خضعت امرأة بريطانية تدعى زو فينيسي لعملية جراحية أزيل فيها جزء من دماغها، لإيقاف نوبات صرع قوية نتجت عن سبب غريب، هو سماعها إلى أغنيات مطرب موسيقى "بوب" شهير.
وأصيبت زو فينيسي، وهي أم تبلغ من العمر 26 عاماً، بنوبة صرع حادة أول مرة بعد بضع ثوان من سماعها مجموعة أغنيات يتصدر بها المغني ني يو سباق الأغاني في المملكة المتحدة.
عند حدوث هذه النوبات، فانها تجعل زو تتجمد في مكانها، وتتقيأ وتصبح غير قادرة على التفاعل مع محيطه . وهي تضطر لوضع سماعات على أذنيها في أي وقت تذهب فيه للتسوق، لتفادي أي احتمال أن تكون أغاني هذا المطرب الرائجة، صادحة في المتجر الذي تكون فيه .
وقد شخصت إصابة زو إكلينيكياً بأنها "نوبات صرع مثارة بالموسيقى" وتستثار بنبرة صوت "ني يو" .
وفي حزيران/ يونيوالماضي، أزال لها الجراحون جزءاً من الفص الجبهي الدماغي الأيسر، للحيلولة دون تدهور حالتها . بيد أن الجراحة لم تنجح، وقال الأطباء أنهم باتوا حالياً متخوفين من إحتمال إصابتها بهذه الحالة طوال عمرها .
ولفتت زو، التي لم تتمكن، بسبب إصابتها، من ممارسة عملها كمساعدة رعاية صحية لفترة 6 أشهر:" أنا لا أكره "ني يو" أو أغانيه، ولكني عندما أتسوق حاجياتي، أضطر لوضع سماعات كي أتفادى احتمال إذاعة أغانيه في المذياع الداخلي للمتجر . وهذا الأمر ينطبق على أغلبية المتاجر التي أرتادها . ولو أصدر "ني يو" البوماً يضم أفضل أغانيه طوال مشواره الفني، فإن الأمر سيصبح بمثابة كابوس بالنسبة إليّ، ففي أي مكان أسمع فيه أولى دقات إيقاعات أي أغنية من أغانيه، يصبح لزاماً عليّ أن أقذف أي شيء أحمله وأركض هاربة .
وقد يعتقد الناس أن الأمر مضحك، ويمكنني أن أضحك عليه أنا نفسي، لكنه استولى على حياتي، ودمرها" .
وروت زو إن المرة الأولى التي أصيبت فيها بنوبة كانت في ليلة رأس السنة في العام 2006 وقد حدثت لها بعد فترة إعياء طويلة، وحينذاك عزاها الأطباء للإرهاق والقلق .
بيد أن نوباتها ازدادت لتصل إلى 9 نوبات في اليوم، ما اضطر طبيبها لإخضاعها لفحص دماغي شخصت على إثره إصابتها بالصرع في العام 2008 .
وفي أيار / مايو،2011 وبعد سماعها لأغنية "أمنحني كل شيء" التي كانت أول أغنية يتصدر بها "ني يو" سباقات الأغاني، تحولت حالتها لنوبات صرع مثارة بالموسيقى .
وتضيف زو: "هذه الأغنية كانت بالفعل رائجة للغاية، وفي تلك الفترة ذهبت لكي أعرض حالتي على طبيب استشاري وقلت له: أدرك أن ما سأقوله سيبدو غريباً للغاية، لكنني أصاب بنوبة في كل مرة أسمع فيها هذه الأغنية . وقد قال لي الاستشاري أنها أغنية رائعة وساحرة وأنه لم يسمع مثلها أبداً . فقلت له أنها قد تكون بالفعل ساحرة، لكنني أعانيها كثيراً، الأغنية كانت تصدح في كل مكان في ذلك الوقت" .
وبعد مقابلتها للطبيب الاستشاري، حولت زو إلى مستشفى في مدينة شيفيلد، وفي هذا المستشفى شغّل أطباء أغاني "ني يو" وأصيبوا بذهول لأنها أثارت نوبة لزو .
وذكر الأطباء في تقريرهم حول حالة زو: "لاحظنا نوبات صرع، قليلة، مثارة بالموسيقى ونابعة من الفص الجبهي الدماغي الأيمن حفّزتها أغاني يؤديها ني يو" .
وجاء في فقرة أخرى "أثناء إنهاء إجراءات إدخالها للمستشفى كانت تستمتع للراديو من هاتفها وفوجئت بإذاعة أغنية من أغاني "ني يو"، سببت لها نوبة . وفي هذه الأثناء، طلبت مساعدة، ولوحظ أنها كانت ترتجف وتبدو متوترة وتتصرف بإضطراب. وفي اليوم التالي تعمدنا إذاعة الأغنية وفوجئنا بإصابتها بالأعراض ذاتها" .
وبمرور الوقت، باتت سيطرة زو على نوبات الصرع الموسيقية، أكثر صعوبة مع إزدياد شعبية المغني مع كل أغنية جديدة يصدرها .
وأوضح الأطباء إن النوبات التي تستغرق نحو 15 ثانية، وتحدث في الفص الصدغي الدماغي الأيمن تجعلها تجعلها "تحدق بذهول"، وبعد زوالها تتقيأ، وتصبح عطشى وبحاجة ماسة للنوم .
وفي حزيران/ يونيو من العام الماضي، احتاجت زو لإجراء جراحة استغرقت 6 ساعات وهدفت لإزالة جزء كبير من الفص الدماغي الأيسر الذي يعتقد الأطباء أن جميع نوباتها قد تكون ناشئة منه .
وبالرغم من تراجع أعراض الصرع، إلا أنها لا تزال تصاب بنوبة في كل مرة تسمع فيها صوت "ني يو" .
وأشارت زو إن عطلة أمضتها مؤخراً في جزيرة مايوركا الإسبانية، بعد وقت وجيز من إصدار "ني يو" لأغنية جديدة، تحولت إلى كابوس لأن الأغنية كانت تذاع في كل حانة .
وأردفت "كنت أضطر للذهاب للشخص المسئول عن تشغيل الأغنيات في المكان الذي أكون متواجدة فيه وأقول له: "هل يمكنك ألا تذيع أغاني "ني يو"، وكانوا ينظرون لي وكأنني مخبولة".
وأضافت: "يقول لي الأطباء إن ما أعانيه قد يكون متعلقاً بنبرة صوته، لكنني لا أصاب بأية أعراض عندما أسمع أصوات مغنيين آخرين من المشهورين أو غيرهم، أو أشخاص لديهم صوت قريب جداً من صوته . إنه هو فقط، صوت "ني يو" فقط الذي يصيبني بالصرع" .
ونوهت "العطلة التي أمضيتها في مايوركا كانت كابوساً، وبصراحة كانت أشبه بتواجدي في حفلة لهذا المطرب الذي يوقعني صوته أرضاً، فقد كانت أغنيته الجديدة في كل مكان . وقد توجب علي أن أمكث في غرفة الفندق في أغلب فترات العطلة، ولذلك كانت عطلة سيئة للغاية" .
أرسل تعليقك