تعود مدينة ميلانو الايطالية للمرة الثانية إلى الاضواء باستضافتها المعرض الدولي "إكسبو ميلانو" لمدة ستة أشهر من أول أيار / مايو الجاري إلى 31تشرين الأول / أكتوبر 2015 حسب التقاليد المتبعة في المعارض الدولية "إكسبو".
يأتي ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم طوال هذه الفترة للتعرف إلى محتويات أجنحة الدول العارضة ومشاهدة الفعاليات الثقافية التي ينظمها المئات من ممثلي الحكومات والشركات والمنظمات الدولية.
ويوجد نوعان من المعارض الدولية أولهما المعارض المسجلة التي تقام كل خمس سنوات وتستمر من ستة أسابيع إلى ستة اشهر وتقوم الدول المشاركة ببناء أجنحتها فيها، أما النوع الثاني فمدته من ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر ولها موضوعات محددة.
وجاءت فكرة المعارض الدولية من التقليد الفرنسي في إقامة معارض وطنية كان أولها المعرض العام لمنتجات الصناعة الفرنسية الذي نظمته فرنسا عام 1789.
وبعد ذلك ب 53 عاما أي في عام 1851 استضافت لندن في حي هايد بارك المعرض الكبير لصناعات الدول الذي أطلق عليه اسم "المعرض العالمي الأول" وشهده نحو ستة ملايين زائر، وتم الاعتراف به كأول معرض عالمي للمنتجات المصنعة.
وكان الهدف من ذلك تعزيز علاقات التعاون الدولية والتعريف بالتنوع الثقافي للدول المشاركة والاهتمام بالإبداعات التكنولوجية واستخدمت مداخيله لبناء متحف "فيكتوريا وألبرت".
كما نظمت لندن معرضا ثانيا عام 1862 في مبنى جديد من الحديد والزجاج اشتهر باسم القصر الكريستالي..
وبعد ذلك تم تنظيم الدورة العالمية الأولى لمعرض إكسبو الدولي في الولايات المتحدة الأميركية عام 1876 حيث عرض فيه أول جهاز هاتف وأول آلة كاتبة تجارية ومعجون الطماطم من إنتاج شركة "هاينز".
وشيدت فرنسا في الذكرى المئوية لثورتها برج إيفل الشهير بين عامي 1887 و1889 وليكون مدخلا رئيسيا لمعرض إكسبو 1889 الذي استضافته العاصمة باريس واستضافته مرة أخرى عام 1900.
وشهدت هذه الدورة طفرة في عالم المعارض حيث حضرها أكثر من 50 مليون شخص وعرضت فيها ابتكارات عدة كالسلالم الكهربائية ومحركات الديزل وعجلات الملاهي العملاقة والأفلام الناطقة، كما اطلقت في المعرض الدورة الثانية للألعاب الأولمبية.
وفي عام 1904 احتضنت مدينة سانت لويس الأميركية معرض إكسبو الدولي 1904 الذي تميز بعرض أكواز المثلجات الصالحة للأكل التي كانت تقدم حتى ذلك الحين باستخدام العبوات المعدنية أو الورقية، وفي معرض إكسبو الدولي 1915 احتفل في سان فرانسيسكو بافتتاح قناة بنما ما أتاح للمدينة فرصة التعافي من آثار الزلزال المدمر الذي ضربها عام 1906م، وتوالت بعد ذلك المعارض الدولية ومنها معرض نيويورك 1939- 1940 وكان موضوعه بناء عالم الغد وهو من أغلى المعارض الأميركية العالمية مع معرض لويزيانا 1904..ومن هنا أصبحت المعارض تتخذ مواضيع ثقافية.
ومن المعارض الشهيرة أيضا معرض إكسبو الدولي 1958 في بلجيكا الذي اشتهر بنصب الأتوميوم الضخم المصنوع من الكريستال الصلب الذي يعتبر أحد أهم معالم العاصمة بروكسل.
وكان معرض إكسبو الدولي 1970 في مدينة أوساكا اليابانية نافذة لعرض النماذج الأولى للهواتف النقالة غير أن محور الاهتمام الأبرز في تلك الدورة تمثل في عرض صخرة قمرية كبيرة في جناح الولايات المتحدة الأميركية أحضرها رواد فضاء مركبة أبولو 12 إلى الأرض عام 1969.
وتناول معرض إكسبو الدولي 1986 في مدينة فانكوفر الكندية موضوع النقل والمواصلات مسلطاً الضوء على نظام القطار الكهربائي والقطار المعلق وقوارب الجندول والتاكسي المائي.
وتم استخدام أسلاك اتصال بطول يقارب 2000 كم خلال بناء موقع معرض إكسبو الدولي في مدينة برزبن الأسترالية عام 1988 الذي زاره نحو 16 مليون شخص.
واستضافت مدينة شنغهاي الصينية دورة إكسبو الماضية عام 2010 تحت شعار مدينة أفضل حياة أفضل وهو الأغلى في تاريخ معارض إكسبو إذ بلغت تكلفته 1.8مليار دولار تقريباً وبلغ عدد زواره نحو 72 مليون شخص بينما تستعد مدينة دبي لإذهال ملايين الزوار الذين سيفدون إليها من مختلف أنحاء العالم خلال استضافتها إكسبو 2020.
أرسل تعليقك