أكد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حرصه على تطوير وتنمية قطاع السياحة في دولة الإمارات عمومًا، ودبي على وجه الخصوص، لتصبح الوجهة المفضلة عالميًا للسياحة العائلية، ومقصد كل الباحثين عن الاستقرار والاسترخاء، والتمتع بطبيعة بلادنا وشمسها الدافئة، وشواطئها الخلابة، وتراثها الحضاري والتاريخي العريق.
جاء ذلك خلال زيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صباح الثلاثاء، إلى بلدية دبي، وبارك سموه حزمة من المشروعات التنموية والتجميلية، التي تنفذها البلدية، في إطار توجيهات ورؤيته، لجعل دبي مدينة خضراء ومستدامة بالكامل مع حلول عام 2021.
وأشاد بجهود مدير عام بلدية دبي، وجميع مساعديه، والكادر البشري العامل في البلدية، على ما يبدونه من تفانٍ في العمل ودقة في التخطيط وتنفيذ المشروعات التي تحتاج لها مدينة دبي، وتواكب توسع وتطور المدينة، وتلبي احتياجات النمو العمراني والسكاني، الذي تشهده لتظل في أعلى جهوزيتها، لاستقبال المزيد من الاستثمارات والسياح ورجال الاعمال.
واطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه ولي عهده الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ومدير ديوان حاكم دبي محمد إبراهيم الشيباني، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان، على مشروعات مركز المؤتمرات و"سفاري غولف"، والمدينة الصناعية الرأسية، وأنفاق الصرف الصحي، ودرج دبي وسوق الخردوات والدراجات الهوائية والأبنية الخضراء.
وقدم مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، ومساعدوه عرضًا وافيًا أمام صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومرافقيه، حول كل مشروع على حدة، فأوضح أن مشروع مركز دبي للمؤتمرات سينفذ على مساحة تقدر بخمسة هكتارات، ويضم قاعة راشد الرئيسة بسعة 10 آلاف شخص، وقاعات أخرى فرعية، و"كونغرس" وفندقين ومكاتب، بالإضافة إلى مكتبة محمد بن راشد الضخمة، ومواقف سيارات بعدد نحو 2000 موقف.
ومشروع "سفاري غولف"، الذي ينفذ على مساحة من الأرض تقدر بـ100 هكتار، ويضم ملعب الغولف الصحراوي بمساحة 70 هكتارًا، ومنطقة خدمات بمساحة 30 هكتارًا، و"أكاديمية" لتعليم لعبة الغولف لمختلف شرائح وأفراد المجتمع، حيث سيكون "السفاري" مفتوحًا للجميع برسوم تحددها البلدية.
أما مشروع المدينة الصناعية الرأسية، في منطقة الليان الصناعية، جنوب طريق الإمارات - العابر، والذي سينفذ على مساحة 280 هكتارًا، هو عبارة عن مدينة متكاملة للصناعة والإبداع والإقامة في بيئة عمرانية جذابة، ويتكون المشروع من ثلاث مناطق - صناعية وسكنية فندقية ووادي التقنية"buisnesspark".
ومن بين المشروعات الحيوية والاستراتيجية مشروع أنفاق الصرف الصحي، الذي سيلغي بعد إتمامه أواخر عام 2020، أكثر من 121 محطة ضخ للصرف الصحي، منتشرة في أرجاء المدينة، إذ ستكون أنفاقًا عميقة بعمق أربعة إلى ستة أمتار تحت سطح الأرض، وعمرها الافتراضي 100 عام، وهي مستدامة في التكاليف والطاقة والبيئة والنمو العمراني، حيث ستلبي احتياجات المدينة، ونموها العمراني والسكاني لمدة قرن من الزمان، وتوفر نحو 30% من استهلاك الكهرباء، إلى جانب التخفيف من الانبعاثات الكربونية التي تلوث البيئة.
ومن بين هذه المشروعات، التي عرضت على الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشروع درج دبي، الذي يرمز إلى تحديات وارتقاء دبي، وهو مشروع ثقافي رياضي، ويبلغ ارتفاعه نحو 90 مترًا، ويتكون من 500 درجة صعودًا، ويهدف إلى إضافة مسحة جمالية للمنطقة التي سينفذ فيها، ولم تحدد بعد بالإضافة إلى كونه مشروعًا ترفيهيًا ورياضيًا وثقافيًا، حيث ستتم إقامة نصب تذكاري على أحد جانبيه لمدرسة ثانوية دبي العريقة، وسيكون مفتوحًا للعامة لممارسة رياضة المشي، والصعود على درجاته الـ500.
ومن المشروعات الجديدة أيضًا مشروع سوق الخردة والدراجات الهوائية في منطقة ورسان، وسيغطي مساحة 11 هكتارًا من الأرض، ويضم ما يزيد على 100 محل تجاري، و53 معرضًا لبيع وشراء الدراجات الهوائية ومستلزماتها وقطع غيارها، وسيتم الانتهاء من المشروع الأول من نوعه في المنطقة، آخر شهر سبتمبر من العام الجاري.
ومن بين المحال التجارية في المشروع، محال لبيع مواد البناء ومستودعات ومواقف سيارات، وأربع وحدات لتوليد الطاقة الشمسية، وتصل مساحة البناء الإجمالية في المشروع المتخصص قرابة 460 ألف قدم مربعة.
وقد وقع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ختام الزيارة، على وثيقة "السعفات" لائحة تقييم المباني الخضراء في دبي، والتي تضم السعفة الذهبية والسعفة الفضية والسعفة البرونزية والسعفة البلاتينية، وهى جوائز مقدمة من بلدية دبي للمباني الخضراء بعد تقييمها، بحيث تحافظ هذه المباني على الموارد الطبيعية والبيئة، وضمان بيئة صحية، وفقًا لأعلى المعايير العالمية، وتهدف هذه السعفات إلى تعزيز الريادة والقيادة التنافسية لدبي، وخلق فرص استثمارية وأسواق جديدة تعزز اقتصادنا الوطني.
وتوقع مدير عام بلدية دبي، خلال شرحه لأهداف ولائحة المعايير التي وضعها، أن يتم التطبيق خلال النصف الأول من شهر أكتوبر المقبل، إذ من المتوقع أن تسهم لائحة تقييم المباني الخضراء "السعفات" في توفير 34% من الطاقة، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خلال خمس سنواتن إلى نحو سبعة ملايين طن، وهو ما يعادل زراعة 36 مليون شجرة في المدينة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اطلع على خرائط ولوحات المشرعات، التي تم عرضها على سموه، وأبدى مباركته لهذه المشروعات التي وصفها سموه بالمشروعات الضرورية والاستراتيجية لمستقبل الوطن والأجيال المتعاقبة، وهي في الوقت ذاته، تسهم في تعزيز اقتصادنا الوطني، وتوفير نسبة كبيرة من مقومات السعادة، التي ننشدها لمواطنينا والمقيمين على أرض بلادنا الطيبة المعطاءة.
أرسل تعليقك