واشنطن - يوسف مكي
حذر خبراء من أن تعرُض الفتيات في سن المراهقة للمواد الكيميائية المستخدمة في مستحضرات التجميل يمكن أن يسبب الإصابة السرطان، ووجدوا أن اللواتي لم يستخدمن بعض المنتجات لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع شهدن انخفاضًا في مستوى المواد الكيميائية في الجسم بنسبة 45%.
وعثرت الدراسة، التي أعدتها جامعة كاليفورنيا، على مواد كيميائية معينة في الماكياج والشامبو ومستحضرات التجميل، تعرقل عمل الهرمونات وتزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى في وقت لاحق من العمر، وأوضح مُعِد الدراسة، الدكتور كيم هارلي، أن النساء هنّ المستهلك الرئيسي للكثير من منتجات العناية الشخصية، وبالتالي يتعرضن بشكل غير مناسب للمواد الكيميائية، وقد تكون الفتيات الأكثر عرضة بشكل خاص لأنهن يستخدمنها في وقت يكون الجسم فيه يستجيب بشكل سريع، وتشير الأبحاث إلى أنهن يستخدمن مستحضرات التحميل يوميًا أكثر من المرأة البالغة.
وركزت الدراسة على الفتيات المراهقات؛ لأنهن يستخدمن المزيد من مستحضرات التجميل لاسيما الرخيصة منها، بدلًا من المنتجات العضوية التي تحتوي على نسبة أقل من المكونات الكيميائية، وطلب العلماء من 100 مراهقة شاركن في الدراسة التوقف عن استخدام المستحضرات العادية لمدة ثلاثة أيام، وقدموا لهن مستحضرات خالية من المواد الكيميائية مثل الفثالات، والبارابين، والتريكلوسان وأوكسي بنزون، وتستخدم هذه المواد بشكل واسع النطاق في منتجات العناية الشخصية مثل المكياج والعطور ومنتجات الشعر والصابون والكريم الواقي من الشمس، ويعتقد أنها تؤثر في مستويات الهرمونات لدى الشابات.
وأظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن المواد الكيميائية تتداخل مع نظام الغدد الصماء في الجسم، وحللت عينات البول من المشاركات قبل وبعد الدراسة، ودرست مستوى المادة الكيميائية المستخدمة في العطور تسمى إثيل الفاثالات ووجدوا انخفاضها بنسبة 27% في نهاية الدراسة، وانخفضت نسبة مستويات اثنتين من المواد الكيميائية التي تستخدم كمواد حافظة في العطور تدعى ميثيل وبروبيل البارابين بنسبة 44% و45% على التوالي، بالإضافة إلى انخفاض مادة كيميائية تستخدم في الصابون ومعجون الأسنان تسمى التريكلوسان إلى 36%.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، ماريتسا كارديناس، أنه كان من بين أهداف الدراسة خلق الوعي بين المشاركين حول المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات اليومية لجعل الناس أكثر وعيًا بشأن استخدامها، ورؤية الانخفاض في المواد الكيميائية في الجسم بعد ثلاث أيام يدل على أن إجراءات بسيطة يمكن استخدامها للحد من المواد الكيميائية في الجسم لإحداث فرق.
وأشارت الدراسة إلى أن مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية ليست منظمة تنظيمًا جيدًا في أميركا، ونشروا هذه الدراسات لتوعية الناس حول الأمر، وأضاف هارلي: نحن نعرف ما يكفي للقلق على الفتيات المراهقات، ليأخذن احتياطهن لاسيما أن تغييرات سهلة يمكن أن تقيهن من الخطر، ويستحق الأمر الحديث عنه أكثر للتوعية.
أرسل تعليقك