أبوظبي - صوت الإمارات
شهد مدخل قصر الحصن، أمس الاربعاء، ازدحاما كبيرًا من الزوار، الذين اصطفوا في طوابير للدخول إلى القصر، ضمن "جولات قصر الحصن"، وخاصة لمشاهدة غرف المعيشة التي فتحت للمرة الأولى للزوار هذا العام، إضافة إلى الاطلاع على أعمال الترميم التي تجري داخل القصر، والاكتشافات الأثرية التي مازال التنقيب والبحث عنها جارياً .
وعندما يدخل الزوار ضمن الجولة التعريفية التي تأخذ كل واحدة منها 10 دقائق بصحبة مرشد، يتعرفون إلى قصر الحصن من الداخل، هذا المبنى الذي أضحى رمزاً لنشأة أبوظبي ومثالاً للشموخ والأصالة فيها .
ويشرح لهم المرشد تاريخ قصر الحصن، وأنه أول مبنى يتم تشييده في الإمارة، وكان أول ما شيّد فيه برج المراقبة، الذي أنشأه الشيخ ذياب بن عيسى شيخ قبيلة بني ياس الذي رحل عام ،1793 وتم تشييده لحماية المنطقة المطلة على البحر، والتي أصبحت فيما بعد منطقة سكنية آمنة، حتى قرر الشيخ شخبوط بن ذياب حاكم أبوظبي خلال الفترة بين 1795 و،1816 تحويل برج المراقبة إلى حصن منيع، ليصبح بعد ذلك مقراً لإقامة أجيال متعاقبة من أسرة آل نهيان الحاكمة .
وأوضح المرشد السياحي للزوار: "في بداية القرن التاسع عشر، قام الشيخ طحنون بن شخبوط حاكم أبوظبي 1818-1833 بتوسيع الحصن، ليأتي بعد ذلك الشيخ سعيد بن طحنون حاكم أبوظبي 1845-،1855 ليتولى تنفيذ توسعة أخرى إلى الحصن، وإضافة مزيد من التحسينات والتطويرات في خمسينات القرن التاسع عشر، وبعد فترة من الظروف القاسية التي شهدتها المنطقة بسبب الانحدار والتراجع الذي تعرضت له تجارة اللؤلؤ، عاد الحصن ليتوسع من جديد خلال فترة التنقيب عن النفط واكتشافه بين عامي 1939 و،1950 واعتمد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي 1928-1966 على عائدات النفط لبناء القصر المهيب، الذي أحاط بالحصن القديم، وقرر بعد ذلك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة إجراء أعمال تجديد شاملة على مبنى قصر الحصن، ليحوله بذلك من مقر إقامة للأسرة الحاكمة إلى متحف ومعرض للكثير من القطع والمجموعات الأثرية التي ترتبط بتاريخ أبوظبي ومنطقة الخليج" .
وأضاف: "بني القصر من الحجر المرجاني البحري، وتمت تغطية جدرانه بخليط مصنوع من الكلس والرمال المحلية والأصداف البحرية المطحونة، وبفضل ميزة انعكاس الإضاءة التي تتميز بها الأصداف، كانت جدران الحصن تتلألأ تحت أشعة الشمس ليصبح علامة شاطئية مميزة ترحب بالتجار القادمين إلى المنطقة، واختير خشب أشجار القرم لتغطية الأرضيات وبناء السقوف لما يتمتع به من صلابة وقدرة على التحمل والدوام لمدة زمنية طويلة" .
وأكد رئيس قسم الترميم في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حسام مهدي: "أعمال الترميم التي تجري في قصر الحصن تتم وفق مبدأ احترام المواثيق الدولية، ووفق قيم وأهمية المبنى الذي يعد من أهم مباني أبوظبي من الناحية التاريخية والرمزية والسياسية والاجتماعية، مؤكداً حرص القائمين على الترميم على تحديد القيم التي يمثلها المبنى وإشكاليات الحفاظ عليه، إضافة إلى فهم المبنى وتاريخه والطبقات المختلفة التي يتكون منها، وإشكاليات الحفاظ على الجدران التي بُني جزء منها بالصخور المرجانية، وجزء آخر حديث بالملاط وعناصر حديثة" .
أرسل تعليقك