تقع شبه جزيرة داتشا بطول خمسن ميلًا في المحافظة التركية موجلا، وتعد إحدى البقاع الخضراء الطبيعية والتي تأتي عند نقطة إلتقاء إيجان بالبحر الأبيض المتوسط.
وكان اليونانيون القدماء يؤمنون بأن داتشا تكونت من قبل زيوس، بينما قال الجغرافي سترابو " أرسل الله مخلوقاته الرائعة إلي داتشا لنا من أجل أن نعيش فترة أطول ".
وكان كنيدوس "مرفأ مهدم قديم" -يقع داخل داتشا- معقلًا للشحن بداية من القرن الرابع قبل الميلاد (علماء الفلك بما فيهم يودوكوس عالم الرياضيات )، وأطباء ومهندسين معماريين ( بما فيهم ذلك المهندس المعماري الذي قام بتصميم " منارة الإسكندرية " إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم ) تجمعوا هنا في كنيدوس وسقطت تحت الأنقاض من خلال الزلازل والغزوات ونهب كنوز الماضي المفعمة بالحيوية، وعرض بعضها في المتحف البريطاني بينما اختفى تمثال أفروديت منذ أكثر من ألف عام.
ويتميز الموقع بأن له طابع روحي فريد فهو وإن كان غير مكتظ ولكن بالنسبة لهؤلاء ممن يعشقون الهدوء والمسارح الأثرية العتيقة فهو اختيار رائع. فمن خلال الموقع المبهر ستجد الشرفات التدريجية التي تطل على البحر، والعديد من المعابد وآثار موطن لسبعين ألف شخص بالإضافة إلى مطاعم على الطراز القديم والتي تقدم أكلات مختلفة ومتنوعة.
وتتميز داتشا سواء من الخليج أو الوادي بشواطئ كثيفة الرمال الحصوية ( الشاطئ عبارة عن حصى) وجميع الشواطئ تشترك في الجمال والمياه البللورية ذات اللون الفيروزي، وفي شرق كيندوس يوجد قرية الأسماك الجذابة والتي تشتهر بمطاعم الأسماك وشاطئها الذي يمتد نحو اثنين كيلومتر.
وتعد الجوهرة المكنونة خليج فيروزي رائع والذي يمكن الوصول إليه بواسطة قارب، وهناك رحلة بحرية عن طريق يخت جولييت تمكنك من الوصول إلى هناك.
كانت القرية الأساسية إسكا داتشا أو داتشا القديمة في شبه الجزيرة في أواخر القرن 20 قد سقطت في الإهمال ولكن الآن تم إعادة ترميمها لتظهر مرة أخرى وتعود من كبوتها، فهي تمثل تحفة فنية غاية في الجمال من خلال الصخور المرتبة بشكل رائع، بالإضافة إلى البساتين وأحواض الزرع والقليل من المقاهي والمحلات والتي تأتي على الطراز المعماري القديم.
ولن تحتاج سوى 50 دقيقة فقط للوصول إلى سيمي من خلال قارب من جنوب مدينة داتشا، فهي الأكثر قربًا للجزر اليونانية وتنظم رحلات ليوم واحد إليها وتجمع بين الجمال الكلاسيكي والطابع الريفي لداتشا وتعد من الأماكن الرائعة حيث التجول بها وإكتشاف أركانها السرية والبيوت ذات الرونق المتميز. ويمكنك الذهاب إلى هناك عن طريق القوارب الموجودة في مرفأ داتشا الرئيسي أو من خلال حجز رحلة من خلال أحد الفنادق.
ومن الأماكن التي يمكن التردد عليها لتناول الطعام والشراب، فيفيز بليس وتقدم هذه الحانة التي تقع في المرفأ أكلات السمك المتميزة الطازجة.
كولينروم وهو مطعم حديث يطل على الميناء بإدارة تركية ألمانية والذي يستخدم مكونات محلية للقيام بعمل أطباق أوروبية رئيسية.
ويمكنك الإقامة في "ذا أوليف فارم" ويتميز هذا المكان بالأشجار الكثيفة المتنوعة ووسائل الراحة والترفيه وقد تم إنشاؤه عام 1995 من قبل أحد المزارعين الأميركيين بغرض تصدير زيت الزيتون التركي للولايات المتحدة. وتم تطوير المزرعة وتوسيعها وإضافة منزل استضافة يتكون من عشرة غرف وحمام سباحة.
ويقع فندق " ميميت علي أجا مانسيون" على بعد ميلين من داتشا، وهذا المنزل المقام في القرن التاسع عشر تم تجديده وتطويره وأصبح يتكون من ثمانية عشرة غرفة فندقية ومزوّد بحديقة أشجار متنوعة ووسائل ترفيهية ويوجد فيه مطعم يقدم فيه للنزلاء أطيب المأكولات
وتتكون "مارفي فيلاز" من 12 حجرة نوم مزدوجة ذات طابع يشبه ذلك السائد في داتشا.
ويعد "إسكي داتشا إفليري" من المنازل التاريخية التي تتسم بالأصالة وقد تم عمل إحدى هذه البيوت كمقهى بحديقة كبيرة تقدم قائمة مختلفة كل يوم وهي مناسبة جدًا للعائلات والأطفال الصغار.
ويتم الذهاب إلى شبه جزيرة داتشا من خلال رحلات جوية والتي تنطلق من برمنغهام، جاتويك، ليدز-برادفورد، مانشستر ولوتون وبأسعار تبدأ من 39,99 جنيه إسترليني ذهاب فقط شاملة الضرائب.
أرسل تعليقك