فيينا _ سليم الحلو
تجد المتزلجين الأثرياء بعد ظهر كل يوم يحتسون الشمبانيا في بار "تانبيرغيروف" في أرلبيرغ، منطقة التزلج الرئيسية في النمسا. أما في "ليخ" فالمتزلجون الذين يرتدون سترات من جلد الغنم مع عقود وأساور فضية لامعة، إلى جانب أكياس التسوق الخاصة بهم تحت مقعد البار، يشكلون حلقة في البقعة التي تضمُّ أماكن اللهو.
وعلى الجانب الآخر من الجبل في "سانت أنطون"، مشهد مختلف يتكشَّف، حيث الصراخ والغناء والرقص في مشهد ما بعد التزلج والتي يطغى صوتها على صوت دقات ساعة الكنيسة. ويكثر المتزلجون من الشرب لتخطي برودة الجليد من حولهم.
وتملك "وارث" مزايا أكبر من جيرانها، كما أنها أكثر شهرة، في حين تبقى قرية تقليدية صغيرة. وارث لديها نحو 150 مقيمًا دائمًا من مجموع 2500 في سانت انطون. وهناك أماكن مريحة للإقامة مثل فندق "بيغوتيل كروبرسي"، كما أن هناك حصص التزلج في مدرسة وارث الخاصة.
ويتيج لك المكان التزلج من ارتفاع 2.297 مترًا في "أونفيلدر"، قبل تجربة جولة الأب مولر (75 يورو للفرد) الذي يتبع الطريق التي استخدمها كاهن المحلي الذي يقال أنه رائد في مجال التزلج في أرلبيرج، للوصول إلى ليخ .
في عام 1894، بعد القراءة عنها في الصحف، طلب الكاهن بفيرر زوجًا من الزلاجات من الشركة المصنعة في السويد، مقتنعًا بأنها تمكنه من الوصول إلى أبناء أبرشيته المتفرقين بطريقة أكثر سهولة في أحلك أيام فصل الشتاء. وقد شرع في تعليم نفسه التزلج، لكنه فعل ذلك فقط في الليل، تحت ضوء القمر، حيث كان خائفا من أن يبدو سخيفا أمام أي من يتمكن من مشاهدته.
كانت أول دفعة لوارث كبيرة عندما افتتحت "أوينفيلدجت" في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، ليتمكن المتزلجون من الوصول لليش وزورس دون الخروج عن التزلج. أولئك الذين يريدون الوصول إلى ستوبن وسانت أنطون كان عليهم القفز على متن الحافلة، ولكن المصاعد الجديدة هذا الشتاء سوف تزيل تلك العقبة، مما يجعل الربط بين تلك القرى سلسا.
إن لطف الموظفين يمتد على طول الطريق إلى الأعلى، إلى أصحاب هانز وأنجيليكا برينر، اللذين افتتحا الفندق في عام 1980. إن المصعد الجديد هو خطوة نحو فك العزلة عن وارث، حيث هجرة السكان وإغلاق المدرسة في السنوات الأخيرة. إنها مطمئنة، وسوف تتيح للمحليين والسياح على حد سواء للتجول بيسر.
أرسل تعليقك