أشاد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للسياحة والآثار، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بالسياسة الخارجية للدولة التي تحافظ وبنجاح كبير على استقلال القرار الوطني وتحرص على تعزيز علاقات الصداقة الطيبة مع جميع دول العالم، مؤكداً أن دولة الإمارات أصبحت بيئة عالمية متطورة للتجارة والسياحة والاستثمار بجانب التعايش والتسامح والسلام.
وثمن في حوار مع مجلة «سياحة الإمارات» في عددها لشهر أكتوبر/ تشرين الأول نجاح الدولة في أن تكون السياحة جزءاً مهماً في تجربتها التنموية المتطورة ووسيلة ناجحة للتفاعل مع الآخر بما أسهم في دعم مبادئ التواصل والتعايش والتسامح بل والسلام في العالم كلة
وحول استضافة الدولة لـ«إكسبو دبي 2020».. أكد أن الحدث سيكون على مستوى عالمي غير مسبوق من الجودة والإبداع والتميز فيما يجسد ما تمثله الدولة من نموذج رائع وفريد للتنمية في كل المجالات.
ونوه بالعمل الدؤوب لجمع وتوثيق التراث الوطني للدولة بالأساليب العلمية والتقنية المتطورة ليكون دائماً وأبداً متاحاً للجميع، موضحاً أن مشروع قانون الآثار يهدف إلى حمايتها ومنع خروجها من الدولة أو تداولها وحمايتها من التخريب وترميمها وحتى يمكن تسجيلها في قوائم التراث العالمي.
وبشأن دور السياسة الانفتاحية لدولة الإمارات في جعلها مركزاً إقليمياً وعالمياً وبوابة دولية لممارسة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وملاذاً لصناعة المعارض والسياحة العالمية، قال إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً فريداً في التنمية الوطنية تحقق من خلاله مكتسبات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية هائلة وفي أزمان قياسية، مشيراً إلى أن الإمارات دولة ناهضة تعتز بقيمها ومبادئها وبنظامها وقادتها وبأبنائها وبناتها ويجسد عدد من الأمور المهمة إبداعات وابتكارات كبيرة وهائلة مبادئ التعايش والتسامح التعمير والبناء الاستقرار والرخاء، كل ذلك في إطار ماض مجيد وحاضر ناجح ومستقبل زاهر.
وبين أن هناك جهوداً وإنجازات كبيرة تتميز بها الدولة في المجالات كافة السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية. وأكد أن الإمارات الآن هي رمز ونموذج عالمي رائد في مجال التنمية المستدامة وتحظى ببيئة عالمية متطورة للتجارة والسياحة والاستثمارات ولديها اقتصاد تنافسي بمعنى الكلمة يقوم على المعارف ويوائم تماماً ظروف العولمة. وأضاف أن الإمارات تعد مركزاً عالمياً مهماً للتجارة الدولية والسياحة والتمويل وتقنيات المعلومات ووسائل الإعلام وتتمتع بدرجة عالية من التنافسية والشفافية وتتبع سياسات رشيدة تكفل لها أن تكون مؤسساتها قوية وراسخة وأن يكون الاقتصاد والاستثمار فيها قائمين على أسس رشيدة وأن يشعر جميع المقيمين بها والزائرين لها بالأمن والأمان والاستقرار.
وحول أبعاد «الدبلوماسية الإنسانية» التي صارت إحدى أدوات السياسة الإماراتية على المستوى العالمي ودور الدولة من خلالها في تخفيف معاناة البشر في مناطق الكوارث والأزمات وخدمة التنمية والسلام والاستقرار في العالم أعرب عن اعتزازه بالسياسة الخارجية لدولة الإمارات والتي تحافظ وبنجاح كبير على استقلال القرار الوطني وتحرص على تعزيز علاقات الصداقة مع جميع دول العالم ما عزز من المكانة المحورية لدولتنا في المنطقة والعالم والتي تتجسد فيما تقوم به من مناصرة لقضايا الحق والسلام في كل مناسبة وكل مكان.
وحول كيفية توظيف النهضة السياحية الكبرى في الإمارات للترويج الإيجابي دولياً لمسيرة الدولة الحضارية ولدورها الفاعل إقليمياً ودولياً خاصة أن السياحة أصبحت اليوم أحد أهم عناصر القوة الداعمة للدول والشعوب قال إن السياحة في الإمارات تحظى باهتمام خاص من قطاعات المجتمع كافة وهي الآن مجال اقتصادي مهم في الدولة يترتب عليه دخل ملموس ويستوعب عدداً كبيراً من العاملين ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل الثقافي والتنموي الشامل في المجتمع وللسياحة بلا جدال أثرها الواضح في تشكيل مسيرة التنمية في الدولة كلها.
وأشار إلى أن الدولة جاذبة للزائرين والسائحين من المنطقة والعالم خاصة أن الإمارات بلد أصيل لديه آثاره التاريخية وماضيه العريق والمتميز وطبيعته المتنوعة والخلابة ونهضته الاقتصادية الكبيرة والناجحة، مضيفاً أن الإمارات نجحت في أن تكون السياحة فيها جزءاً مهماً في تجربتها التنموية المتطورة بل وأداة فعالة تسهم في تحقيق الرخاء الاقتصادي بها كما أنها وسيلة ناجحة للتفاعل مع الآخر بما ينتج عن ذلك من أثر واضح في دعم مبادئ التواصل والتعايش والتسامح بل والسلام في العالم كله.
ولفت إلى إدراج مدينتي أبوظبي ودبي ضمن القائمة العالمية لمدن المستقبل وفوز مدينة دبي باستضافة إكسبو 2020 وهو الحدث المهم الذي يتم حالياً الإعداد والاستعداد له ليتم تنفيذه بمستويات عالية وغير مسبوقة بما يترتب على ذلك من انعكاسات إيجابية على السياحة في الدولة وفي منطقة الخليج والمنطقة العربية بأسرها.
وعن رؤيته للمشهد السياحي في الإمارات وكيف يقيم تطوره النوعي الملحوظ في هذا الزمن القياسي قال إن المشهد السياحي الحالي في الإمارات يبعث على الاعتزاز بما يتحقق والتفاؤل بما يحمله المستقبل وهو مشهد جاء نتاج سنوات طويلة من الرؤية الثاقبة لأصحاب السمو قادة الدولة وهو أيضاً نتاج سنوات من التخطيط والتنفيذ الدقيق لهذه الرؤية، مشيراً إلى أنه منذ سنوات كان وجود صناعة سياحة في منطقة الخليج أشبه بالمستحيل ولكن الإمارات أخذت المبادرة وبدأت بالعمل عليها بشكل علمي حتى أصبحت الآن أحد أهم الوجهات السياحية في العالم، مؤكداً أنها تمثل الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط.
وبين أن هذا الإنجاز لم يأت مصادفة ولكن بخطوات مدروسة وتنفيذ دقيق فقد صارت صناعة السياحة علماً وتخطيطاً استراتيجياً، مشيراً إلى أن بدون الأخذ بأسباب هذا العلم لا يمكن أن تنافس دول العالم السياحية الكبرى لأن الوصول إلى هذه المكانة العالمية ليس بالأمر السهل ولكنه تم بجهود كبيرة جدا
وبشأن توقعاته لمردود فوز دبي بتنظيم إكسبو 2020 على مستوى الدولة وعلى المنطقة بشكل عام باعتباره حدثاً تاريخياً بامتياز قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن الإجابة عن السؤال تتعلق بعدة أمور مهمة أولها.. أن تنظيم الحدث سيكون على مستوى عالمي غير مسبوق من الجودة والإبداع والتميز وسيكون في ذلك تجسيد كبير لما تمثله الدولة من نموذج رائع وفريد للتنمية في كل المجالات.
وأشار إلى أن الأمر الثاني هو أن في دولة الإمارات وفي المنطقة بشكل عام نعتز كثيراً بأن لدينا ثقافة وحضارة عالمية عظيمة تعزز انتماءنا الإنساني ونتخذها أساسا للتفاعل الناجح مع الحضارات والثقافات الأخرى، مؤكداً ثقته بأن إكسبو 2020 سيكون مناسبة مرموقة للانفتاح على دول العالم وسيكون مثالاً جيداً لـ«الدبلوماسية الإنسانية ».
وذكر أن الأمر الثالث هو أن شعار «إكسبو 2020» التواصل بين العقول.. تشكيل المستقبل «يجسد الآمال والطموحات المنعقدة على هذا الحدث العالمي الكبير لأن التواصل يعني الحوار والتبادل الثقافي والاقتصادي والعمل المشترك في سبيل التعايش الناجح بين الجميع وإثراء مسيرة العالم».
وأكد أن دبي خاصة والإمارات كلها ستكون مستعدة لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزائرين وسيكون مناسبة فريدة وباهرة ليروا ما تتمتع به الدولة من حيوية وطاقة وقدرة.. متوقعاً أن يسهم في عرض ما تحظى به الدولة والمنطقة كلها من آثار تاريخية ومزارات دينية ومعالم حضارية ومتاحف عالمية وحيوية اقتصادية ومناخ معتدل وبيئة متميزة وسيكون إكسبو دبي 2020 علامة فارقة في تاريخ التبادل الثقافي وتاريخ الحركة السياحية في الدولة والمنطقة.
وعن تقييم فعاليات القوافل السياحية التي أطلقتها الدولة بهدف الترويج للسياحة وتعريف العالم بمعلومات سياحية عن الإمارات ودورها في السياحة الإماراتية، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن القوافل السياحية تجوب دول العالم منذ فترة طويلة عن طريق هيئات ودوائر السياحة المحلية ولكن مع إنشاء المجلس الوطني للسياحة والآثار الذي كان من بين أهدافه الاستراتيجية الترويج للإمارات كوجهة سياحية واحدة تضم سبع إمارات متميزة كانت مبادرة المجلس بإطلاق قوافل سياحية مشتركة تمثل الإمارات كوجهة واحدة بتنوع سياحي فريد ورائع.
أشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن الإمارات تحظى بتراث عريض وممتد له أبعاد دينية ووطنية وعمرانية وشعبية تتكامل كلها في منظومة واحدة أصبحت بحركة التاريخ وجهود القادة ووفاء أبناء وبنات الوطن رمزاً أميناً لتواصل الأجيال والتعبير عن أصالة مجتمع الإمارات وعراقته وعظمة تاريخه بل وعبقرية أبنائه وبناته. وقال إن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع تدعم كل جهد في هذا المجال وتعمل على جمع هذا التراث وتوثيقه بالأساليب العلمية والتقنية المتطورة ليكون دائماً وأبداً متاحاً للجميع ويضع بوضوح تاريخ الدولة ومراحل النهضة التي مرت بها على مر العصور ويأتي ذلك انطلاقاً من قناعة كاملة بأن الاهتمام بالتراث والحرص عليه والرغبة الشديدة في صيانته وحفظه هي الأساس لتحقيق النهضة الفكرية والثقافية بل والتنموية الحقيقية في المجتمع.
أرسل تعليقك