مراكش - ثورية ايشرم
لم تعد امزميز تلك المنطقة البسيطة التي تشهد نسبة حركة خفيفة ونسبة سكان ضعيفة، بل تجاوزت ذلك لتصبح وجهة سياحية تحقق الإقبال من طرف الزوار من المغرب وخارجه، وساهم في ذلك تميزها بخصائص طبيعية مهمة ومناظر سياحية مميزة، فضلا عن الخصائص التاريخية التي تشهدها المنطقة التي تبعد عن مراكش بـ 55 كلم جنوبا وتتميز بجبالها العالية التي تمتد من سلسلة جبال الأطلس الكبير.
وتعد منطقة امزميز من أقدم المدن الصغيرة المغربية حيث مر عليها عدد من القبائل والمجموعات والأجناس والأديان المختلفة والمتنوعة مسحيين ويهود ومسلمين، هاجروا إليها واستقروا منذ قرون، وأقدموا على جلب مختلف الحرف التقليدية و نشروها في المنطقة وما تزال حتى الآن كحرفة الخزف والفخار التي تعد المصدر الأساسي لعيش العديد من الأسر المقيمة في المنطقة، فضلا عن أن المنطقة تتميز بالخصائص الفلاحية التي تجعلها دوما مميزة عن باقي المناطق، إلا أن ظاهرة الجفاف التي توالت لأعوام طويلة جعلت معظم الفلاحين الذين تكبدوا العديد من الخسائر المادية يهجرون المنطقة في اتجاه مراكش من اجل البحث عن مصدر زرق آخر بعيدا عن مجال الفلاحة.
لكن هذا لم يمنع من تحويل المنطقة من طرف عدد من السياح الأجانب الذين قصدوها فيما مضى إلى الدعاية لها في كل المناسبات ومدح جمالها الطبيعي الساحر، الذي ساهم بشكل كبير في توافد عدد كبير من السياح من خارج وداخل المغرب من اجل اكتشافه والاستمتاع بمختلف المناظر الساحرة التي توفرها المنطقة انطلاقا من جمالية المنظر الأخضر الذي يتوفر على غطاء نباتي متنوع ومميز، فضلا عن تضافر الجهود لعدد كبير من الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين في المنطقة وكذا جمعيات المجتمع المدني الذي أدى إلى جعل المنطقة تنهض من قوقعة الإقصاء والتهميش إلى تحقيق نتائج مرضية ودفع بها إلى الانخراط في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أتت بالكثير وحققت الكثير على جميع المستويات في المنطقة .
تحولت المنطقة في غضون أعوام من مكان مهجور ومنسي إلى منطقة مميزة وسياحية جد رائعة، إذ تتميز بطبيعة خلابة وتوجد خلف سلسلة من الجبال التي تشهد نسبة إقبال كبيرة في فصل الشتاء بعد لأن تكسوها الثلوج وتصبح مزارًا لممارسة مختلف الأنشطة والرياضات الشتوية التي يقبل عليها السياح ، وكذلك تشهد حركة زوار كبيرة في فصل الربيع والصيف حيث تصبح تلك الجبال متميزة بغطائها النباتي ، فضلا عن الموارد المائية من وديان وعيون مائية يزيدها فصل الربيع بهاء ورونقا ساحرا، حيث ترتدي حلتها الجديدة تجعلها الوجهة السياحية المفضلة لدى الكثيرين، لاسيما من يرغب في الاستمتاع بجمال الطبيعة ويستمتع براحة وهدوء لا مثيل لهما، ينسى من خلال إقامته أو زيارته للمنطقة هموم الحياة وتعبها وينسى ضجيج المدينة وصخبها لعيش لحظات ممتعة وهادئة وغاية في الجمال يتأمل من خلالها جمال المناظر الخلابة ويحاور بصمته تلك الصورة الأخاذة التي تجمع بين الألوان الساحرة تمتزج بزقزقة العصافير وخرير المياه في سيمفونية من الأنغام الهادئة التي تبقى محفورة في ذهنه تصحبها صورة الحيوانات الألفية التي تجدها تتجول في المكان معبرة عن حبها لهذه الطبيعة التي تسحر العيون وتخطف الأنفاس
أرسل تعليقك