استمتع بعطلتك على نهر لوغانو وسط مناخ لطيف ومطبخ متوسطي ودقة سويسرية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أهلها يتحدثون بلغة دانتي ويعيشون على الطريقة الإيطالية

استمتع بعطلتك على نهر لوغانو وسط مناخ لطيف ومطبخ متوسطي ودقة سويسرية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - استمتع بعطلتك على نهر لوغانو وسط مناخ لطيف ومطبخ متوسطي ودقة سويسرية

نهر لوغانو في سويسرا
موسكو - صوت الامارات

تطل على نهر لوغانو الشهير من كلّ الروائع والمكارم الطبيعية التي حبا الخالق بها سويسرا من جبال شاهقة تكلّلها الثلوج وغابات على امتداد النظر وبحيرات منثورة بسخاء بين مراعيها الخضراء، لم يمنحها نعمة الإطلال على البحر الذي قال عنه مؤخراً أحد أطبائها المشهورين بأنه أفضل وأرخص دواء في العالم، لكن ثمّة بقعة في هذه البلاد، على مقربة من الحدود الإيطالية، حيث بإمكانك أن تشعر بأنك تعيش على ضفاف المتوسط، تنساب فيها الحياة على وقع ما هو شائع على ضفافه وسائد من عادات بين أهله. إنها مدينة «لوغانو»، العاصمة الاقتصادية لإقليم «تسّينو» السويسري، التي لا يتحدّث أهلها سوى بلغة دانتي ويعيشون على الطريقة الإيطالية.

وتقع هذه المدينة عند سفح جبل «سان سالفاتوري» مطلّة على واحدة من أجمل البحيرات في سويسرا والعالم، أول ما يعتريك من شعور هنا أنك أمام بطاقة بريدية أو لوحة زيتية، ومن المستحسن أن تخصّص الوقت الكافي للتمتّع بهذا الجمال الطبيعي الفائض، والنادر، الذي يزيده تألقاً الذوق المعماري الرفيع والنظافة التي هي من سمات أهل هذه البلاد. وتكفيك دقائق من التأمل في هذه المشاهد، كي تدرك أن هذا المكان ليس لأن تقضي فيه ساعات أو أياماً، بل لتمضي فيه العمر كلّه لما يجمع من مناخ لطيف ومطبخ متوسطي وتنظيم على الطريقة السويسرية.

زيارتي الأخيرة لهذه المدينة اقتصرت على نهاية أسبوع أعتقد أنها تكفي لتذوّق نكهة الحياة فيها والاستعداد للإدمان على مفاتنها، يبدأ النهار في العاشرة صباحاً بفطور في «المقهى الكبير» المطلّ على الميناء Grand Café Al Porto الذي لم يغلق أبوابه منذ افتتاحه في عام 1803، والذي ما زال المقصد المفضّل للفنّانين وأهل الفكر والأدب والسياسة، والبورجوازية التي يجذبها هذا النمط الهانئ من الحياة.

في الطابق الأول من هذا المقهى يوجد الصالون الفلورانسي، الذي كان في الماضي قاعة الطعام الرئيسية في الدير الذي قام في المبنى منذ تشييده في القرن السادس عشر حتى أوائل القرن السابع عشر. هنا، في هذه القاعة التي هي أقرب إلى المخبأ، تدرك لماذا وقع الاختيار عليها لعقد الاجتماعات السريّة بين الأميركيين والنازيين عند قرب نهاية الحرب العالمية الثانية فيما يعرف بعملية «الفجر». لكنك اليوم ستنسى كل المكائد أمام قطعة الحلوى التي يقدّمها لك هذا المقهى حسب الوصفة التي كان يعتمدها الرهبان في ذلك الزمان.

على بعد خطوات من هذا المقهى يقوم آخر لا يقل عنه جمالاً وعراقة، هو مقهى «فانيني» الذي يقال إن الشوكولاته الساخنة التي يقدّمها منذ عام 1871 هي الأفضل في سويسرا. وللذوّاقين المرهفين، أنصحهم بعدم مغادرة هذه المدينة قبل تذوّق جبنة Alpe Piora المصنوعة من حليب الأبقار التي ترعى في وادي «ماجي» على علو 2000 متر عن سطح البحر.

من هناك ننتقل إلى مبنى البلدية الجميل الذي يعود لعام 1845، والذي يستحق زيارة ضمن جولات منظمة برفقة دليل يشرح تاريخ هذا المبنى الحافل بالمفاجآت. ومن المبنى نتجّه إلى شارع Nassa - تعني شبكة الصيد بالإيطالية - إذ كانت المدينة في الماضي قرية للصيّادين على ضفاف البحيرة. وهو من أجمل شوارع المدينة، محفوف بالقناطر القديمة ويزخر بالمتاجر الفخمة والمطاعم الفاخرة والحوانيت التاريخية.

الهندسة المعمارية حاضرة بقوّة في لوغانو، خاصة بعد أن أقام فيها المهندس الإيطالي الشهير مايوبوتّا أكاديميته المعروفة التي يتهافت عليها كبار المهندسين العالميين، وشاركوا معه في تصميم عدد من المباني التي تفاخر بها هذه المدينة. ولعلّ أجمل أعماله هنا هي محطة حافلات النقل العام التي يغطّيها هيكل معدني تتبدّل ألوانه في الليل حسب الفصول: البنفسجي في الشتاء والأبيض في الصيف والأزرق في الربيع والوردي في الخريف.

عند نهاية شارع «ناسّا» يقوم مركز الثقافة والفنون، وهو أقرب إلى المختبر التفاعلي الذي ينظّم أنشطة إبداعية للزوّار في الرسم والنحت والتصوير وفنون أخرى عديدة، بعد أن كان متحفاً عالمي الشهرة يضمّ أهم مجموعة خاصة من اللوحات التي يملكها البارون تيسّن والتي نقلتها أرملته إلى مدريد في عام 1990.

من المباني التاريخية الجميلة أيضاً فيلّا «تشياني» التي تعتبر من روائع الهندسة المعمارية وإحدى أساطير ما يعرف بالزمن الجميل، ومبنى المكتبة العامة الذي يجمع بين عراقته من الخارج وأحدث الوسائل التكنولوجية التي يضمّها في الداخل.

حان موعد الغداء الذي يمتدّ هنا، بعكس المدن السويسرية الأخرى، حتى الثالثة بعد الظهر، والذي يُستحسن أن نختار له أيّاً من المطاعم المحيطة بالسوق الشعبية التي يعرض فيها المزارعون من القرى والمزارع المجاورة منتوجاتهم الطازجة التي تتزوّد بها المطاعم القريبة.

نترك لفترة بعد الغداء زيارة متحف Hermann Hesse، أشهر الذين سكنوا هذه المدينة، حيث جاءها في عام 1919 ولم يغادرها حتى وفاته في عام 1962. إنه من أجمل المتاحف المخصصة لكبار الكتّاب، يستعرض حياة المؤلف الغنّية في هذه البلاد حيث كان محور حركة ثقافية وفنّية نشطة، وإنتاج غزير أوصله إلى جائزة نوبل في عام 1946. ولعلّ أجمل ما في هذا المتحف الغرفة المخصصة للشواهد على الصداقة الوطيدة التي ربطت «هسّيه» بالكاتب والمفكّر الكبير توماس مان، والتي تلخّصها تلك الجملة التي كانا يتبادلانها في رسائلهما خلال السنوات الأخيرة من حياتهما: (أرجوك ألا تموت قبلي).

بعد زيارة المتحف التي لا بد أن تترك أثراً في نفوس محبّي الأدب والمطالعة، وتدفع بهم إلى التأمل، اقترح نزهة على ضفاف البحيرة إلى أن يحين موعد العشاء. عندها أنصح بالتوجّه إلى مطعم «بوتّيغوني»، في شارع ماسّيميليانو ماغاتّي، حيث إن حالفك الحظ ورأيت على لوحة الأطباق اليومية المعروضة عند مدخله عبارة «أرز بالزعفران»، عليك أن تتخلّى عن أحمالك وهمومك وتتّخذ لك مقعداً وراء إحدى طاولاته الخشبية القديمة، لأنك ستكون على وشك أن تعيش لحظة لا تُنسى. عندئذ ستدرك أن بعض الأشياء البسيطة تكفي لصناعة المعجزات، وأن لوركا كان على حق عندما قال: «هو على حق دائماً ذلك الذي يشعر بالإعجاب». لوغانو، وأُرزها بالزعفران، معجزتان من طينة بسيطة جداً.

وقد يهمك أيضا:

مجموعة من الوجهات الأوروبية الراقية لعطلات شتوية رائعة

قائمة بأفضل المدن والفنادق للإقامة عند زيارة سويسرا من بينها سانت موريتز

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استمتع بعطلتك على نهر لوغانو وسط مناخ لطيف ومطبخ متوسطي ودقة سويسرية استمتع بعطلتك على نهر لوغانو وسط مناخ لطيف ومطبخ متوسطي ودقة سويسرية



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates