الجسر المعلق في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين
آخر تحديث 15:07:19 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يعود تاريخ بنائه إلى زمن الانتداب الفرنسي عام 1925

"الجسر المعلق" في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الجسر المعلق" في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين

دير الزور
دبي - صوت الإمارات

لطالما اشتهرت دير الزور بجسورها التي تربط ضفتي نهر الفرات، وتصل جناحي المدينة بعضهما ببعض. وبعد الحرب التي عصفت بحجرها وشجرها وبناها التحتية، اختفت جسور المدينة تماما بعدما استكمل "التحالف الأمريكي"، ما سبق وبدأته التنظيمات الإرهابية كـ"جبهة النصرة" و"داعش"، من تدمير للمدينة وجسورها، وتقطيع لأوصالها، ولأحلام ساكنيها.ذكريات "الجسر المعلق"، هي اليوم الغائب الحاضر في حياة أهل دير الزور، لا أدل على ذلك تداعي أحاديث "المضافات" التي درج سكان المدينة على التلاقي فيها كل مساء، إلى ذكريات المدينة قبل الحرب، وعلى رأسها جسرها المعلق وحباله التي كانت تمتد كالأطواد بين نقاط ارتكازه.

يحتفظ "الديريون"، كما يكنى سكان دير الزور بين أقرانهم السوريين، بصورهم على الجسر المعلق كتذكار من (الزمن الجميل)، كما يصفون السنوات التي سبقت الحرب الإرهابية على بلادهم، فلا تكاد تجد (ديريا) واحدا إلا وله حصته من الصور الشخصية على الجسر، يحتفظ بها في ألبوم صوره أو على جهازه المحمول.صور توثق المكان الذي لطالما احتضن ذكريات المدينة، فهو مقصد الكبير والصغير والعاشق والزائر والسائح لما له من أهمية جمالية وتراثية، كما كان مقصدا للأدباء والشعراء الذين تغنوا به وبنهر الفرات الخالد، ومكان لمن يهوى صيد السمك مستعينا بأعمدة الجسر لتثبيت سنارته.


ويعد الجسر المعلق أهم معلم أثري في مدينة دير الزور، ويعود تاريخ بنائه إلى زمن الانتداب الفرنسي عام 1925، واستمر بنائه 6 سنوات قضى خلالها الكثير من أبناء المدينة، وقد انهت الشركة الفرنسية بناء الجسر في مارس/ آذار سنة 1931.ويمتاز جسر دير الزور المعلق بركائزه الحجرية الأربعة الباسقة، تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36 متراً، أما طول الجسر فيبلغ 450 متراً وعرضه 4 أمتار، وقد كلف إنشاء هذا الجسر مليون وثلث المليون ليرة سورية في ذلك الحين.

وفي عام 1947 تم تزويد الجسر بالكهرباء، وفي 1955 صبغ باللون الأصفر وأنير بأنوار ملونه غاية في الجمال، تنعكس ليلاً على صفحة مياه النهر.وفي 1980، تم منع السير على الجسر بالسيارات والدراجات النارية، وقبل ذلك، كانت عملية مرور السيارات تنظم عبر استخدام الهاتف بين عامليْن كل منهما يتمركز في طرف من طرفي الجسر، يخبر أحدهما الآخر بمرور سيارة من جهته إلى الجهة الأخرى، فيمنع العامل الآخر مرور السيارات حتى وصولها إلى مقصدها، وهكذا.

بدأ تدمير الجسر في عام 2013، حين قام مسلحو تنظيم "الجيش الحر" باستهدافه بضربات صاروخية، ليأتي تنظيم "جبهة النصرة" الذي انبثق لاحقا عن سلفه "الجيش الحر" ويستكمل مهمة تدميره مع الجسور الأخرى على نهر الفرات، ليلي ذلك ثنائية طائرات التحالف الأمريكي ومفخخات تنظيم "داعش" الإرهابي، اللذين أتيا على ما تبقى من جسور كانت تربط ضفتي نهر الفرات على طول امتداده السوري الذي يناهز 610 كيلو مترا، بما في ذلك جسري "السويعية" و"الباغوز" في البوكمال، وجسري الرقة القديم والجديد، وجسري قرية الكالطة والعبارة، وصولا إلى تدمير آخر الجسور وهو جسر "المغلة" غرب قرية مدينة "معدان" بريف الرقة، بهدف قطع الطريق بين ضفتي نهر الفرات، وفصل منطقة الجزيرة بشكل شبه نهائي عن بقية الأراضي السورية من الجهة الجنوبية لنهر الفرات.

الجسر المعلق، الذي لطالما كان شريانا اجتماعا واقتصاديا يربط ضفتي الفرات، بقي معلقا في ذاكرة أبناء الفرات ممن يتساءلون اليوم، عما إذا كانوا سيرون الجسر المعلق معلقا من جديد، أما أنه سيبقى في قلوبهم وذكرياتهم فقط.

قــــــــــــد يهمـــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــا

تركيا تخطط لعبور شرق نهر الفرات في شمال سورية قريبًا

مجهولون يغتالون رئيس بلدية "اليادودة" و3 انفجارات في مدينتي الرقة والطبقة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجسر المعلق في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين الجسر المعلق في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين



GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates