الجزائر - سميرة عوام
تُعتبرُ مديّنة غرداية بوابة الصحراء الجزائرية، ومركز الحضارة الإسلامية في أفريقيا، و جامع للعاداتِ و التقاليد المختلطة، فيما يتجلى ذلك في تمسك سكان المنطقة بدينهم و بأصالتهم، لدرجة أنهم شيدوا المساجد التي تحمل الطراز الإسلامي. كما بنوا مدنًا كاملة فوق جبال وعرة و تضاريس متشابكة و بطريقة
منفردة في العالم وذلك لاستحداث قلعة في الجزائر، حيث استعملوا الأخشاب و سعف النخيل و الكلس و الجير الأحمر لبناء قلعتهم و التي تحيط بها القصور الجميلة و الساحرة ذات اللون الأحمر، ويبرز توحدها في القباب المتراصة و المصففة بإتقان ،وقد وصنفت المدينة عام 1982 كمعلم تاريخي ومكسب للحضارة الإنسانية من طرف اليونسكو وهذا بفضل الهندسة المعمارية الفريدة من نوعها في الجزائر، و ما يجذب السواح لهذه المنطقة هو جمالها و لهجة سكانها و التي تعتبر اللهجة الميزابية من بين اللهجات المستعملة في الجزائر فضلا عن اللهجة القبائلية والشاوية والترقية والشنوية والشلحية وهي منحدرة من اللغة الأمازيغية (البربرية) لغة السكان الأصليين في الجزائر.
وتختلف مدينة غرداية عن جميع المدن الجزائرية حيث تتشكل من 7 قصور حملت تسميات عربية وبربرية وهي (العطف أو تجنينت) و(بنورة أو أث بنور) و(وسط غرداية أو تغردايت) و(بني يزقن أو أث ييزجن) و(مليكة او أث امليشيت) و(القرارة) واخيرا قصر (بريان).
تتوفر مدينة بني مزاب الواقعة في أعماق الصحراء الجزائرية على قصور تاريخية تتميز بجمالية خاصة و فسيفساء رائعة وشموخ خاص للجدران التي تحمل أشكال و رسومات تعود بالزائر إلى الحضارة الإسلامية العريقة كل ذلك تختصره مدن مزاب السبع و من بين هذه الأماكن الجميلة نجد تاجنينت والتي تعد من أقدم القصور السبع و حسب أهالي المنطقة فإن معنى "تاجنينت" في لغة بني مزاب المكان المنخفض وقد أسسها الشيخ خليفة بن أبغور سنة1012 وهي تقع على بعد سبع كيلومترات من آت بونور و التي أنشئت سنة 1065 و اسمها مرتبط بالقبيلة المصعبية التي شيدت و سكنت هذه المدينة قديماً.
و تتميز أتب ونور بأنهما مبنيتان فوق ربوة صخرية منيعة جدا، مما شكل لها سورا طبيعيا تقع قرب أت ايزجن، أما مدينة تغردايت أنشئت سنة 1053م و أول من سكنها الشيوخ بابا والجمة، و أبوعيسى بن علوان و بابا سعد و أصل تسميتها تغردايت بالمزابية ،و هي القطعة المستصلحة من الأرض و الواقعة على حافة النهر،و توجد على بضعة مترات عدة قرى تحمل نفس الدلالة في أرجاء المغرب الإسلامي، و هي أول مدينة تشاهد عند القدوم من الشمال،أما المدينة الأخرى أت إيزجن أسست سنة 1321 اسمها مرتبط بقبيلة المصعبية التي سكنت هي الأخرى المدينة،و هذه المنطقة هي الوحيدة التي حافظت على أصالتها المزابية من كل النواحي إلى يومنا هذا و من أهم مميزاتها سورها الذي لا يزال شامخا يجذب الزوار له من كل حدب وصوب ، وقد تحولت مدينة بني مزاب خلال السنوات الأخيرة إلى محج ومقصد الزوار و السواح الأجانب و الذين يفضلون التعرف على الهندسة المعمارية ذات الطراز الإسلامي، و الذي شيدت به القصور و المدن السبعة ،كما تحتضن هذه الرقعة السياحية مهرجانات ترويج السياحة الميزابية و التي بلغت مستوى العالمية ،نظرا لانفرادها بالزربية ذات الألوان و الأشكال المختلفة .
أرسل تعليقك