توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

من خلال ترويض بعض الأنواع من الطيور الجارحة

توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور

إسلام آباد - صوت الامارات
إسلام آباد - صوت الامارات

يعد السفر وسيلة تغرينا لنتعرف على ثقافات أخرى، أو فقط وسيلة هرب من الملل بحثاً عن تجارب مثيرة توقظ المشاعر وتحرك بداخلنا جملة من الانفعالات الإيجابية.

ومع توفر عروض سياحية كثيرة باتت بمتناول اليد، فإن البعض بات يبحث عن تجارب فريدة. إن كانت في أماكن بعيدة فهذا هو عز المنى، وهذا ما تستغله كازاخستان مؤخراً بلترويج لسياحة الصيد بالصقور.

الصيد بالصقر أو «الصقارة» والمعروفة أيضاً باسم «المقناص»، هو باختصار تربية بعض الأنواع من الطيور الجارحة وترويضها لممارسة هواية الصيد. ومع أن هذا النشاط لم ينتشر على نحو واسع عالمياً، إلا أن عشاقه وهواته كثر حول العالم، ومن دول الخليج العربي.

لكن لا بد من الإشارة إلى أن الصقارة في كازاخستان ليست مجرد سياحة، وإنما هي تقليد قديم تعود جذوره إلى الحقبة التي كان فيها الكازاخيون قبائل بدو رُحل. أي له طقوسه وعاداته. في السنوات الأخيرة أصبحت الصقارة واحدة من أهم المجالات السياحية، تجذب آلاف السياح سنوياً في «موسم الصقارة»، الذي يمتد من شهر مايو (أيار) حتى سبتمبر (أيلول).

ويُعرف الصيد بواسطة الصقر منذ القدم باسم «سايات»، ويُرجح أن مصدرها كلمة «صياد» باللغة العربية. واليوم باتت جزءاً من الرياضة الوطنية في البلاد، وتم افتتاح نوادي ومؤسسات ومدارس متخصصة في معظم المدن الكازاخية، للتدريب عليها وتدريس طقوسها وكل ما يتعلق بها من أزياء تقليدية وأدوات لا بد منها لتدريب الصقر.

وتشير بعض الحفريات الأثرية التي تعود إلى العصر البروزني إلى أن الشعوب القديمة في سهول وجبال آسيا الوسطى مارست هذا النوع من الصيد منذ آلاف السنين. كما تشير المراجع التاريخية إلى أنه انتشر في كازاخستان منذ القرن الثالث عشر، وكان في البداية وسيلة للحصول على الطعام، قبل أن يتحول إلى هواية يستعرض فيها ممارسها قدراته للصيد والفروسية على حد سواء. الآن بوسع السياح الاستمتاع إما بالفرجة ومراقبة الهواة، أو بممارسة الصيد بصقور مثل «الحر» و«الشاهين» و«الباشق» وغيرها بأنفسهم برفقة صيادين محليين.

الجميل في هذه السياحة، وهذا النوع من الصيد، أنه يكشف عن علاقة صداقة غريبة بين الإنسان وطائر حُر لا يحب القيود ولا يعرف الخوف. وهذا ما يجعل مراقبة علاقته بصاحبه مثيرة للاهتمام. تلاحظ أن الصقر عادة لا ينقض على فريسته إلا عندما يكون جائعاً، وهو بهذا يشبه الإنسان إلى حد ما. فكلاهما تدفعه غريزته وحاجته للبقاء، للصيد.

تنتشر سياحة «الصقارة» في أكثر من منطقة من كازاخستان، لعل أكثرها شهرة مناطق الصيد بالقرب من مدينة ألما آتا (ألماتي) العاصمة القديمة للبلاد. وتشتهر هذه المدنية التاريخية بتنوع طبيعي وجمال لا نظير له في آسيا الوسطى. جبالها وحدها تُشكل عنصر جذب لهواة الرياضات الجبلية مثل التزلج وغيرها. يطول الحديث عن المدينة، وجمالها وكثرة معالمها التاريخية ومواقعها الطبيعية الجميلة، لكن إذ توقفنا عندها في سياق الحديث عن «الصقارة»، يمكن القول إنها تظهر بأجمل إطلالة طبيعية لها خلال موسم الصيد، من مايو حتى نهاية سبتمبر. في هذه المرحلة تكتسي ألما أتا بما يُشبه بساطاً أخضر مخملياً مزركشاً بألوان الزهور. ومن مناطق عدة تتفجر ينابيع المياه العذبة التي تشتهر بها جبالها. وسط هذا كله ينتقل الناظر إلى عالم خيالي ساحر عند رؤية «جيالو»، أي المراعي الصيفية التي تنتشر على السفوح وحولها خيام الـ«يورت» التقليدية، التي يستقبل فيها أصحابها الضيوف بدفء، وأحياناً برقصات فولكلورية تُقدم خلالها وجبات تقليدية يتم إعدادها على نيران تحت الهواء الطلق. بعد ذلك يدخل السياح إلى «اليورت»، وهي الخيمة التقليدية للقبائل الكازاخية القديمة، دائرية الشكل، تكون جدرانها غالباً من «فرو» يتم تصنيعه بوسائل تقليدية من صوف ووبر الماشية، لتناول المزيد من الأطباق التقليدية مثل «بيسبارماكا»، وتعني الكلمة «5 أصابع»، يرجح أنها سُميت كذلك لأنها تؤكل باليد، وهي وجبة من اللحم والعجين، وطبق مكون من لحم الضأن، وهناك أيضاً طبق «رأس الخروف». ووفق العادات الكازاخية القديمة المتوارثة، يتم تقديمه للضيف الأكثر تكريماً، ويقوم هو بدوره بتوزيع قطع اللحم منه على الآخرين.

واليوم تبدو سياحة الصقارة واحدة من الوجهات الواعدة، التي تُغري العديد من الشباب تحديداً بخوض تجربتها. فهي مزيج من المتعة والثقافة.

قد يهمك ايضا

اختيار "مدينة الأحلام" في بلجيكا لدورة 2019 من معرض "المنحوتات الرملية"

تعرف على أفضل 5 وجهات رومانسية لقضاء "شهر العسل" في آسيا

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates