دبي ـ جمال أبو سمرا
أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للسياسات والتراخيص،الدكتور أمين حسين الأميري إن الغش في الدواء يعتبر الأخطر لأن المستهلك يستطيع التمييز بين السلع المقلدة وغير المقلدة، وبالنسبة للأدوية لا يمكنه ذلك، مشيرا إلى أن الاحصائيات الدولية الصادرة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 95 % من الأدوية المتداولة على الانترنت مزيفة ومغشوشة، وأضاف أن مستشفيات حكومية وخاصة استقبلت مجموعة من الحالات المرضية، دون تحديد عددها، بسبب تناولها مكملات غذائية ذات ادعاء طبي من بينها أدوية لتخسيس الوزن ومقويات جنسية، تم شراؤها عن طريق المواقع الإلكترونية التي تأتي ضمن وسائل ترويج الأدوية المزيفة، لافتاً إلى أن الوزارة أغلقت 24 موقعاً تروج لأدوية مزيفة.
وكشف الدكتور الأميري في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر الإمارات الدولي لمكافحة التزييف الدوائي، الذي تنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع مختبرات "سيرفيه" الفرنسية، أن المؤتمر الذي يستمر يومين سيتم خلاله الإعلان عن " إعلان الإمارات لمكافحة الغش الدوائي" والذي سيعرض في اجتماع وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي في بداية شباط/ فبراير 2016 في أبوظبي ثم يعرض على وزراء الصحة العرب بهدف اتخاذ قرار موحد لمكافحة الغش الدوائي، وايجاد آلية موحدة تحمي المجتمعات العربية من الغش، مبينا أن قيمة الغش الدوائي في العالم في 2013 بلغت 100 مليار دولار.
ويعقد المؤتمر برعاية وزير الصحة، عبدالرحمن بن محمد العويس تحت شعار "لنعمل معا لمكافحة التزييف الدوائي"، ويشارك فيه نحو 700 من المختصين والمعنيين من الدولة والشرق الأوسط والعالم، ويختتم أعماله اليوم الثلاثاء في دبي.
وأكد مستشار وزير الصحة، سالم عبدالرحمن الدرمكي خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر أن التزييف الدوائي مشكلة عالمية تعاني منها جميع الدول، مشددا على أن محاربة هذه المشكلة والقضاء عليها، لابد أن تكون مسؤولية الجميع، خاصة الجهات المعنية بما فيها الإعلام، وليس فقط وزارة الصحة.
من جانبه بين الدكتور أمين الأميري أن منظمة الصحة العالمية تعتبر الغش الدوائي جريمة منظمة، كما أنه يطرأ على الأدوية المبتكرة والمثيلة، إضافة إلى الأدوية العشبية، بحيث يكون الدواء بلا مادة فعالة أو يتم تقليلها، أو يتم التغيير في الجرعة، أو تضاف له مواد كيماوية محظورة، و يعتبر استخدام الأدوية الحيوانية لعلاج المرضى من أخطر أنواع الغش الدوائي، منوها بأن أكثر الأدوية غشاً المستخدمة لعلاج الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والسمنة، لانتشارها وزيادة الطلب عليها، عازيا رواج التزييف الدوائي إلى سهولة تصنيع الأدوية المغشوشة، وعائدها المرتفع.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي حدد الغش في السلع بشكل عام بنسبة 57 % في الملابس، و10 % في المجوهرات، و7 % في الإلكترونيات، و6 % في الأدوية.
وأوضح أن 80 % من الأدوية داخل الدولة مستوردة من الخارج، وتبلغ الصناعة المحلية الدوائية نسبة 20 % فقط، ينتجها 11 مصنعاً لإنتاج الأدوية المثيلة، من بين 15 مصنعا تصنع المنتجات المستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة وقعت أربع اتفاقيات عالمية لإنتاج الأدوية المبتكرة محلياً، لافتا إلى أن نسبة الأدوية المغشوشة داخل الدول العربية، حسب إحصائيات عام 2013، تبلغ 2.5 %، بينما تبلغ في أوروبا 66 %.
وأفاد الاميري بأن الأدوية المغشوشة جريمة تؤدي إلى الموت المباشر للمرضى الذين يستخدمون أدوية الأمراض المزمنة لعلاج أمراض القلب ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم إلى جانب أدوية علاج الضعف الجنسي.
أرسل تعليقك