياء زامل، وهو موظف في وزارة السياحة، على رفوف كثيرة وضعت فيها آلالاف من العملات النقدية منها حديدية وفئات أخرى من الورق، حتى أن المتتبع لكل هذه العملات يندهش من قدمها ورائحتها المميزة القديمة، التي مضى عليها زمن طويل وهي مخزونة بطريقة يمكن الحفاظ عليها من القوارض والتلف والظروف الجوية. وفوق ذلك هناك دروع وباجات وصور للرؤساء، "فيصل الأول والملك غازي وفيصل الثاني والزعيم عبد الكريم قاسم".
وأشار إلى أن محله تاريخي، فيه حقب متنوعة تبدأ من العام 1920 وتنتهي في العام 2003، وأن أفضل الموجودات هو ما يعود إلى عهد الملك فيصل الأول. ويروي ضياء زامل قصته كيف أنه كان لاعبًا لكرة القدم في فريق شباب القوة الجوية، ومن ثم لعب لصالح فريق السياحة، لكن حبه لجمع المسكوكات جعله مولعًا في منطقة الميدان، وأصبحت ملاذه والمقر الذي يمارس فيه هوايته المتمثلة بجمع الانتيكات والصور والمسكوكات والاتجار بها. ويقول "بدأت مراحل جمع العملة عن طريق شرائها أو تبادلها مع الأصدقاء، أعطيهم ما موجود عندي منه بكثرة، وآخذ ما مفقود، ومن ثم دفعت الظروف الاقتصادية في عهد النظام السابق الكثير من الناس إلى بيع مقتنياتهم لشراء رغيف الخبز، فكانت فترة ذهبية بالنسبة لي في جمع المسكوكات، فـ"مصائب قوم عند قوم فوائد" كما يقول.
وأضاف زامل، بينما يلملم ما تبعثر على الأرض من طوابع وعملات نقدية، لضيق محله الذي لم يعد يتسع للمزيد، "أتمنى أن تعرض كل هذه الأشياء في متحف، يستطيع الناس ارتياده والتعرف على الحقب الزمنية لتاريخ العراق".
وكان أحد المشاركين في معرض العائلة المالكة الذي أقامته محافظة بغداد، ووصف هذه المبادرة بـ"المجدية"، وهي حلقة تواصل بين مقتني التراثيات. كما لم يخف فرحه بالشهادة التقديرية التي نالها نظير مجهود سنوات من الجهد والعمل. أما ما موجود عنده ولا يمتلكه الأخرون فهي مجموعة أسبوع الإعمار للملك فيصل الثاني، بمناسبة افتتاح مشاريع الثرثار وجسر بغداد وسد الموصل والإسكان في العام 1956. وبما أن العملات النقدية القديمة تندرج ضمن التراثيات ومع مرور الزمن تصبح من الأثريات، فان جهات عدة عرضت عليه شراء مقتنياته النادرة لوضعها في معارض خاصة، ومنها حكومة اقليم كردستان العراق، ودولة قطر.
ويوضح أن العملات النقدية تقيم بحسب تاريخها الزمني، والكمية المطبوعة منها، فإذا كانت قليلة أصبحت نادرة، وأن طبع منها الالاف فقدت بعضًا من قيمتها. ويكشف ضياء عن أنه اشترى عملة ورقية فئة عشرة دنانير، تعود إلى عهد الملك فيصل بسعر 1100 دولار، وعملة أخرى عليها صورة الملك فيصل الثاني وهو طفل، بمبلغ 1400 دولار.
ويرتاد ساحة الميدان العشرات من الباحثين في التراث والهواة يوميًا، فكل يبحث عن ضالته، فهناك من يشتري الفخاريات وآخر يفضل الزجاجيات واللوحات والأواني، وصور الرؤساء والطوابع والانواط والدروع. وقال اللاعب السابق لكرة القدم الذي ضل طريق الشباك وتولع بالأثريات، أنه لا يمانع بأن يعير المتحف العراقي نوادر لعملات يعود تاريخها إلى حقب قديمة بهدف الحفاظ عليها، ويعرب في الوقت نفسه عن أسفه لتهريب هذه العملات إلى خارج العراق، وبالأخص القطع النقدية الذهبية والدنانير التي تعود إلى العصور الأموية والعباسية، والتي يحتفظ بالكثير منها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاب عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير يضم المقتنيات شاب عراقي يحول غرفة نومه إلى متحف صغير يضم المقتنيات



GMT 09:05 2013 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتمال أكثر من 80 % من مشروع برزان للغاز في قطر

GMT 17:32 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تظهر في قمة رشاقتها خلال تواجدها في "الجيم"

GMT 12:27 2013 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة أبوظبي الوطنية للطاقة تطور حقلاً في بحر الشمال

GMT 11:22 2013 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا والصين توقعان اتفاق على شروط شراء وبيع الغاز الطبيعي

GMT 00:58 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منصة " 360"eLearn تطلق البث التجريبي لقسم المدرسين

GMT 11:24 2013 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية للكهرباء توقع 8 عقود بقيمة 3.1 مليار ريال

GMT 12:50 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

عبير منير تكشّف عن طبيعة دورها في مسلسل "كارمن"

GMT 17:29 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مضاد حيوي قادر على قتل خلايا سرطان الثدي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates